إنهيارات وشوارع غمرتها المياه وإستياء لمشاهد تتكرر أغرقت كمية الأمطار المتساقطة على ولاية سكيكدة، ليلة الاثنين إلى الأربعاء أحياء المدينة العريقة التي استيقظ سكانها على سلسلة انهيارات مست جدران المباني القديمة، الحائط الفاصل بين الحديقة الاثرية بالمسرح الروماني، وثانوية النهضة، وحائط يقع بالقرب من متوسطة عبد الحميد العمراني، وهذا جراء اهتراء البنايات القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، إضافة إلى تحطم سيارة جراء انهيار حائط بحي الربوة الجميلة. كما تسببت الأمطار في غلق العديد من الطرق والشوارع فيما غمرت السيول بعض الأحياء الرئيسة بالمدينة على غرار الإخوة ساكر وحي مرج الديب، و700 مسكن، وأدى التساقط الغزير للأمطار إلى غلق العديد من المدارس وكذا العديد من المحلات وذلك وسط استياء المواطنين من هذه الوضعية التي تتكرر بمدينة سكيكدة كلما حل فصل الخريف والشتاء، ما ادخل سكان الاحياء المتضررة في حالة ذعر، جراء العزلة التي فرضتها عليهم الاضطرابات الجوية التي صاحبتها أمطار طوفانية ورياح عاتية. حصار وسط سيول وبرك من المياه واستيقظ سكان المدينة، على ما يشبه بحيرات من المياه تحيط بهم من كل جهة، موجهين انتقادات لاذعة للسلطات المحلية التي تتغنى حسبهم في كل مرة بتخصيص مئات الملايير للقضاء على الفيضانات كل سنة، لكن دار لقمان تبقى على حالها، وكان كل من حي الممرات بوسط المدينة والإخوة ساكر القديمة أكثر الأحياء تضررا، حيث تعذر على سكان العمارات الخروج من المنازل والتوجه إلى مقرات العمل والتلاميذ إلى مقاعد الدراسة، وذكر أحد المواطنين، من سكان حي 500، بأن هذه الوضعية التي ظل يشهدها الحي منذ أكثر عن 30 سنة كلما تساقطت الأمطار لم تعد مقبولة ويتعين على البلدية أن تقوم بتنظيف قنوات الصرف والبالوعات في فصل الصيف وليس عند بداية تساقط الأمطار. وأمام هذه الوضعية الطارئة، تدخلت فرق الحماية المدنية لضخ مياه الأمطار إلى خارج الأحياء ومساعدة المواطنين على التنقل حيث سخرت فرقا لها عبر عديد الأحياء بمدينة سكيكدة. كما تسبب تساقط الامطار بالقل في غلق ومحاصرة الكثير من المرافق والمؤسسات التربوية وشلت حركة المرور وجعلت الوصول اليها متعذرا، وبعزابة شرق مدينة سكيكدة، سجلت فيضانات وتراكم للمياه على مستوى العديد من الاحياء، نتيجة غياب قنوات الصرف، وغياب التهيئة الذي أصبح امرا معتادا بالنسبة للسكان الذين تأقلموا وتعايشوا مع الوضع، وقد فجرت الامطار الغزيرة هذه غضب المواطنين بالعديد من الاحياء السكنية، بعد ان وجدوا أنفسهم محاصرين داخل سيول وبرك من المياه، هذه الأخيرة فضحت سياسة البريكولاج المتبع من قبل السلطات المحلية، وعلى راسها بلدية سكيكدة، الامر الذي جعل مصالح الحماية المدنية تتدخل في العديد من النقاط للحفاظ على أرواح المواطنين. وابدى سكان حي 500 مسكن، عن استيائهم بعد ان تسبب انسداد البالوعات في ارتفاع منسوب المياه وغمرت العمارات، الظاهرة المتكررة عند تساقط الامطار، وطلبوا من السلطات الولائية التدخل، متسائلين عن جدوى المشروع الجاري إنجازه لتصريف المياه، والذي عرف تأخرا كبيرا وحول الحي الى ورشة مفتوحة على كل المخاطر، وعلى بعد أمتار قليلة عن العمارات، كانت ابتدائيتي الشهيد سعد قرمش، ومختار حمبارك مغلقتين بعد أن غمرت المياه الساحة والأقسام، وذكر