أطلقت الولاياتالمتحدة في اليومين الماضيين مركبتين فضائيتين تحمل إحداهما الطراز الأصلي لسلاح جديد قادر على ضرب أي هدف في العالم في أقل من ساعة. ومع أن وزارة الدفا البنتاغون تتكتم على طبيعة المهام الموكلة للمركبتين غير المأهولتين، فإن صحيفة ذي تايمز البريطانية ذكرت في عددها امس أن الأمر يتعلق بتدشين سلاح سري جديد. وذهبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى القول إن السلاح الجديد قادر على الوصول إلى أي ركن من أركان المعمورة انطلاقا من الولاياتالمتحدة في غضون أقل من ساعة بدقة وقوة من شأنها أن تحد كثيرا من اعتماد الولاياتالمتحدة على ترسانتها النووية. وقالت إن الرئيس باراك أوباما سيقرر في السنين القادمة إذا ما كان سيتعين عليه نشر هذا السلاح الجديد. وأضافت أن السلاح الجديد الذي يُطلق عليه اسم الضربة العالمية الفورية صمم للاضطلا بمهام من قبيل اقتناص أسامة بن لادن في كهف فور تحديد مكانه، أو تدمير صاروخ كوري شمالي أثناء نصبه على منصة الإطلاق، أو الإجهاز على موقع نووي إيراني، كل ذلك من غير اللجوء للخيار النووي . ومن الناحية النظرية، فإن السلاح الجديد سيكون قادرا على قذف رأس حربية تقليدية ذات وزن هائل وبسرعة عالية ودقة متناهية تولِّد قوة تدميرية تعادل قوة رأس حربية نووية. على أن الفكرة ليست جديدة فقد روَّج لها الرئيس السابق جورج دبليو بوش ومعاونوه ظنا منهم أن هذا الجيل الجديد من الأسلحة التقليدية سيحل محل الرؤوس الحربية النووية الموجودة في الغواصات. غير أن الزعماء الروس اشتكوا في اجتماعات عقدوها وجها لوجه مع الرئيس بوش أن من شأن هذه التقنية أن تزيد من خطر نشوب حرب نووية، اذ لن يتسنى لروسيا معرفة ما إن كانت تلك الصواريخ تحمل رؤوسا نووية أو تقليدية. ووفقا لخطة أوباما، فإن الرأس الحربية المسماة الضربة العالمية الفورية ستوضع على صاروخ بعيد المدى لينطلق بها نحو هدفه، عابرا الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت عدة مرات ستؤدي إلى توليد حرارة عالية مما سيستوجب معه وقايته بمواد خاصة لكي لا يذوب. أما المركبة الفضائية الأخرى التي أطلقها سلاح الجو الأمريكي بنجاح الخميس الماضي من قاعدة كيب كانافيرال فإنها أشبه ما تكون بمكوك فضاء مصغر إذ يبلغ طولها 29 قدما. ووصفت صحيفة ذي تايمز البريطانية مهمة المركبة التي تُسمى إكس 37 بي بأنها سرية وعلى الرغم من أن البنتاغون لم يفصح عن كلفة برنامج السلاح الجديد باعتبارها من الأسرار، فإن صحيفة واشنطن تايمز قدّرتها بأكثر من مليار دولار. بل إن مركبة الإطلاق وحدها كما تضيف الصحيفة تكلف زهاء مائتي مليون دولار.