جبور... "إرهابي" الدوري اليوناني... "شبح" المنتخب الوطني بعد أن تحدّثنا في عددنا الماضي عن العربي هلال سوداني، والذي أصبح في فترة وجيزة الهدّاف الأوّل للمنتخب الوطني رفقة زميله إسلام سليماني، فإنّنا سنتطرّق في اليوم في "المستقبل العربي" عن لاعب يعيش سيناريو معاكسا تماما مع "الخضر" ويجد صعوبات كبيرة في فرض نفسه في تشكيلة الناخب وحيد حليلوزيتش، وذلك رغم الفرص الكثيرة التي تحصّل عليها من طرف التقني البوسني، هذا اللاعب هو رفيق زهير جبور الذي يعتبر نقطة استفهام كبيرة لدى متابعي الكرة الجزائرية، خاصة وأنّه يسجّل الهدف تلو الآخر مع ناديه الأوليمبياكوس اليوناني الذي قاده لتحقيق ثنائية الدوري والكأس والمشاركة في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية. بقي في الأوليمبياكوس رغم كثرة العروض و حتى قبل إنطلاق الموسم الماضي، شهدت يوميات رفيق زهير جبور الكثير من الأحداث، حيث أن الجميع في اليونان كان قد أكد أن الدولي الجزائري قد يغادر ناديه الأوليمبياكوس في صيف 2012، و ذلك بعد العروض الكثيرة التي وصلته على وجه الخصوص من نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي و بشيكتاش التركي، إضافة الى إهتمام كبير من طرف بعض الفرق الناشطة في البوندسليغا الألمانية، و لكن إدارة الرئيس إيفانجيلوس ماريناكيس وقفت حاجزا مانعا و قررت عدم بيع عقد جبور الذي أعلن في نهاية الأمر عن إستمراره في بلاد الإغريق . دخول ناري في أجواء السوبر ليغ و بعد أن عزم أمره و قرر المواصلة مع الأوليمبياكوس، فإن رفيق جبور حقق إنطلاقة نارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحيث أن الدولي الجزائري تمكن من التسجيل بداية من الجولة الأولى للدوري اليوناني، ليقود فريقه للإنتصار خارج دياره على حساب ليفيا، قبل أن يعيد " الإرهابي " نفس السيناريو ضد ليفادياكوس في الجولة الثانية موقعا على إصابتين جديدتين و مقدما تمريرة حاسمة لمواطنة جمال عبدون في لقاء إنتهى بفوز أشبال البرتغالي ليوناردو جارديم برباعية كاملة، و لم يتوقف جبور عند هذا الحد بل واصل على ذات النحو ضد باس جيانينا في الجولة الثالثة من السوبر ليغ، ليؤكد من جديد أنه بصدد تحطيم كل الأرقام القياسية ل " الرادز " . 6 أهداف في 5 مباريات و حطم أرقاما قياسية و كان لهذا الدخول القوي لرفيق جبور في أجواء الدوري صدى كبير في وسائل الإعلام اليونانية، حيث أن المستوى الباهر الذي ظهر به الدولي الجزائري أدهش الجميع بما فيهم أنصار ناديه الأوليمبياكوس الذي أكدوا أنهم على دراية بقدرة جبور على هز الشباك، و لكنهم لم يتوقعوا ان يسجل ذلك الكم الهائل من الأهداف في فترة تعتبر قياسية بالنسبة لمتتبعي السوبر ليغ، و لذك لأن جبور و بعد مرور خمسة جولات فقط من البطولة كان قد وصل رصيده من الأهداف الى ستة إصابات كاملة و هو رقم يُعادل عادل به رفيق نصف ما سجله خلال موسم كامل في 2011 – 1012 . من أوكتوبر الى ديسمبر " أشهر الثنائيات " و إن كان جبور خلال شهر سبتمبر قد ظهر بوجه لم يكن يتوقعه أكبر المعجبين بمستواه و قاد الأوليمبياكوس لصدارة الدوري بفارق مريح بشكل مبكر، فإن أشهر أوكتوبر، نوفمبر و ديسمبر 2012 كانت هي الأخرى مميزة جدا بإعتبار أن الدولي الجزائري واصل بذات الفعالية في السوبر ليغا، حيث تمكن " الإرهابي " كما يحلو لليونانيين وصفه من زيارة الشباك من جديد بشكل دوري حيث وقع ثلاثة ثنائيات كاملة خلال خمسة مباريات إضافة الى هدف جديد في آخر لقاء من السنة الميلادية المنقضية لينهي رفيق الشطر الأول من الموسم برصيد ثلاثة عشرة إصابة كاملة .