أولياء تلاميذ بأنهم اضطروا إلى التدخل منذ الدقائق الأولى من حدوث الفيضانات من أجل نجدة أبنائهم، وإخراجهم من الأقسام وهي العملية التي تمت بصعوبة بالغة، وفي السياق ذاته، علمنا من المكلف بالإعلام بمديرية التربية، بأن الدراسة توقفت إلى جانب المدرستين المذكورتين بكل من متوسطتي ابن جبير وكحيط عمار، كما شلت هذه الامطار حركة النقل البحري بالميناء وإلغاء رحلة سكيكدة مارسليا التي كانت مبرمجة نهار اليوم، واضطرت المصالح المينائية امام ارتفاع الأمواج الى اجلاء السفن ونقلها الى خليج القل بغرض حمايتها. تطهير البالوعات قبل سقوط الأمطار يجنب الكارثة واعاب مواطنو سكيكدة على مصالح البلدية التي لم تكترث لتجنيب المدينة من هذه الفيضانات، حيث انها لم تقم بعملية تطهير حقيقة للبالوعات وقنوات صرف المياه، لتتحول هذه الاحداث تتكر عند كل تساقط كبير للأمطار، لانتهاج سياسة البريكولاج، وصرف الأموال على مشاريع وهمية، لم تغير من واقع المدينة، كمشروع حماية المدينة من اخطار الفيضانات الدي كثر عليه الكلام، وصرفت لأجله الأموال، لتجرفه السيول في اول تساقط للأمطار، الذي انتظرها المواطن قبل الفلاح الذي استبشر بها لانقاد الموسم الفلاحي، بعد فترت الجفاف التي ضربت المنطقة، زيادة على ان كميات الامطار الكبيرة المتساقطة سترفع من منسوب السدود الأربعة بالولاية، وبالتالي ابعاد شبح نقص الامداد بالمياه الصالحة للشرب. أمن سكيكدة يضع جملة من التدابير الأمنية والجوارية وضعت مصالح أمن الولاية على إثر التقلبات الجوية التي تشهدها، خطة عمل تتضمن جملة من التدابير الأمنية بغرض التدخل الفوري لمد يد المساعدة للأشخاص المتضررين جراء الظروف الجوية القاسية، حيث وضعت كافة التشكيلات الشرطية بما فيها امن الدوائر والأمن الحضري وكذا المناوبات الليلية، الرقم الخضر 48-15 وشرطة النجدة 17 في حالة تأهب، للتدخل لفائدة المواطنين الذين يعانون من حوادث مختلفة مرتبطة بسوء الأحوال الجوية، على مستوى الأحياء والأماكن التي قد يتواجدون بها، وكذا مختلف محاور الطرقات المصنفة كنقاط مرورية سوداء، لتسهيل حركة المرور للوقاية منها، كما ستساهم مصالحنا في حل شبكة الطرقات المقطوعة بسبب ارتفاع منسوب المياه لاسيما في وسط المدينة باستخدام كافة الإمكانات المادية والبشرية التي تتوفر عليها مصالح الامن الوطني. هذا كما شرعت مصالحنا في حملة توعوية لفائدة مستعملي الطريق بخصوص أخد الاحتياطات الأمنية اللازمة لاسيما مع سوء الأحوال الجوية، حيث تم إطلاق الحملة عبر أثير إذاعة سكيكدة الجهوية ضمن برنامج إذاعي خاص بسوء الأحوال الجوية وكذا ضمن «النشرية الاذاعية للطرقات « التي تبث بصفة دورية، بتقديم نصائح وإرشادات مرورية حول حركة المرور وحالة الطرق والسلامة أثناء التنقل، خاصة على مستوى المسالك الوعرة والنقاط السوداء، مع توزيع مطويات وقصاصات توعوية وتحسيسية حول احترام قانون المرور ذلك عبر الحواجز الامنية والطرقات والشوارع الرئيسية بالولاية. وناشد مصالح أمن الولاية، كافة مستعملي الطريق العام خاصة منهم سائقي وسائل النقل الجماعي والوزن الثقيل للقيادة بحذر ورزانة بالتحديد أثناء الظروف الجوية الرديئة،مع التحلي بروح المسؤولية بالسعي دوما إلى ضمان أمن وسلامة مرافقيهم وكل مستعملي الطريق، وعدم الإفراط في السرعة وتفادي المناورات الخطيرة.