يستهوي موقع «ما بين الكيفان» المتواجد بأعالي جبال الونشريس ببلدية بوقايد (66 كلم شمال غرب عاصمة الولاية تيسمسيلت) الزوار في فصل الصيف حيث يجدون في هذا المكان الجذاب فضاء مناسبا للهروب من الحر. يستقطب هذا الموقع الطبيعي عددا كبيرا من الزوار الذين أتوا معظمهم من ولايات مجاورة على غرار الشلف وعين الدفلى وغليزان وتيارت والذين يحطوا الرحال بالساحة الخضراء التي تتوسط هذا الفضاء للتمتع بالمناظر الطبيعية الجذابة واستنشاق هواء نقي. الوجهة المفضّلة لمحبي التجوال واكتشاف الطبيعة.. يعد هذا الفضاء الطبيعي الذي يمتد على مساحة 70 هكتارا الوجهة المفضلة خلال فترة الحر للشباب المحبين للتجوال واكتشاف الطبيعة، وذلك للخصوصيات الطبيعية العديدة التي يتميز بها ومنها ارتفاعه فوق سطح البحر بأكثر من 1200 متر وتوفره على بساط نباتي كثيف إلى جانب الرؤوس الصخرية الموجودة على مستوى قمم الجبل. في هذا الشأن يقول الشاب رفيق وهو عضو بجمعية «اكتشف الجزائر» لولاية الشلف المجاورة بأنه «يزور موقع «ما بين الكيفان» كلما سنحت له الفرصة رفقة أصدقائه وأعضاء بجمعيته خاصة يوم الجمعة وذلك لما يتوفر عليه من جو لطيف بعيدا عن الحر ولأن كل الظروف ملائمة كتوفر الأمن والمسلك المؤدي لهذا المكان الجذاب». من جهته، أبرز الشاب كمال من ولاية تيارت المجاورة بأنه «اعتاد على زيارة هذا الفضاء الطبيعي، خلال موسم الصيف، وذلك لكونه من الأماكن الأنسب للزيارة في أوقات العطل نظرا لمناظره الطبيعية الخلابة وجوه اللطيف «. والشيء الجميل في منطقة «ما بين الكيفان» هو توفر مساحة طبيعية مكسوة بغطاء نباتي أخضر جميل والتي يجد فيها العديد من الشباب فرصة لممارسة الرياضة لاسيما ألعاب القوى، فضلا على رياضة المشي والتجوال، بحسب الزوار. كما يشكل هذا الموقع السياحي الجذاب فرصة لهواة التصوير الفوتوغرافي من داخل وخارج الولاية لالتقاط صور فوتوغرافية للمناطق الطبيعية الجميلة التي تزخر بها منطقة الونشريس. لم يخف المصور الفوتوغرافي الهاوي محمد من ولاية عين الدفلى «انبهاره بجمال هذه المنطقة السياحية الجميلة «التي ينبغي على المصورين الفوتوغرافيين عدم تضييع فرصة تسويقها على المستوى الوطني وحتى الدولي وذلك للتعريف بالقدرات السياحية الكبيرة التي تزخر بها منطقة الونشريس، كما قال. مساعي لتثمين الموقع .. بادرت المديرية الولائية للسياحة والصناعات التقليدية، خلال السنتين الأخيرتين، إلى إدراج منطقة «مابين الكيفان» ضمن المسلك الولائي السياحي الذي يضم كذلك مناطق ومعالم سياحية عديدة بالجهة على غرار الحظيرة الوطنية للأرز، بثنية الحد والمنابع الحموية بسيدي سليمان. كما أعدت نفس الهيئة برنامجا خاصا بتثمين هذا الموقع السياحي الجذاب وذلك بالتعاون مع الدواوين المحلية للسياحة وعدد من الجمعيات الثقافية والشبانية يشمل تنظيم زيارات دورية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية وشباب من مختلف ولايات الوطن، كما أشير إليه . تسعى ذات المديرية إلى توفير مرافق بداخل هذه الغابة لاستقطاب المزيد من الزوار وذلك من خلال إنجاز هياكل سياحية كفندق ونزل للشباب ومسبح فضلا عن استحداث وكالة سياحية خاصة بهذه المنطقة الطبيعية. كما تطمح كذلك إلى إعادة تأهيل واستغلال في إطار السياحة الاستطلاعية والاستكشافية لدهاليز ومغارات المناجم المتواجدة بالغابة وكذا تهيئة الممرات والدروب الخاصة بتجول السياح. من جانبه، اقترح المجلس الشعبي البلدي لبوقايد ضمن المخطط البلدي للتنمية لسنة 2018 تهيئة المسلك الجبلي المؤدي إلى منطقة «مابين الكيفان» وذلك في سياق الجهود الرامية إلى تثمين وترقية هذا الموقع السياحي الجذاب.