تسببه في حرب كبيرة ضد ليبيا و إن كان جبور نهاية سنة 2012 يمر بأوقات رائعة مع ناديه الأوليمبياكوس في الدوري اليوناني، فإن الحال لم يكن ذاته مع المنتخب الوطني الجزائري، حيث ان رفيق و رغم أنه لم يلعب سوى لدقائق معدودة مع " الخضر " خلال المواجهة المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم التي واجه فيها أشبال وحيد حليلوزيتش ليبيا، إلا أن " الأرهابي " تسبب في فوضى كبيرة على أرضية ملعب " محمد السادس " في الدار البيضاء المغربية بعد أن دخل في صراع عنيف مع مدافعي المنافس ليختلط الحابل بالنابل في لقاء إنتهى بفوز الجزائر في نهاية الامر بهدف دون رد من توقيع هلال سوداني . روراوة أراد طرده و الكاف عاقبته بمبارتين و بعد الأحداث التي شهدها لقاء ليبيا الجزائر، و تسببه في حدوث نزاع كبير بين جماهير البلدين، خاصة بعد إتهام الليبيين لجبور أنه إستفزهم بعبارات مادحة لمعمر القذافي رحمه الله، جاءت ردة فعل رئيس الإتحادية الجزائرية محمد روراوة قويا و توعد بإستبعاد رفيق من تشكيلة " الخضر " في المستقبل في حالة تيقنه من أن مهاجم الأوليمبياكوس هو من بدأ النزاع، قبل أن يتراجع رئيس " الفاف " في النهاية بعد إعترافات لاعبي ليبيا أن جبور كان مظلوما في القضية لا ظالما، و لكن الكاف قررت معاقبة " الإرهابي " بمبارتين رسميتين . غيابه عن ودية البوسنة أغضب حليلوزيتش و رغم أنه قد عوقب من " الكاف " إلا أن رفيق جبور واصل حيازة ثقة الناخب الوطني حليلوزيتش الذي قرر دعوته لمبارة البوسنة و الهرسك الودية، و لكن غياب خريج مدرسة أوكسير بسبب الإصابة أغضب وحيد كثيرا، و إعتبر أن قلب هجومه لا يعاني من أي شيء يذكر بدليل أنه عاد للمشاركة في مباريات فريقه دون إشكال، و هو ما جعل حليلوزيتش يضع جبور في قائمته السوداء خاصة و أن هذا الأخير كرر ذات السيناريو في مناسبات عدة . الناخب الوطني قرر إبعاده عن " الكان 2013 " و بعد غيابه عن المبارة الودية ضد البوسنة، فإن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش إتخذ قرارا حاسما بإستبعاد رفيق زهير جبور من تشكيلة " الخضر " التي كانت ستنتقل الى جنوب إفريقيا للمشاركة في " الكان 2013 "، حيث ربط الأمر في البداية الى العقوبة التي تعرض لها رفيق من " الكاف " قبل أن يؤكد صراحة أن مهاجم الاوليمبياكوس عاجز عن تقديم الإضافة للنخبة الوطنية و أنه فضل وضع الثقة في الثنائي العربي هلال سوداني و إسلام سليماني اللذين كانا نجمي محاربي الصحراء خلال التصفيات الإفريقية . تألقه مع ناديه تزامن مع نكسة " الخضر " و لسوء حظ وحيد حليلوزيتش فإن مراهنته على إبعاد رفيق جبور تزامن مع خيبة كبيرة للتشكيلة الوطنية في كأس أمم إفريقيا التي ودعها " الخضر " من الدور الأول بهزيمتين و تعادل و هدفين فقط، في حين أن " الإرهابي " تمكن في ذات الفترة من توقيع ثلاثة إصابات كاملة مع ناديه الأوليمبياكوس في الدوري اليوناني لتكون حصيلته لوحده أفضل من حصيلة زملائه في المنتخب مجتمعين في " الكان 2013 " .
