متى يعود كاكا؟ متى يستفيد ريال مدريد من قدرات أفضل لاعب في العالم 2007؟ بات هذا التساؤل الذي يردده كل عاشق للنادي الملكي الإسباني، فمنذ ان انتقل الى صفوفه في صيف 2009 لم يقدم النجم البرازيلي ما يقنع الجماهير باستحقاقه للمبلغ الضخم الذي دفع فيه للتعاقد معه من ميلان الإيطالي مقابل 67 مليون يورو. ولكي لا يتم الانتقاص من قدر اللاعب، فقد كان الدافع وراء حيرة الجماهير هو سقوط كاكا في سلسلة لا متناهية من الإصابات منذ انضمامه للفريق، فاللاعب لم يحصل على حقه كاملا في اظهار قدراته وموهبته التي لا يختلف عنها اثنين بسبب الإصابات المتكررة. كما ان الحظ وقف حجر عثرة في طريق نجم السامبا، فما إن يسترد عافيته ويعود للمشاركة مع كتيبة جوزيه مورينيو، ويبدأ في ممارسة هوايته في صناعة الاهداف وتسجيلها في بعض الاحيان، حتى يعود شبح الإصابة ليخيم حوله ويعيده الى نقطة الصفر. ولم تكن الإصابات فقط هي الحائل الذي عرقل مسيرة كاكا مع الريال هذا الموسم، فقد أجبر تألق الأرجنتيني أنخل دي ماريا والإسباني الصاعد خوسيه كاييخون في الآونة الاخيرة على تراجع دور كاكا من نجم شباك الى دور ثانوي مع الفريق، فبات ينظر اليه كلاعب بديل ربما يصنع الفارق في الشوط الثاني. وعاد كاكا الى مسقط رأسه في البرازيل للاحتفال باعياد الميلاد في عطلة قصيرة سيحاول فيها التقاط الانفاس ومراجعة حساباته والتفكير في المستقبل القريب مع الميرينجي، فإما خيار مغادرة نقطة الصفر واثبات الذات بتقديم أداء يرقى باسمه مع الريال، لا سيما أن جماهير الأبيض الملكي لم تفقد الأمل في أن كاكا قد يكون ورقة رابحة الى جانب كريستيانو رونالدو لإعادة الالقاب الغائبة عن خزائن النادي. ويتعلق الخيار الاخر بالرحيل عن الريال والاقتناع بفشل المهمة والاستسلام، ليتفرغ القديس البرازيلي لخوض تحد جديد في دوري آخر بعد أن أخفق في التأقلم مع اجواء الليجا. ويبرز من بين العروض التي انهالت على كاكا في الآونة الاخيرة، رغبة ناديه السابق ميلان في استرداده، وهي رغبة مشتركة من جماهير الفريق التي وقعت في عشق كاكا حين كان لاعبا للروسونيري، ومن رئيس النادي سيلفيو برلسكوني الذي تفرغ لإدارة النادي بعد الاستقالة من رئاسة الحكومة الإيطالية، فهو يعلم جيدا ان عودة كاكا تعني عودة الروح، وقد ترفع من أسهم فريقه لمناطحة قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة على الساحة العالمية. وعلى الجهة الاخرى، فإن تشيلسي الإنجليزي لجأ الى الاغراء المادي بعرض اموال طائلة على كاكا قدرت ب26 مليون يورو لاستقطابه الى البريمير ليج، ولكن عرض باريس سان جيرمان الفرنسي كان الأكثر اغرائا، حيث قدمت إدارته القطرية 40 مليون يورو، على الرغم من ان عقده يمتد مع الريال حتى عام 2015. وبات كاكا (29 عاما) صاحب القرار الوحيد لدى عودته الى سانتياجو برنابيو، فإما القتال من أجل مجد شخصي مع العملاق المدريدي، وإما طي هذه الصفحة والبحث عن تجربة جديدة أو عرض مليوني يتدارك به اخفاقه.