تعتبر بجاية ولاية سياحية بالدرجة الأولى، كونها تملك مؤهلات طبيعية وجغرافية، وبإمكانها أن تلعب دورا أساسيا في هذا المجال و في المستقبل القريب ،إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة واسترجاع الثقة بين المواطن والإدارة، وهذان عاملان أساسيان في أي عملية تنموية ، خاصة بعد الاعتمادات المالية الضخمة التي وفرتها الدولة لهذه الولاية، ولم يسبق لها أن تحصلت على مثل هذا الريع من الأموال، لكن ورغم ذلك ما تزال نقائص عديدة تسجل يوميا على الساحة وعلى مستوى بلديات ودوائر الولاية، وعلى سبيل المثال لا يزال سكان بعض أحياء بلدية بجاية ،يعانون من مشاكل عديدة نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم لا يطاق ، في ظل انعدام ظروف التنمية المحلية بالمناطق التي يقطنون فيها و التي تغيب فيها مختلف المرافق والضروريات التي من شأنها رفع حالة الغبن عنهم، ولقد أدى صمت السلطات المحلية إزاء الوضعية السيئة التي تتقاسمها المئات من العائلات منذ أن وطأت أقدامهم هذه المناطق إلى تذمر واستياء هؤلاء، خاصة وأن الجهات الوصية حسب تعبير السكان اكتفت بتقديم الوعود ومعاينة بعض المناطق بين الفينة والأخرى، وأول مشكل طرحه سكان مناطق سيدي بودرهم، تيزي، تقليعت أوفلا و دار الجبل و .. هو ذلك المتعلق بالبطالة وانعدام المرافق الشبانية والرياضية ،خاصة وأن البطالة قد عرفت ارتفاعا كبيرا بالمنطقة ، بسبب غياب برامج التنمية التي من شأنها خلق فرص ومناصب العمل و تخليص المنطقة من مظاهر التخلف، إذ لم تستفد هذه المناطق من أي مشروع يفتح لها أبواب المستقبل وجعل غالبية الشباب يسترزقون من عملهم في القطاع الخاص والأعمال الحرة، البناء وغيرها .. وهي الأعمال التي لا توفر لهم حياة كريمة. فالزائر لهذه المناطق يلمس لا محالة حياة البؤس والركود التي تطبع السكان، حيث يؤكد البعض أنهم يعيشون هذه العزلة منذ سنوات عدة في ظل غياب أية مشاريع تنموية التي من شأنها رفع الغبن عنهم. مشكل آخر طرحه علينا السكان وتمثل في وضعية الطرقات،إذ تشهد جل طرق أحياء هذه المناطق اهتراءا كبيرا خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار أين تتحول إلى برك مائية يستحيل على المارة المشي فيها، إلى جانب عزوف المركبات منها حافلات النقل وسيارات الأجرة عن المشي فيها خوفا من الأعطاب التي قد تصيبها وبالتالي تزيدهم أعباء أخرى كان من المفروض تجنبها لو كانت السلطات المحلية قد تدخلت وبرمجت بعض المشاريع التنموية كتزفيت الطرقات مثلا من أجل إنهاء معاناة هؤلاء السكان. . وما حز في نفوس السكان عدم توفر مياه الشرب في هذه المناطق خاصة في موسم الصيف وإن وجدت في بعض الأحياء الأخرى فإنها توجد بكميات قليلة أي تأتي يوم أو يومين في الأسبوع، ليبقى السكان طيلة الأيام الأخرى ينتظرون ساعة الفرج. وبين هذا و ذاك فان سوء التسيير لبعض المشاريع التنموية البسيطة ساهم في قطع الثقة من مسؤولي البلدية.حيث أكد السكان أنهم لم يستفيدوا منها شيئا ، وتبقى بعض الأحياء وبعض المناطق في حاجة ماسة إلى مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عن السكان، في الوقت أن بلدية بجاية تمثل عاصمة لولاية سياحية تحمل آفاقا واعدة ومستقبل زاهر وهذا يتطلب من القائمين عليها تفعيل أدوات التنمية وتحسين استغلالها بما يستجيب لمطالب السكان وتوفير الرفاهية