هدد أمس السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية بإيقاف كل المؤسسات المشرفة على إنجاز مختلف المشاريع المتمركزة بالعاصمة التي تفقدها نهار أمس وطنية منها أو أجنبية في حال استمرارها بالعمل وفق سياسة ''البريكولاج''على حد قوله ،مضيفا انه ستطبق عليها بما فيهم مكاتب الدراسات والمراقبة كل الإجراءات العقابية الصارمة والتي قد تصل إلى حد تصنيفها ضمن الخانة السوداء . ويأتي هذا التهديد بعد ملاحظة الوزير خلال معاينته الميدانية التأخر الكبير الذي سجلته هذه المؤسسات في تجسيد المشاريع خاصة بعد اعتمادها على ساعات قليلة للعمل لا تتجاوز الخمس ساعات مطالبا إياهم العمل 7/7يوميا وحتى في أيام العطل والسير في وتيرة الانجاز وإغتنام فرصة تحسن الأحوال الجوية والإسراع في إتمامها حيث أعطاهم مهلة 15 يوما على أقصى حد . وشدد الوزير خلال الزيارة التفقدية التي قادته إلى مختلف ورشات القطاع بالعاصمة في إطار المتابعة الميدانية لمتابعة مشاريع القطاع على ضرورة مضاعفة مجهودات الأشغال خاصة على مستوى بلدية أولاد فايت التي قال عنها أنها شهدت تأخرا كبيرا في الانجاز مقارنة بالمشاريع الاخري. ودعا الوزير بالمناسبة مؤسسات انجاز المنشآت الفنية إلى المزيد من العناية خلال معاينته لمحول الشراقة غرب العاصمة بشطره الأول المار ببابا حسن والذي وصلت نسبة الأشغال به إلى 40 بالمائة ويضم 3 محولات فرعية وخمس منشآت فنية أم الشطر الثاني فيربط هذا الأخير بالطريق رقم 11 والذي بلغت نسبة الأشغال به أزيد من 35 بالمائة. وأضاف الوزير خلال زيارته التي بدى فيها غير راض تماما على عمل الشركات المكلفة بإنجاز المشاريع التي تفقدها بالعاصمة أن كل الإمكانيات متوفرة لانجاز مشاريع وفق المعايير المعمول بها دوليا وفي الآجال المحددة لها . كما تطرق الوزير إلى بعض المشاكل التي صعبت من مهمة الانجاز كغياب خريطة شبكات المياه والغاز والكهرباء الدقيقة،مستشهدا في كلامه بوجود عمال القطاع تحت خط كهربائي عالي الضغط على مستوى مشروع الطريق المار أمام قيادة الدرك الوطني ببلدية القرية الشراقة لم يتم ملاحظته بالخريطة حيث كاد يحدث كارثة حقيقية بالمنطقة ،فضلا عن ترحيل السكنات التي تعترض طريق المشروع . ووقف الوزير عند مختلف محطاته خلال زيارته الميدانية والمتعلق بالطريق السريع عين البنيان بوفاريك الممتد على طول 21 كلم حيث قدرت نسبة تقدمه 85 بالمائة ، بعد أن استكملت المؤسسات المشرفة على انجازه أصعب المراحل المتعلقة ببناء المنشآت الفنية الضخمة ،مثلما هو الحال بالنسبة للجسر الكبير الواقع بمخرج منطقة أولاد فايت والرابط بمنطقة بابا حسن . وشدد الوزير على ضرورة إيلاء كل الأولوية في هذا المشروع للمقطع الرابط بين الدويرة وتسالة المرجة على مسافة 4,3 كلم وذلك بالنظر إلى ما لهذا المقطع من اثر إيجابي مباشر على حركة المرور بهذه المنطقة الحضرية الجديدة التي تعززت في الفترة الأخيرة بعدة مرافق طرقية ،تمت تهيئتها في إطار مشروعي الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة الذي تم مؤخرا تدشين قطع منه بين الدويرة وبابا حسن نهاية العام الماضي . ولدى معاينة أشغال مفترق طرق ''قهوة شرقي'' ببلدية برج الكيفان اقترح وزير الأشغال العمومية إطلاق دراسات إنجاز طريق سريع بديل من شأنه أن يربط مستقبلا برج الكيفان بشطر الطريق الجانبي الجنوبي للجزائر ،كاشفا فيما يخص تسليم هذا المشروع أن تسليمه مرتبط بعملية ترحيل الشاليهات التي يمر عليها الطريق . وتجدر الإشارة في هذا السياق أن مختلف مشاريع انجاز الطرق بالجزائر العاصمة سمحت بترحيل أكثر من 1000عائلة كانت تقطن على المسارات التي تمر عبرها الطريق إلى مساكن جديدة منها أزيد من 200 عائلة أعيد إسكانها في إطار إنجاز مشروعي الطريق السريع الرابط بين عين البنيان وبوفاريك ومفترق الطرق اللذين كانا محل معاينة وزير الأشغال العمومية . وفي الأخير كشف الوزير عن برنامج واعد من شأنه فك الخناق عن العاصمة كتجسيد مشروع ازدواجية طريق وطني رقم 121 وازدواجية الطريق الولائي رقم 145 وازدواجية الطريق رقم 194 ،مشيرا في سياق تخفيض حركة المرور ضرورة التنسيق مع كل الهيآت الأخرى واتخاذ إجراءات إستكمالية أخرى ، كاشفا أن العاصمة اليوم تستقبل 2 مليون سيارة يوميا في حين تصل طاقة استيعابها 10الاف سيارة فقط .