تجمّع نصف مليون مشجع ألماني في برلين، لمشاهدة لقاء منتخب بلادهم أمام إيطاليا في قبل نهائي بطولة أوروبا 2012، التي جرت، أوّل أمس الخميس، وشعروا بصدمة بالغة بهزيمة فريقهم 2-1؛ وكانت الثقة في بلوغ النهائي ومواجهة إسبانيا حاملة اللقب، غدا الأحد، هي عنوان الشعور العام؛ وسط المشجعين الذين تجمّعوا أمام شاشات عملاقة، استعدادا للاحتفال بالنصر المرتقب، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وأحرز ماريو بالوتيلي هدفين ليقود إيطاليا للفوز. في هذا السياق، قال مايكل شورش وهو طالب عمره 17 عاما "إنه أمر يثير الاكتئاب؛ قتل الايطاليون الفرحة، لقد هزمونا ثانية. كنا أفضل في الشوط الأوّل، لكن الإيطاليين استطاعوا استغلال فرصتين وسجلوا هدفين". وقالت سونيا فيلديش التي تعمل في العلاج الطبيعي "لا أصدق هذا. أنا حزينة جدا للهزيمة أمام إيطاليا مرّة أخرى. كان كل شيء يسير على ما يرام حتى الليلة. أريد الخروج من هنا." وقال نيك رودولف (19 عاما) المولود لأب ألماني وأم إيطالية "كان من الرائع أن تفوز ألمانيا؛ لكنّي سعيد أن إيطاليا هزمتها من جديد. من الرائع أن تكون النتيجة جيّدة بالنسبة لك بغض النظر عن الطرف الخاسر." انتقادات لاذعة للوف والبعض يحمّلونه مسؤولية الهزيمة تعرّض مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف، لانتقادات لاذعة من قبل النقاد الألمان، عقب خروج فريقهم من الدور نصف نهائي لنهائيات الأورو أمام منتخب إيطاليا، بعد الهزيمة التي مني بها منتخب "المانشافت" أوّل أمس 2-1. وحمّل هؤلاء النقاد، وكذلك البعض من مشجعي "الماكنات" هذه الهزيمة للمدرب لوف، بسبب الخيارات التي أتخذها والخطة التدريبية التي انتهجها. ركز على بيرلو وفسح المجال لكاسانو ربما الخوف من أندريا بيرلو، كان وراء خروج منتخب ألمانيا من كأس أمم أوروبا 2012. فخطة لويف اقتصرت على إيقاف بيرلو، فلم تفكر في طريقة لرقابة باقي عناصر إيطاليا ككاسانو الذي وجد نفسه متحرّرا وقدّم كرة الهدف الأوّل. هذا ولم تدرس كيف تضرب دفاع "الأتزوري" وحارسه جيانلويجي بوفون، فقد أخطأ لويف في توظيف لاعبي وسط ألمانيا توني كروز وباستيان شفانشتايغر وسامي خضيرة، لأن تمركز الثلاثي في وضع متقدّم جدا للضغط على بيرلو، وفقط للضغط على بيرلو جعل دفاع ألمانيا يخسر الرهان أمام إيطاليا. خضيرة وشفاينشتنغر لم يساندا الدفاع لا خضيرة ولا شفانشاتيغر ساند قلبي دفاع ألمانيا بادشتوبر وهوملز، ما جعل الثنائي فريسة لمهاجمي إيطاليا كاسانو وبالوتيلي، وظهرت مواقف واحد على واحد لا حصر لها، وجاء منها الهدف الأوّل تغييرات فقيرة لم تعالج أصل المشكل ما سبق كان تفسيرا لفشل لويف في إدارة المباراة دفاعيا. أمّا عن الناحية الهجومية، فالفشل أكبر ألمانيا تلعب بثلاثي هجومي، أحدهما يتحرّر من الجناح ويساند العمق الهجومي؛ وهو توماس مولر الذي يتحرّك من اليمين، ليقف خلف رأس الحربة ماريو غوميز وغوميز نفسه الذي يعمل كمحطة لعب يقف على كرته حتّى يتحرّك رفاقه ويمرّر لهم أو يسدّد؛ لو كان زملائه هم من بدؤوا التحرّك نفسه؛ وكان الأجدر بلويف جعل بودولسكي يلعب على اليمين ويتولى هو مهمة الجناح الذي يتحوّل لمهاجم يساند رأس الحربة، فلوكاس بودولسكي كان في حال بدنية جيّدة. كل البيانات كانت مكشوفة من دون معالجة أصل المشكلة ما حدث أنّ لويف سحب رأس حربة ودفع بأخر، أخرج جناح وأضاف آخر دون أن يعالج أصل المشكلة، وبالتالي من الطبيعي أن كانت كل بينيات أوزيل مكشوفة وكل الكرات التي تصل لغوميز مخطوفة من دفاع إيطاليا، والماكينات معطلة وألمانيا خارج البطولة.