طمأنت تعاونيات الحبوب والبقول الجافة الموجود مقرها ببلدية ذراع بن خدة، بولاية تيزي وزو، كافة الفلاحين الناشطين في شعبة الحبوب بولاية بومرداسوالولايات المجاورة، عن توفر الكمية الكافية من البذور للانطلاق في حملة البذر للموسم الجديد، قدرتها بحوالي 21.5 ألف قنطار، في وقت لا تتعدى احتياجات الولاية 7 آلاف قنطار ما بين القمح الصلب واللين. أعطت كمية الأمطار المعتبرة التي عرفتها كافة ولايات الوطن في الأيام الأخيرة وبالأخص الوسطى والشرقية منها دفعا قويا للفلاحين بولاية بومرداس الذين استبشروا خيرا بنجاح الموسم الفلاحي الجديد خاصة بالنسبة لشعبة الحبوب التي تعتبر من أكثر الأنشطة ارتباطا زمنيا برزنامة الفصول الفلاحية ونوعية المناخ والظروف الطبيعية، وكذا موعد انطلاق عملية الحرث والبذر التي تبدأ عادة شهر سبتمبر إلى غاية شهر نوفمبر وهذه الفترة من الخريف معروفة لدى الفلاحين بأهميتها وحساسياتها في مدى نجاح الموسم من حيث الوفرة وكمية المحصول المرتقب. وبعد الانطلاقة المحتشمة لعملية الحرث والبذر التي لم تتعد 1500 هكتار شهر أكتوبر من إجمالي 6 آلاف هكتار مبرمجة هذه السنة لزراعة الحبوب بولاية بومرداس نتيجة الظروف الطبيعية الصعبة كتأخر نزول الأمطار وتذبذبها أحيانا، جاء الفرج أخيرا بعودة الأمطار الفصلية وبكميات شجعت الفلاحين على تجديد النشاط بكل حيوية، وهي المستجدات التي تعاملت معها بإيجابية أيضا تعاونيات الحبوب والبقول الجافة التي وضعت تحت تصرف الفلاحين سواء ببومرداس أو الولايات المجاورة كتيزي وزو والبويرة الكمية الكافية من البذور بنوعيها منها 20.6 ألف قنطار من القمح الصلب في وقت لا تتعدى احتياجات ولاية بومرداس 6400 قنطار من هذه النوعية، إضافة 921 قنطار من القمح اللين منها 750 قنطار احتياجات الولاية، ناهيك عن مختلف الحاجيات الأخرى الأساسية كالأسمدة والأدوية للرفع من نسبة الإنتاج ومردودية الهكتار من هذه المحاصيل الاستراتيجية التي تعتبر القاعدة الصلبة للقطاع الفلاحي ببلادنا وأحد أهم الرهانات المستقبلية لتحقيق الأمن الغذائي وسط كل هذه التقلبات الاقتصادية وتراجع أسعار البترول وقيمة الموارد الطاقوية الزائلة مقارنة مع مستقبل الإقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة.