زملاؤها ومساعدوها في سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يبرزون دائما في وصف رئيستهم السيدة زهرة دردوري ثلاثة خصال تميز أسلوبها في التسيير: الحسم والتفاني والصرامة في العمل. كما تم التطرق الى جملة من العراقيل التي تحول دون تأدية الصحافية لمهنتها الاعلامية بكل حرية وسهولة على غرار صعوبة قيامها بتغطية الأحداث المبرمجة والتي تستدعي الحضور في ساعات متأخرة وتحفظات الأهل وصعوبة ولوج بعض الأوساط والصعوبات التي تواجهها في التوفيق بين الواجبات المهنية والزوجية. فالصرامة التي تميز زهرة دردوري تفرض التقدير وتغذي احترام ومودة المقربين إليها الذين يرون فيها تلك المرأة التي تعشق الإتقان وتضع حرصها الشديد على ''النظام والترتيب'' في صلب ميلها ل ''الكمال'' في كل ما تقوم به. تقول زهرة دردوري أنها ورثت هذه القيم عن والدها الذي ''عمل جاهدا'' على غرس ميزتي الإتقان في العمل والتواضع لدى أبنائه وهما الميزتان اللتان تلازمانها طوال مشوارها المهني وفي حياتها اليومية، ''إن هذين المبدأين هما اللذين لازماني طوال حياتي'' تقول زهرة دردوري، مؤكدة وبكل تواضع أن هذا هو مفتاح النجاح والتوفيق. تعتبر رئيسة سلطة ضبط البريد والمواصلات من بين أوائل المتحصلين على شهادة مهندس في الإعلام الآلي بالجزائر وكان لها إسهام لا يستهان به في مختلف القطاعات التي عملت بها فقد عملت كأستاذة جامعية وباحثة منذ 20 سنة، حيث شاركت في تكوين أجيال من المهندسين بالمعهد الوطني للإعلام الآلي سابقا (المدرسة العليا للإعلام الآلي حاليا) وشاركت في إنشاء معهد الإعلام الآلي بجامعة السانية (وهران) في إطار عملها بعاصمة الغرب الجزائري. وفي جامعة باب الزوار (الجزائر العاصمة) ساهمت في إنشاء قسم الإعلام الآلي. تستذكر رئيسة سلطة ضبط البريد والمواصلات بطبيعتها الرزينة والخجولة مشوارها المهني وهي التي كانت وراء مشروع وطني ضخم يتمثل في إدراج الإعلام الآلي في عمليات التسجيل في الجامعة بالنسبة للحاصلين الجدد على شهادة البكالوريا. وتقول حول هذا الموضوع أنه ''تم إدراج هذه العملية منذ 15 سنة وهي لا تزال سارية المفعول''، مشيرة بشيء من الحرج إلى إسهامها في ''هذا المشروع الضخم''. من شائبة سنة 2000 إلى تحديد هوية مالكي شرائح الهاتف المحمول هنا أيضا كانت للسيدة دردوري فرصة للبروز في مشاريع اقتصادية مع العديد من المؤسسات لا سيما خلال شائبة الإعلام الآلي لسنة 2000 وبطبيعة الحال حفز هذه المكاسب قرار تعيينها سنة 2008 على رأس سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية. تعترف السيدة دردوري بالمخاوف التي راودتها مباشرة بعد تعيينها في هذا المنصب غير أن وعيها وتفانيها في كل ما تقوم به مكناها سريعا من تحقيق أولى الأهداف المسطرة ب ''دعم ثمين'' من مساعديها، حسبما أكدته رافضة أن تنسب لنفسها فقط الفضل في هذه المكاسب وهي التي ما فتئت تبرز أهمية ''العمل الجماعي''. من خلال نظارات محتشمة تلقي رئيسة سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية نظرتها العطوفة واليقظة مرفوقة بنبرة صارمة حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح المجتمع لتؤكد أنه ''لا يجب التخاذل ولا الاستهانة بالأمور حين يتعلق الأمر بأملاك وأمن الدولة''، مذكرة بالعمل الذي تم القيام به في مجال تحديد هوية مالكي شرائح الهاتف المحمول. كما تعتبر أنه لا يزال هناك الكثير من الجهود يجب بذلها في مجال الضبط والتي ستمكن من الاهتمام عن كثب بملف التصديق الإلكتروني، وبتفكير منهجي وعقلاني يصعب تكذيبه تقول السيدة دردوري أنها تحبذ الخوض في مشاريع ''مدروسة علميا'' وبدون تسرع. زوجة وأم متفانية وراء كل هذه الصرامة وذاك الحسم تكمن زوجة وأم ''متفانية ومحبة'' خاصة باتجاه ابنها مهدي صاحب ال 27 ربيعا الذي حذا حذو الوالدة من خلال مزاولة دراسات في الإعلام الآلي توجت بشهادة مهندس دولة في أمن الإعلام الآلي. تؤكد السيدة دردوري التي تظهر ذلك جليا ''افتخارها'' بعائلتها أنها تعمل ما في وسعها للاهتمام ببيتها على أحسن وجه بالرغم من أعباء الحياة المهنية وتقول في هذا الإطار ''أنا أطبخ ككل النساء وأعمل على الحفاظ على توازن عائلتي'' ومع هذا تشكو قلة الوقت الذي تخصصه لأقاربها و أصدقائها. وتتحدث رئيسة سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية و اللاسلكية عن هواياتها التي تملأ بها أوقات فراغها النادرة على غرار الرياضة والموسيقى أوقات تقضيها رفقة صديقاتها ''للترويح عن النفس وتخفيف الضغط'' الذي تعيشه يوميا، لأن السهر على الضبط والتقنين ليس بالأمر الهين بالنسبة لامرأة تعي تماما ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها.