تجري عملية التحضير لعقد منتدى الدول المصدرة للغاز المقرر في 19 أفريل المقبل بوهران، حيث كثفت الجهات المكلفة بتنظيم هذا اللقاء الهام من جهودها حتى تكون الجزائر على أتم الاستعداد لاستقبال الوفود من عديد الدول المهتمة بالتطورات الجديدة التي عرفها قطاع الصناعة الغازية والتسويق الدولي للغاز. ويأتي عقد هذا اللقاء الثاني من نوعه في الجزائر بعد ذلك الذي تم في سنة ,1974 وسيحث في صناعة الغاز الطبيعي المسال، فضلا عن عرض دراسة اعدتها الجزائر بتزكية وتشجيع من البلدان المصدرة للغاز تتضمن اقتراح توجيهات وحلول حول بعض المسائل التي لاتزال عالقة، ولاسيما حول العقود التجارية طويلة المدى وترقية السوق الغازية وتحديد استراتيجية لتفعيل التنسيق بين الدول والأعضاء. حوالي 1400 مشترك أكد مشاركته في المنتدى الغازي، الذي خصصت له مساحة لا تقل عن 10 آلاف متر مربع لعرض نماذج وملصقات حول الدول والشركات المشاركة والمعنية بالتظاهرة الاقتصادية. ويندرج عقد هذا اللقاء بالنسبة للجزائر في إطار استعراض أهم فرص الاستثمار والشراكة في قطاع المحروقات عموما والغاز الطبيعي على وجه الخصوص، ضمن استراتيجية يبدو أنها ستتواصل من أجل تطوير القطاع والتعويل عليه بالدرجة الأولى لرفع مداخيل البلاد، مثلما تشير إليه الاحصائيات الرسمية التي قدرت مداخيل السنة الماضية ب 44 مليار دولار، بينما يتوقع أن ترتفع هذه الأخيرة إلى أزيد من 50 مليار دولار بالنظر إلى الارتفاع النسبي في اسعار النفط الذي لايزال في حدود 70 إلى 80 دولار للبرميل، وهو معدل يلقى الرضى والاستحسان من قبل الدول المستهلكة والمنتجة على حد سواء. وحسب نفس الأرقام الرسمية، فإن اجمالي مداخيل الجزائر من المحروقات خلال فترة 2010 و 2009 قدرت ب 393 مليار دولار، وهو رقم معتبر ساهم في تمويل مشاريع التنمية الموزعة عبر مختلف المخططات الوطنية انطلاقا من المخطط الثلاثي الأول مرورا بالمخطط الخماسي الأول إلى المخطط الخماسي الثاني الذي سجل انطلاقته مع دخول قانون المالية لهذه السنة حيز التنفيذ مطلع العام الجاري. ويمثل منتدى وهران أهمية خاصة، كون الجزائر تصبو إلى رفع قدراتها الانتاجية والتصديرية في مجال الغاز على المدى المتوسط لتصل إلى أزيد من 85 مليار متر مكعب نحو أوروبا، علما أنها تصدر حاليا ما مقداره 62 مليار متر مكعب. وإن كانت الشكوك لاتزال تحوم حول احتياطي الجزائر من النفط، فإن الاحتياطي من الغاز، قد لا يختلف فيه اثنان حول القدرات الهامة التي يزخر بها باطن الأرض، أو تلك المساحات غير المستغلة، انطلاقا من مراكز الاستغلال الحالية والمتواجدة أساسا في جنوب غرب البلاد، حيث تتواجد شركات عالمية مثل توتال الفرنسية وربسول الاسبانية والاكتشافات العديدة المحققة في مجال الغاز الذي يتم نقله عبر أنابيب الغاز نحو أوروبا بالدرجة الأولى. مع اقتراب موعد المنتدى الدولي للغاز الطبيعي، ارتفعت وتيرة عملية التحضير لإنجاح الموعد الاقتصادي الهام خاصة وأنه سيعرف مشاركة العديد من الشركات الغازية العالمية التي لاتزال تبدي اهتماما بالسوق المحلية، وبفرض الاستثمار في قطاع الغاز.