سمعنا كلنا قبل أيام أن الشيخ سعدان تنقل إلى تلمسان، عاصمة الزيانيين، لكن الروايات والتفاسير اختلفت بخصوص الهدف من تلك الزيارة.. فقائل هي زيارة للولي الصالح سيدي بومدين لأجل التبرك وطلبا للدعاء، وقائل هي للسيد الوالي سخصيا، بعد أن طابه هذا الأخير باسم باسم كل سكان الولاية الطيبين، حتى يفرحوا به هناك، وقائل هي للاستجمام وبحثا عن الراحة.. لكنني لا أوافق الرأي القائل إنها للتنقيب عن مساعد وسط المدربين.. هذا الاختلاف في التفسير والتأويل يدفعني للتأكيد أمامكم على أنها المرة الثالثة والأخيرة التي سأتحدث فيها عبر هذا العمود عن شيء اسمه تسيير المعلومة داخل المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، سواء على مستوى الفدرالية، أو وسط الطاقم الفني يقيادة "الشيخ".. السبب ساهل ماهل وبسيط ، بل وتافه أيضا، وهو أنه وبعد كل ما كتبنا عن هذه المسألة، وعقب كل ما بذلناه من جهد، وإثر كل الذي قلناه وكررناه، من ضرورة فتح الأبواب أمام الصحفيين، وأهمية تنوير الرأي العام في الداخل والخارج، ولأجل مواكبة الحدث، ولممارسة الحق في الإعلام، فإن العكس تماما هو الذي حدث.. نعم، إن النتائج جاءت عكسية، وجرت رياح روراوة وسعدان بما لا يشتهي الصحفيون.. لا، حاشا، ليس كل الصحفيين، بل البعض منهم فقط.. هل تدركون لماذا؟ لا؟ ببساطة، لأنه، وفي ظل استمرار الحاج في انتهاج سياسة صم بكم عمي، اللهم ما جاد به علينا على هامش مباراة المحليين أمام ليبيا من معلومات، فإن الشيخ استجاب لنا فعلا، وراح يروّح علينا بتصريحات من هنا وهناك، بخصوص اللاعبين المسرحين، والمستقدمين الجدد، ومستقبل الخضر، وطريقة عمله، وأسلوب تفكيره، وندمه على تسريح رحو وزاوي.. و و و.. لكن الشيخ بقي شحيحا بدرجة كبيرة، سواء من حيث كمية المعلومات المقدمة ونوعيتها، أو من حيث التنويع في الوسيلة الإعلامية المختارة.. إلى درجة أنني خلت الناس تتحدث عن سعدان آخر لا أعرفه، لأن الشيخ فحشوش وكريم إلى أبعد حد، وبشكل لا يمكنكم تصوره.. لقد ظل سعدان وفيا لوسيلة إعلامية واحدة ووحيدة، إنها الإذاعة الوطنية، وبالضبط، القناتان الأولى والثالثة.. أنا لا أحسد صحفيي هاتين القناتين، بل على العكس، أبارك لهما الاحترافية العالية والقدرة على الإقناع ونوعية الضيوف.. لكنني أوجه للشيح عتابا أخويا لأطلب منه التنويع مستقبلا في الوسيلة المختارة، فلكل واحدة منها جمهورها الخاص، حتى لا يقال مثلا أن الشيخ لا يحب الصحافة المكتوبة.. وللحديث بقية.