من منطلق خبرته الكبيرة التي اكتسبها داخل المستطيل الأخضر، تحدث إلينا مهاجم المنتخب الوطني سنوات التسعينات، ومستقدم اللاعبين لنادي ليل الفرنسي حاليا، شريف وجاني، عن قرار إبعاد الناخب الوطني رابح سعدان، لستة عناصر دفعة واحدة، مبديا تأييده لقرار سعدان، وعن الهاجس الذي يؤرق الناخب الوطني المتمثل في عدم مشاركة لاعبيه مع أنديتهم، اعتبر صاحب الفضل في تتويج المنتخب الجزائري بأول وآخر لقب إفريقي، أن الأمر عاديا ولا يتطلب كل ذلك التهويل، ضاربا المثل بالمنتخبات الأوروبية التي تعاني من نفس المشكل. كما تحدث عن بعض الأمور التي تخصه، حيث عاد بذاكرته إلى الأيام الجميلة التي صنعها يوم كان لاعبا في الخضر، وعرّج أيضا للحديث عن أسباب تغيبه عن الدورة الأخيرة التي جمعت قدماء لاعبي المنتخب الوطني بنجوم فرنسا لسنة 1998. أهلا شريف وجاني معك جريدة الشباك الجزائرية.. أهلا بكم مرحبا. كيف هي أحوال شريف الذي انقطعت أخباره منذ مدة؟ الحمد للّه أنا في صحة جيدة هنا في فرنسا. هل مازلت تعمل في نادي ليل الفرنسي كمناجير عام؟ لا يمكن القول أنني مناجير لأن المناجرة شيء كبير، وأنا أعمل كمستقدم للاعبين في نادي ليل الفرنسي فقط. من دون شك فإن غربتك لم تمنعك من تقصي أخبار المنتخب الجزائري، أليس كذلك؟ أكيد، أنا أتابع بشغف كل كبيرة وصغيرة تخص المنتخب الوطني، الذي أعتز به كثيرا، وأكن له حبا لا يتصور، ولعل ابتعادي عن الوطن جعلني أتعلق به أكثر وليس العكس. إذن أنت على علم بأن الناخب الوطني سعدان، قرر مؤخرا إبعاد ستة لاعبين من المنتخب؟ أجل، لقد اطلعت على هذا الأمر عبر الجرائد الوطنية على شبكة الأنترنت، كما أن البعض من زملائي الذين يناصرون الخضر، أكدوا لي الأمر وتحدثنا في شأنه، وحسب علمي فإن معظم هؤلاء اللاعبين ينشطون في البطولة المحلية. وما هي قراءتك لهذا الأمر؟ أعتبر أن الأمر طبيعي جدا، ولو أن اتخاد مثل هذا القرار يتطلب شجاعة لدى الرجل الأول في المنتخب، حيث أنه ليس من السهل أن تتخد قرارا مثل هذا لمنتخب تفصله أيام قليلة عن كأس العالم هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن جل هؤلاء اللاعبين المبعدين يتواجدون في المنتخب منذ مدة، وباتوا مرتبطين بالمجموعة، وفي هذا أريد أوضح لكم شيئا.. تفضل.. البعض هوّل كثيرا من الأمر ولو أن الأمر عادي ويحدث في كامل المنتخبات العالمية، لأن المدرب يرى أشياء لا يمكن أن يراها أحد. البعض طعن في الأمر واعتبره مغامرة وإجحاف في حق هؤلاء. سعدان هو صاحب القرار، وحسب علمي فإن البعض كان ينادي في البداية بإبعاد بعض اللاعبين وهم نفسهم الذين يتساءلون اليوم عن الأمر، لذا فأنا أرى أن هؤلاء متضاربين في أرائهم، والأمر لم يعد خفيا على الجميع في منتخب يتحدث ويطعن في شؤونه وتكتيكاته 35 مليون جزائري، تحولوا كلهم إلى 35 مليون سعدان، وتقني ومدرب. هناك شيء آخر، معظم ركائز المنتخب لا يلعبون مع فرقهم وهو الأمر الذي أخلط كامل أوراق سعدان، كيف ترى الأمر؟ الأمر عادي جدا وأنا أرى أن هؤلاء اللاعبين سيعودون إلى تشكيلة فرقهم قبل المونديالو لأنهم ببساطة ممتازين ومدربي فرقهم يحتاجون إليهم أيضا، على غرار عنتر يحيى الذي حسب ما أعلمه أنه سيعود للمشاركة مع ناديه بوخوم عن قريب، في انتظار زياني، مغني وحليش، الذي هو الآخر سيعود، لذا لا يمكن استباق الأحداث. وفي حال لم يكن الأمر كذلك هل أنت مع فكرة إبعادهم عن المونديال؟ هناك لاعبين في أرقى المنتخبات العالمية ولا يشاركون مع فرقهم، فمثلا نجد مهاجم المنتخب الفرنسي، تيري هنري، الذي يتواجد في دكة احتياط برشلونة ولكن دومينيك لم يتخل عنه. الأمر راجع إلى تفضيلهم المنتخب وتركهم الفريق. هذا مشكل كافة اللاعبين الأفارقة بسبب مشاركتهم في كأس إفريقيا التي تتزامن مع البطولات الأوروبية، فهؤلاء اللاعبين مشكورين على هذا الأمر لأنهم غامروا بمصيرهم مقابل اللعب للمنتخب الوطني، رغم أنهم كانوا على دراية بما ينتظرهم، فلو لم يتقبلوا نداء الوطن لاتهموا بالخيانة، وفي هذا أنا لست مع فكرة احتكار لاعبين للمنتخب الوطني. ماذا تقصد بذلك؟ كل لاعب جزائري يملك المؤهلات اللازمة التي تسمح له باللعب في المنتخب الوطني التي يكشف عنها رفقة ناديه سواء كان يلعب في البطولة المحلية أو في أوروبا يحق له اللعب للخضر، لأن المنتخب حق لحل لاعب جزائري، وليس حكرا على فلان أو علان. إذن أنت لست مع فكرة اقتصار تشكيلة المنتخب على اللاعبين المحترفين؟ أجل، فمثلا نحن في سنة 1990 تحصلنا على لقب الكان، بلاعبين من البطولة المحلية، لأن الناخب الوطني آنذاك كرمالي، الذي أحييه بالمناسبة، استقدم أحسن اللاعبين الجزائريين وليس الذين ينشطون في البطولات الأوروبية فقط. وهل رأيت لاعبا محليا أهل للعب في المنتخب؟ أنا لا أتابع البطولة الجزائرية كثيرا، غير أنه لا شكأن هناك لاعبين قادرين على اللعب في المنتخب الوطني، والدليل أن هناك لاعبين محليين تمكنوا من فرض أنفسهم في صفوف الخضر، على غرار رفيق حليش الذي تكون في البطولة الجزائرية والحارسين ڤاواوي وشاوشي. ولكن البعض منهم لم يبرز وضيع فرصته؟ أظن أن الناخب الوطني وقف على هذا الحد، فهو أبعد من منطلق عدم بروزهم، وليس لأنهم محليون لأنه هناك لاعبون محترفون لم يقم باستدعائهم، كما أنه أبعد بعض المحترفين، على غرار ياسن بزاز لاعب سترزبورغ ومجيد بوعزة، ولم نتطرق إليه. بغض النظر عن بزاز المصاب، ما رأيك في إبعاد بوعزة؟ الناخب الوطني هو الأدرى بسبب إبعاده ولا يمكنني التخصيص. ألا ترى أن مباراة صربيا كانت مفيدة لأنها كشفت العديد من العيوب؟ أجل.. وعلى ذكرك لهذه المباراة، فأنا رأيت كذلك أن البعض راح يهول من الأمر أيضا، ولو أنها مباراة ودية فقط، ولا تستدعي كل هذا الغضب، وكل منتخب معرض للخسارة وفي أحسن الظروف، لذا يجب أن تترسخ في ذهنية المناصر الجزائري ثقافة الفوز والخسارة والتعامل معهما. وهل كنت تنتظر أن يظهر الخضر بذلك الوجه؟ هذه هي المباريات تختلف فيما بينها، أظن أن المنتخب الوطني لم يحضر جيدا لهذه المواجهة التي باغتنا فيها الصربيون. نعود ونقول.. ألا ترى أن هذه الهزيمة راجعة لنقص المنافسة؟ أظن أن هذا ما كشفه سعدان... وصراحة مستوى المنتخب الوطني ليس الذي قدمه في هذه المباراة وأعتقد أن الأمر يعود إلى سوء التحضير والتركيز على هذه المواجهة، لأن لاعبين لم يأخذوا المواجهة بمحمل الجد، وذلك لطابعها طبعا. هناك من يقول أن مشكلة المنتخب في افتقاده لبدلاء ممتازين في حال غياب عنصر أساسي؟ أرى أن اللاعبين المتواجدين في المنتخب هم من أحسن العناصر، ولو أنه يقتضي على اللاعب الذي يأخد مكانة زميله، أن يثبت جدارته ويقدم ما عليه حتى يحافظ على مكانته، لذا أرى أن سعدان فكر في أن العناصر الجديدة ستسعى جاهدة للتأكيد وأخد مكانها في المونديال. هناك أسماء مقترحة، على غرار شاقوري ڤديورة وبن شرفة...ماهو رأيك فيهم؟ الجزائر تملك العديد من اللاعبين وليس هؤلاء فقط.. وهنا أعود وأؤكد أنه ليس من ينشط في أوربا ويكون جزائري نستقدمه للخضر، وأظن أن سعدان قد اطلع على الأمر جيدا. وكيف ترى حظوظ الخضر في المونديال؟ لقد حققنا الأهم في بلوغنا المونديال، فهذه أهم خطوة خطيناها الآن، لذا يجب أن نواصل على هذا الدرب بهذا المنتخب الشاب الذي نمتلكه، ولا يجب تخطي هذه الخطوات والتفكير في أشياء تفوق العقل. هل نفهم من كلامك أنك تتشاءم في بلوغ الدور الثاني؟ أبدا.. فأنا لم أتشاءم يوما في أمور تخص المنتخب، وأنا راض تماما لما قدمه منتخبنا الوطني، وككل جزائري أتمنى أن يتألق في المونديال وأن يتجاوز الدور الثاني والذهاب بعيدا، لكن لا يجب تحميل مسؤولينا بما لا طاقة له فيه. وهل كنت تؤمن بأن يبلغ الخضر المونديال؟ أجل.. لا سيما بعد المشوار الطيب الذي قدمه الخضر قبل مباراة مصر في السودان. وكيف تابعت مشاركة الخضر في كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا؟ هنا كان تفاؤلي كبيرا في نيل اللقب، سيما بعد الأداء البطولي الذي قدمه المنتخب الوطني أمام المنتخب الإيفواري، لكن للأسف لم نكن في ذات المستوى أمام المنتخب المصري، وأظن أن للمنافس الذي تقابلنا معه قوته من جهة، ولطابع اللقاء الذي كان خارجا عن نطاقه الرياضي. وهل تلوم الحكم كودجيا؟ الحكم كان ضدنا في تلك المواجهة، لكن لا يجب تحميل كامل المسؤولية له، لأن لاعبينا لم يركزوا جيدا، وكان عليهم المحافظة على هدوئهم إلى آخر لحظة. غبت عن الدورة الأخيرة التي جمعت قدامى لاعبي المنتخب الوطني ومنتخب فرنسا 1998، هل لأنه لم توجه لك الدعوة؟ أجل.. كنت آمل أن أكون حاضرا في هذه الدورة وإلتقاء زملائي في المنتخب وبعمالقة الكرة الفرنسية الذين أكن لهم فائق التقدير والإحترام لكن للأسف لم أكن محظوظا.