جانفي " جبور يمدد عقده مع الأوليمبياكوس الى غاية 2016 " و بالنظر الى التألق الكبير الذي ظهر به رفيق زهير جبور منذ إنطلاق الموسم الماضي، فإن إدارة الأوليمبياكوس تخوفت كثيرا من تضييع خدمات نجمها الذي لم يتبقى له سوى سنة واحدة لإنتهاء عقده، و هو الأمر الذي دفع الرئيس إيفانجيلوس ماريناكيس لطرق كل الأبواب من أجل الحصول على مواقفة جبور على التمديد، و هو ما نجح فيه أخير ليتم الإعلان الرسمي عن إرتباط الدولي الجزائري مع نادي " البيراوس " الى غاية صيف 2016 مقابل راتب مليون أورو سنويا . عادل أرقام ميسي و رونالدو في معدلات التهديف و الى غاية نهاية شهر جانفي فإن أرقام رفيق جبور كانت مميزة الى أبعد الحدود، حيث خرجت العديد من وسائل الإعلام اليونانية لإجراء مقارنات بين الدولي الجزائري و بقية هدافي الدوريات الأوروبية الأخرى، حيث حل " الإرهابي " خلف ميسي و متفوقا على رونادلو، كافاني و سواريز من حيث المعدل التهديفي برصيد وصل الى 1.75 إصابة في كل لقاء . مارس " جبور بطلا للدوري اليوناني بكل سهولة " و بالنظر الى سلسلة الإنتصارات التي قاد الاوليمبياكوس لتحقيقها، فإن رفيق جبور و رفاقه في نادي البيراوس لم ينتظروا طويلا للإحتفال بلقب البطولة لثاني موسم على التوالي، و كان ذلك نهاية شهر مارس المنصرم ليكون أول ناد في الدوريات الأوروبية يضمن تتويجه الرسمي . رابطة الأبطال و الأوروبا ليغ أكبر خيباته و إن كان جبور قد سجل أرقاما قياسية في الدوري اليوناني، فإن مشاركته في رابطة الأبطال الأوروبية كانت للنسيان بشكل كلي، حيث أن الدولي الجزائري لم يتمكن من الوصول الى الشباك رغم أنه شارك في كل المباريات بشكل أساسي ليودع فريقه المنافسة من دورها الأول، قبل أن يجدد جبور فشله في الأوروبا ليغ التي ودعها أيضا بذات السرعة بعد الإقصاء أمام ليفانتي الإسباني . جبور أهدى الثنائية للأوليمبياكوس و رد على الإنتقادات و بعد الفشل الذريع في المنافسات الأوروبية فقد تلقى جبور الكثير من الإنتقادات من محبي الأوليمبياكوس، ليأتي رد الدولي الجزائري بشكل سريع عندما قاد أشبال المدرب الإسباني ميتشيل لتحقيق الثنائية بعد الفوز الصعب على تريبوليس في نهائي الكأس، حيث سجل جبور هدفا و منح آخرا لمواطنه جمال عبدون . حصيلته 22 هدفا + تمريراتان حاسمتان و 1850 دقيقة و في الأخير، فإن حصيلة رفيق زهير جبور هذا الموسم كانت إيجابية على كل الأصعدة، حيث تمكن من تسجيل إثنين و عشرين هدفا كاملا ما بين منافستي الدوري و الكأس في اليونان، إضافة الى تقديمه لتمريرتين حاسمتين، مشاركا في عشرين مبارة خمسة منها فقط كبديل بمجموع وصل الى 1850 دقيقة، و هذا إضافة تتويجه بالثنائية مع الأوليمبياكوس و نيله لقب هداف السوبر ليغ .
سنة و 3 أشهر دون هدف مع المنتخب تبقى نقطته السوداء و رغم أن الموسم كان مثاليا بالنسبة لرفيق جبور مع ناديه، فإن أكبر نقطة إستفهام تبقى مطروحة لدى المتتبعين هي المستوى الباهت الذي يظهر به هداف الدوري اليوناني مع المنتخب الوطني، حيث ان جبور لم يتمكن من هز الشباك بقميص " الخضر " منذ فترة تجاوزت السنة كاملة و ذلك في ماي 2012 خلال المبارة الودية ضد النيجر، و لو أن وحيد حليلوزيتش في آخر خرجاته الإعلامية أكد أنه راض عن " الإرهابي " بالنظر الى الدور الكبير الذي أضحى يلعبه في وسط المجموعة الجزائرية . هدفه الجديد اللعب في دوري أوروبي قوي و فك عقدته مع الجزائر و قبل أسابيع قليلة من إنطلاق الموسم الجديد، فإن الدولي الجزائري رفيق جبور لم يُعلن عن وجهته المستقبلية لحد كتابة هذه الأسطر، خاصة و أنه أبدى رغبة في تغيير الأجواء و تحقيق حلمه باللعب في أحد الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، إضافة الى فك عقدته مع المنتخب الوطني بأسرع وقت ممكن و لم لما قيادة " الخضر " للوصول الى كأس العالم بالبرازيل جوان 2014 القادم إن شاء الله .