تعود جذور تلك الكراهية إلى، اضطهاد مغول الهند للبوذيين والهندوس أثناء حروب المغول وفتوحاتهم للمدن، حيث حولوا وبالقوة العديد من البوذيين والهندوس إلى الإسلام، فقد كان الهنود قد ملئوا واحتكروا الخدمات الحكومية عندما استعد البورميون لشغل تلك الوظائف لاحقا. اندلعت في بورما سنة 1938 أعمال شغب معادية للمسلمين حيث لاتزال بورما تحت الحكم البريطاني، وكان الهدف الحقيقي لتلك الأعمال هي الحكومة البريطانية، ولكن لم يجرؤ البورميون على إظهار ذلك علنا، عملت وسائل الإعلام المحلية في تأجيج المشاعر الوطنية متسترة بالكراهية ضد المسلمين . حملة بورما للبورميين فقط: بدأت حملة بورما للبورميين فقط بالإنتشار، فنظموا مسيرة، وقد فرقت الشرطة الهندية تلك المظاهرة المنفعلة فأصيب فيها رهبان، نهبت متاجر المسلمين ومنازلهم والمساجد فدمرت وأحرقت بالكامل، كما تعرض المسلمون إلى اعتداء وذبح، وانتشر العنف في جميع أنحاء بورما. في مارس 1997 اشتعل التوتر العنصري بين البوذيين والمسلمين في ماندلاي، ثم بدأ الاعتداء على ممتلكات المسلمين خلال ترميم تمثال لبوذا. فاستهدفوا في هجومهم المساجد أولا، ثم تلاها ممتلكات المسلمين من منازل ومتاجر وعربات نقل في الأماكن القريبة من المساجد، في سنة 2001 وزع الرهبان في جميع الأنحاء كتيب “ميو بياوك همار سوي كياوك تاي” (الخوف من ضياع العرق) وغيرها من المنشورات المناهضة للإسلام. تعرض حوالي الآلاف للتشرد سنة 2012 بسبب العنف الطائفي في الدولة حيث معظم الضحايا هم من المسلمين، فالإبادة الجماعية للمسلمين في ميانمار تشكل تهديدا خطيرا للسلام العالمي وانتهاكا لحقوق الإنسان، والتي يجب أن توقفها الأممالمتحدة مباشرة. صمت دولي رهيب ومجازر عرقية في تصعيد واليوم ببورما تستباح فيه دماء المسلمين !!! مشاهد فضيعة مأساوية غير انسانية، تنكيل بأبشع الصور تهجير جماعي وقصري، عمليات اغتصاب وإحراق للبيوت، وما خفي أعظم وأشد. إنهم الاقلية المستضعة المسلمة في ميانمار (بورما) ذات الأغلبية البوذية، .صنفتها تقارير الاممالمتحدة على أنها من أكثر الأقليات تعرضا للعنف والاضطهاد، يتعرضون لتصفيات جسدية وعرقية ومحو تاريخي بشكل تراجيدي مأساوي... لا أحد من المجتمع الدولي تفاعل مع القضية، الأممالمتحدة والقوى المؤثرة، في ظل صمت رهيب، فقد استجابت الأطراف الدولية للانتقال السياسي في بورما، منذ وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة، لم تحصل محاولات تُذكر من قبل الحكومات الأجنبية للضغط على بورما لإجراء إصلاحات قانونية وسياسية حقيقية. في حين عملت الولاياتالمتحدة لتسهيل الاستثمارات التجارية والمعاملات المالية في بورما. الصين جارة بورما التي تجمعها بها علاقات تجارية وعسكرية مهمة سعت في بذل جهود لتعزيز مكانتها الجيوسياسية لدى الحكومة البورمية بطرح مشاريع تنموية ضخمة تضمن الوصول إلى موارد البلاد الطبيعية وحدودها الإستراتيجية ومن أبرز أهداف الصين الإستراتيجية في ميانمار؛ محاصرة التحالف الناشئ بين الهندوالولاياتالمتحدة واليابان واستراليا، فهذا التحالف يهدد الصين، وبدون دعم الصين ربما لن تقوى الحكومة العسكرية فى ميانمار على الصمود وقد تنهار في أي لحظة، الدول العربية منشغلة بأزماتها الداخلية، العراق وسوريا وليبيا واليمن، وأزمة الخليج. اعتمد المجلس الأممي الدولي لحقوق الإنسان مجددا قرارا حول بورما، غير أن الاتحاد الأوروبي قرّر عدم طرح مشروع قرار في الجمعية العامة، ما يؤكد المقاربة اللينة التي تعتمدها المجموعة الدولية تجاه بورما. وعلى الرغم من الشواهد الواضحة على انتهاك حقوق الإنسان للشعب الروهينجي، فإن جيران بورما مستمرون في تجاهل المعاناة، والأممالمتحدة تلعب دورا لا يتناسب مع حجم المأساة، فرغم التقارير الصادرة عن المؤسسات والمنظمات الدولية بصدد انتهاكات حقوق الإنسان في بورما إلا أن القرارات التي تتخذ بصدد حملات التطهير العرقي لمسلمي الروهينجيا لا تتجاوز الشجب والتنديد. أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية جامعة البليدة 2