ينتظر أن تختتم اليوم أشغال الندوة الدولية للغاز المميع في طبعتها السادسة عشرة وذلك بعد يومين فقط من الأشغال والمحاضرات التي ألقاها المختصون في أشغال الورشات على مستوى مركز الاتفاقيات بوهران، بعدما كان مقررا أن تجري هذه الفعاليات على مدى أربعة أيام لتتقلص أشغال الندوة للأسباب المعروفة والمتعلقة بثوران بركان ايسلندا الذي عطل حركة الملاحة الجوية في أوروبا وهو ما أثر على حضور العديد من الخبراء والفاعلين في مجال الصناعة الغازية. في الوقت الذي تم فيه إلقاء بعض المحاضرات وجد خبراء آخرون حلولا بديلة تمثلت في الاستعانة بزملاء لهم لإلقاء محاضراتهم كما جاء ذلك في كلمة السيد ارنستو لوبيز أنادون رئيس اللجنة الدولية المديرة للندوة الدولية للغاز في طبعتها ال 16 الذي قال كذلك بأن تنظيم هذا اللقاء ما كان ليتم لولا توفير كامل الشروط العملية رغم الظروف الطبيعية التي عرقلت إجراء هذه الندوة التي تجمع خبراء العالم في الصناعة الغازية ومن هذا المنطلق تم اعداد برنامج جديد امتد على يومين فقط اهتم بجميع المواضيع المتشابهة ليتم في آخر المطاف إلقاء 47 مداخلة بعدما تلقت اللجنة المديرة حوالي 300 مقترح وهو ما اعتبره السيد آلان قوي نائب رئيس اللجنة الدولية لتنظيم هذه الندوة أكبر بكثير من المقترحات التي تلقاها خلال الندوة السابقة التي احتضنتها برشلونة عام .2007 وفي الوقت الذي ركز فيه السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم على ضرورة تقييم الصناعات الغازية العالمية وكل ما يتعلق بانتاج الغاز الى غاية استهلاكه ومناقشة موضوعية للتحديات والرهانات التي تواجه الدول المنتجة وكذلك المستهلكة على حد سواء، أبرز أن الفرصة أصبحت مناسبة أكثر من اي وقت مضى لتطوير حوار بناء بين العاملين في قطاع الصناعات الغازية من المنتجين والمستهلكين خاصة وأن الأرضية أصبحت الآن أكثر ملاءمة لمناقشة الواقع والآفاق قصد تحقيق الأهداف من خلال تطوير التكنولوجيات وتوسيع الاسواق الجديدة ودفع الاستثمارات للاستجابة الى الحاجيات ومختلف الطلبات. وبغض النظر عن الظروف الحالية، كما قال الوزير القطري للطاقة السيد العطية فإن واجب المنتجين أصبح يتعلق بوجوب وضرورة تحمل كامل المسؤوليات ليعرف الغاز الطبيعي المميع دوره المتميز في السوق العالمي مع إثبات كل القدرات في مجالات الشحن والتمييع الشئ الذي أدى الى تقليص الانتاج بسبب ارتفاع تكاليف النقل وهو الأمر الذي يتفق مع الطرح الجزائري كلية من خلال الاستجابة لحاجة الجمهور لتحسين الآداء في مجالات الصحة والأمن والبيئة، كما قال السيد شكيب خليل على هامش الندوة الصحفية التي عقدها بعد انتهاء اشغال المنتدى العاشر للدول المصدرة للغاز الطبيعي المميع الذي تم فيه اتخاذ قرار بمواصلة العمل لتحديد سعر مرجعي للغاز والبترول بما فيها اسعار السوق الحرة للغاز. خاصة وأن اسعار الغاز مازالت مرتبطة بأسعار البترول في ما يتعلق بالعقود طويلة المدى هذا التوافق اعتبره المختصون والخبراء في مجال الطاقة والصناعات الغازية والبترولية على حد سواء أهم ثمرة أشغال منتدى الدول المصدرة والمنتجة للغاز بخصوص المسائل المتعلقة بالاسواق العالمية الحرة التي يمكنها أن تقترب من منظمة الدول المصدرة للبترول لكن دون حيازتها على الامكانيات الفعالة للضغط كما هو حال منظمة الاوبيك. وقد أكد العديد من الخبراء كذلك أن هذا القرار كان منتظرا بفعل الرهانات الحالية المتميزة بانخفاض أسعار الغاز وتدهورها في الاسواق الحرة بسبب التراجع الاقتصادي وارتفاع المنتوج الامريكي ومراجعة احتياطات الغاز نحو الاعلى بالولايات المتحدةالامريكية. للعلم فإن أسعار الغاز في الاسواق الحرة تعرف تدهورا كبيرا مقارنة بالاسعار المطبقة في العقود طويلة المدى ما بين الدول المنتجة، المصدرة والمستهلكة، وقصد تحقيق الانسجام، قررت الدول الأعضاء إنشاء ورشة عمل وتكليف مجموعة من الخبراء لتحديد استراتيجية على المدى البعيد، علما بأن مجموعة العمل هذه ستكون، متكونة من ممثلي الدول العضوة الذين سيعملون بالتنسيق مع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي المميع على مدى خمس سنوات المقبلة، كما تم التأكيد أيضا على ضرورة تنظيم أول لقاء في القمة لأعضاء المنتدى خلال العام المقبل. ومن هذا المنطلق اعتبر السيد شكيب خليل اجتماع وهران بالناجح جدا كونه مكن من تقريب وجهات النظر قصد انجاز عمل منسق ومنسجم خاصة وأن أهم الدول المصدرة والمنتجة للغاز كانت حاضرة وممثلة ولعل بداية التنسيق في هذا الاطار ستنطلق من خلال تنظيم لقاءات لشركات التنقيب التابعة للدول الأعضاء في المنتدى قبل نهاية هذه السنة خاصة وأن الدراسات الاستراتيجية المستقبلية أثبتت كما قال رئيس منتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي المميع، أن العالم سيعرف خلال السنوات الخمس المقبلة تطورات جديدة بداية بتقليص حجم المشتريات في إطار العقود طويلة المدى والتوجه نحو الاسواق الحرة بفعل تدني الأسعار بسبب كثرة العرض ووفرته ليعيش العالم سنة 2013 نفس مصاعب سنتي 2008 و2009 ليتم بعدها تسجيل نسب نمو مقبولة وهو ما جعل أعضاء فوروم الدول المصدرة والمنتجة يحاولون الاهتمام بهذا الموضوع قبل فوات الأوان من خلال تنظيم الانتاج وترشيد الاستهلاك وربط اسعار الغاز في الأسواق الحرة العالمية بأسعار البترول.