مكن تدخل عناصر الإطفاء وأعوان مصالح الغابات وفلاحون ومهتمون بالبيئة، من تجنيب منطقة الشفة، الواقعة الى الغرب من البليدة، من حريق مهول، تسبب فيه طيش أشخاص أضرموا النار لأجل طهو طعام خلال نهاية الأسبوع، الأمر الذي أنقذ مساحة كادت أن تكون كبيرة من حريق مؤكد، خاصة وأن كل الظروف الطبيعية كانت ملائمة جدا. حال التدخل السريع للمنقذين وفلاحين وإيكولوجيين، من انتشار النيران الى الغابة الواقعة على مقربة من ضفاف وادي الشفة، حيث لفت انتباه مواطنين تصاعد الدخان بالضواحي، الأمر الذي جعلهم يستنجدون بعناصر الحماية المدنية والغابات للتدخل، وسمح التدخل السريع من إخماد النيران التي أتت مبدئيا على مساحة تقدر بحوالي 1 هكتار. ليتم بذلك إنقاذ باقي المساحات الغابية التي نجت من حرائق الصائفة الماضية، والتي حولت مساحات واسعة من الغطاء النباتي، زادت عن 180 هكتار الى أراض محروقة، لم ينج منها لا النبات ولا الحيوان، ولا حتى بساتين الفلاحين وممتلكاتهم، وقضت على الحياة البرية بنوعيها الحيوانية والسمكية، وخاصة تلك السائرة في طريق الانقراض مثل النمس الذهبي وأسماك الشبوط والسلور، وأنواع أخرى من الحيوانات والحشرات. واتضح ان فعل الحريق، كان سببه إقدام بعض الأشخاص على ترك جمرات، أشعلوها لطهو الطعام خلال جولة قادتهم الى المنطقة نهاية الأسبوع، حيث كاد الإهمال مرة أخرى أن يتسبب في حريق خطير، مثل تلك التي وقعت بعد احتفاليتنا بعيد الفطر المبارك. تجدر الاشارة الى ان الحرائق في فصل الصيف المنصرم، أتت على مساحات غابية واسعة وتسبب في هجرات لأنواع من الحيوانات، مثل قردة الماغو التي يشتهر بها شمال افريقيا، وبالأخص منطقة المغربي العربي، كما تسبب تلك النيران في هجرة ونزوح انواع من الحيوانات المفترسة، مثل الذئاب والضباع وعودة ظهورها بمحيط التجمعات السكانية، وبساتين واصطبلات الفلاحين، بحثا عن الطعام بعد أن دمرت النيران وأحرقت المساحات التي كانت ترعى بها وهو ما اثار مخاوف السكان والفلاحين بتلك المناطق الجبلية، من تعرضهم الى هجمات لتلك الحيوانات، خاصة وأن ظهورها عاد بقوة وبأعداد كبيرة ملفتة النظر. وليس تلك المخاوف الوحيدة التي تهدد محاصيل وأغنام الفلاحين، بل سبق وأن دقت مصالح الحماية المدنية وصيانة وتهيئة الطرق خطر تساقط الصخور ووقوع انزلاقات في التربة، خلال موسم تساقط الامطار، نتيجة القضاء على الغابات والأشجار التي كانت تحمي التربة من الانزلاقات والحجارة على السواء، وهي المخاوف التي ما تزال تشكل اهتمام المسؤولين والمهتمين بالشأن البيئي ايضا بمنطقة الشفة وحظيرة الشريعة المحمية.