بعد التظاهرات التي سيّرتها أحزاب اللقاء المشترك (تكتل المعارضة الرئيسي باليمن) تضامنا مع الحراك الجنوبي، اتهم قيادي في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم باليمن أحزاب اللقاء المشترك بالسعي للانقضاض على السلطة عبر ما وصفه بافتعال الأزمات وإثارة الفتن. وقال رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالحزب الحاكم طارق الشامي إن أحزاب المشترك لا تمتلك أي بديل أو رؤى واقعية لمعالجة القضايا في البلد، وبالتالي هي تتجه نحو افتعال الأزمات وتهييج الشار دون أي حلول يتم طرحها على طاولة الحوار المباشر مع الحزب الحاكم. واعتبر أن أحزاب المشترك تحاول الوصول إلى السلطة من خلال الانقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية، ظنا منها بأنها في حالة دعمها للأعمال الخارجة عن القانون سيساعدها على تنفيذ مخططها وبرنامجها للانقضاض على السلطة، وهي تتوهم بأن تلك الأعمال ستجعل السلطة تنهار وبالتالي هي من ستصل للسلطة وتقبض يدها على زمام الأمور في البلد. وتابع الشامي أن المعارضة تعلم أن المؤتمر الحاكم هو الأقدر على تحريك الشار وتحفيزه لمواجهة أي محاولة لافتعال الأزمات أو إثارة فتن، كما أنه قادر على جعل الشار يعمل في إطار دعم الإجراءات الحكومية التي تكفل فرض هيبة وسيادة القانون. في المقابل، أكد الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد النعيمي ستمرار الفعاليات الجماهيرية على مستوى المحافظات اليمنية احتجاجا على قمع السلطة للحريات العامة والصحفية وعسكرة المدن، ورفضا لسياسات التفرد بالحكم واستشراء الفساد. وقال النعيمي إن حزاب المشترك تواجه إجراءات السلطة الخاطئة، ابتداء من انهيار العملة الوطنية أمام الدولار، ورفع أسعار المشتقات النفطية، مرورا بالتردي الاقتصادي وتدهور معيشة المواطنين، وانتهاء بسياسة إدارة البلاد بالحروب والأزمات. وأشار إلى أن السلطة تريد إعلان حرب في المحافظات الجنوبية، وما حصل في الضالع وأبين يدل على ذلك، حيث بدأت في إطلاق النار على تظاهرات الحراك، واستخدمت الدبابات والمدرعات لمحاصرة المدن وقصفت بالمدفعية في حالة أشبه بالحرب الفعلية. محمد النعيمي اعتبر أن مظاهرات المعارضة خففت من التوتر بالجنوب. وردا على سؤال عما إذا كان لفعاليات أحزاب المشترك دور في تراجع السلطة عن استخدام القوة ضد الحراك، قال بلا شك فإن فعاليات المشترك كان لها دور في تخفيف حدة التوتر بالمحافظات الجنوبية، واعتبر أن المواجهة المسلحة بالجنوب أمر خطير على أمن واستقرار البلد.وبشأن اتهام أحزاب المشترك بالوقوف وراء أنشطة الحراك، قال إن إجراءات السلطة هي التي تقف وراء الحراك، لأن السلطة لم تستجب لمطالب الحراك ولم تقم بأي إصلاحات لحل المشاكل بمحافظات الجنوب نتيجة سياساتها الفاشلة. وعما إذا كانت أحزاب المشترك ترتب لتثوير الشار من أجل الإطاحة بالسلطة أو إجبارها على الرحيل كما حصل في قرغيزستان، قال النعيمي إن حركة الشعوب عملية تراكمية، والوصول إلى هذا المستوى من الاحتجاج يعود إلى إدراك السلطة لأهمية معالجة الأزمات في البلد قبل تفاقم الأوضا. وأضاف أن هناك خيارات أكثر كلفة وخيارات أقل كلفة، وأحزاب المشترك تدعو السلطة الآن إلى الخيارات الأقل كلفة على الوطن والمواطن، أما إذا تجاهلت هذا الخيار، فهناك الخيارات الأكثر كلفة والمواطن مستعد لها، وكل الخيارات مفتوحة.