يُعتبر رئيس رائد القبة، سفيان مشري، أصغر رئيس في بطولتي القسم الوطني الأول والثاني، بالإضافة إلى أنه من الرؤساء القلائل الذين يملكون شهادات جامعية كونه يحمل شهادة الماستر من جامعة ڤرونوبل، وقد ارتأت الشباك، أن تتحدث مع مشري كنموذج للمواهب الشابة التي تحملت حماسا كبيرا في العطاء لخدمة الكرة الوطنية، مشري نزل ضيفا على مقر جريدة الشباك، فكان لنا معه هذا الحديث. نرحب بك في بيتك الثاني الشباك؟ شكرا جزيلا لكم، صراحة أعتبر الشباك، بيتي، لقد بدأت العمل في الشباك كصحفي منذ بداياتها وساهمت في تأسيس هذه الجريدة سنة 1993 والتي كانت آنذاك أول جريدة رياضية جزائرية مختصة. يعني أن جريدة الشباك تحظى بمنزلة خاصة عندك؟ أجل وهذا ما أردت قوله، لأن طاقم الشباك كلهم أصدقائي، كما كان لي الشرف في تأسيسها لأنه لا يخفى عليكم أني كنت من السباقين الذين عملو في جريدة الشباك ورفعو التحدي. وكيف يكون شعورك وأنت تُنتقد من الجريدة التي ساهمت في تأسيسها؟ صراحة لا أتضايق أبدا لأنني أعرف ما معنى الانتقاد، خاصة إن كان الذي ينتقدني على صواب أما إن كان افتراء عليّ فهذا ما لا أحبذه بتاتا. وما رأيك في الجريدة اليوم بعدما أصبحت يومية؟ تحسنت كثيرا، فجريدة الشباك، مدرسة في الإعلام الرياضي وأول جريدة رياضية مختصة كما قلت آنفا، كما أن معظم الصحفيين المتألقين حاليا تخرجوا منها. بصفتك رجل إعلام سابق كيف تنظر للحصافة اليوم؟ أتكلم بصراحة الإعلام في وقتنا كان نبيلا، أما الآن فإن الجميع يخدم مصلحة معينة إلا إذا استثنينا البعض، كنا مهنيين لحد كبير رغم قلة الإمكانات. هل كتبت شيئا في الصحافة ندمت عليه كثيرا بعدها؟ ربما قضية اللاعب السابق للمنتخب الوطني كاروف، الذي كشفنا أنه كان معاقبا وتم بعدها إقصاء المنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا سنة 1994 بتونس، وصعد بدل الخضر المنتخب السنغالي، لقد كنا بين نارين حقيقيتين، بين نار الاحتراف أين كان واجبنا المهني يقتضي أن نكشف القضية ونار معاقبة الجزائر، وأظن أن هذا أكبر شيء ندمت عليه الآن، لأن الذين عوقبوا ليس من الذين كان من المفروض أن يعاقبوا. وهل توبعت قضائيا بعدها؟ لقد بقينا تحت التحقيق، لكن ورغم محاولة البعض معنا لنكشف مصدر الخبر إلا أننا واصلنا احترافيتنا ولم نكشف بأي شيء. لنعد إلى الوراء قليلا، من هو سفيان مشري؟ سفيان مشري، من مواليد 6 فيفري 1970 بالقبة، من عائلة رياضية متكونة من ست بنات وستة إخوة، أخي الأكبر كان حكما فيدراليا وأخي الذي فوقي كان مديرا لملعب بن حداد. وكيف بلغت منصب رئاسة رائد القبة؟ كنت مساعدا لفريقي الأول رائد القبة منذ زمن طويل، بعدها قررت الدخول في المكتب المسير للرئيس ربراب، لأنني تحمست كثيرا لبرنامجه، لأنتخب كأول عضو في المكتب المسير وعملا بعدها كأمين عام لرائد القبة مع بداية الموسم الفارط، وهذا الموسم ترشحت للرئاسة وانتخبت رئيسا على حساب منافسي الآخر الذي أحييه بالمناسبة كريم درحمون. هل ندمت في لحظة من اللحظات على توليك منصب الرئاسة في القبة؟ لم أندم أبدا، بل بالعكس فخور جدا، لقد منحت بعض الأمور الجيدة في وقت قصير للقبة. ألا تفكر في البقاء الموسم القادم؟ لديّ مشروع أسعى للانطلاقة فيه، لكن سأدرس الوضع جيدا قبل أن أقدم التقريرين المالي والأدبي الخاص بهذا الموسم لأعضاء الجمعية العامة، وقد أقدم برنامجي وشروطي وإن لم تفور لي هذه الشروط فسأترك النادي وأتجه لهذا المشروع الذي بت أفكر فيه جديا. يقال أن مشري ليست لديه مصادر مالية فكيف له أن يرأس الرائد، ماذا ردك؟ يقولون ذلك وهم الذين دائما ينتقدون الفريق، لكن أهم شيء في تسيير فريق ليس المال وإنما التفكير كما قلت لك من قبل فهناك فرق في البطولة تصرف الملايير لكن في الهواء، فالتسيير يتطلب كفاءات وتفكير وحنكة وتجربة. تم الموسم الفارط سحب الثقة منك من قِبل أعضاء المكتب، كيف تم ذلك؟ لقد ذهبت إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، لأعود بعدها لأجد من يقول أن الثقة سُحبت مني، وهذا بعدما أمضى الجميع في غيابي على محررات رسمية قاموا بتزويرها، لكني فضّلت التزام الصمت لأنني لو تحركت لتضرر الفريق أكثر من استرجاعي لحقي. لماذا أقلت مؤخرا مدرب الفريق السابق محمد بلعرج، مباشرة بعد الحادثة التي وقعت بينه وبين مهاجم الفريق قابول؟ حدث طلاق بالتراضي بيننا، فكما تعلمون كل مدرب لا يستطيع تحقيق نتائج إما أن يقدم استقالته وإما أن تقوم الإدارة بسحب الثقة منه ونحن قمنا بدورنا، وبالنسبة لبلعرج فهو صديقنا ولأنه ابن الفريق سيبقى يحظى بمكانة خاصة عندنا. رائد القبة حاليا لم يعد يصنع الحدث في البطولة، ما هي الأسباب التي أدت به لهذا التراجع؟ لا يمكن القول أنه لم يعد يصنع الحدث وإنما لازال يصنع الحدث، فماذا لو قلت أن الرائد هو أول مدرسة في البطولة المحلية من زوّد المنتخب الوطني بلاعبين من مختلف الفئات بلغ عددهم أكثر من 150 لاعبا حسب ما أعلم منذ الاستقلال، ضف إلى ذلك فالرائد تحصل على لقب بطولة الأواسط بعد 20 سنة من الغياب، وبراعم القبة الذين ينالون البطولة تلو الأخرى في المواسم الأخيرة، إضافة إلى هذا نجد لاعبين من الفئات الشبانية من فريق الرائد في صفوف النخبة على غرار أمقران وبن يحيى، إضافة إلى أربعة من البراعم إضافة إلى لاعبين آخرين ممتازين ينشطون في مختلف النوادي الوطنية. هل نفهم من كلامك أن التكوين هو من حتم عليكم لعب الأدوار الأولى في البطولة؟ هدفنا منذ بداية هذا الموسم كان التكوين، ولا أبالغ إن قلت لك أن رائد القبة يملك لاعبين شبان هم الأفضل في البطولة، ولا يخفى عليك أن رائد القبة هي أول مدرسة كروية في الجزائر أسسها المهندس مصطفى الكمال سنة 1963، لذا لا يمكننا التوفيق بين التكوين ولعب الأدوار الأولى، لأن اللاعب الذي يبرز عندنا تتهافت عليه الفرق الأخرى ونحن بإمكاناتنا المادية البسيطة لا يمكننا أن نحتفظ به ونكوّن فريقا قويا بعدها. قال الحارس السابق للفريق غالم أنه ترك الفريق بسببك وهو ما جعل الأنصار ينقمون عليك، فما ردك؟ أشكركم على منحي هذه الفرصة، أولا وقبل كل شيء التأكيد على أنه ليس لدي أي مشكل مع غالم، الذي لم يُبعد بسببي وإنما قرار إبعاده جاء من رئيس الفريق آنذاك عمر ربراب، وهناك شيء يجهله الجميع في قضية غالم. ما هو؟ شخصيا ذهبت رفقة المناجير السابق للفريق، محمد شعيب، إلى أطراف فعالة في إتحاد البليدة، وسعيت لأن يتنازلوا لنا عن غالم وقررت أن أدفع من رصيدي الشخصي، لكن للأسف ألح البليديون على ضم الحارس. ما رأيك في البرنامج الاحترافي الذي يدرس حاليا والذي من المفروض أن ينطلق بعد نهاية الموسم القادم؟ يجب أن نتكلم على هذا البرنامج كحتمية اقتصادية أي كشركات في قطاع اقتصادي بميكانيزمات جديدة تخلق مناصب شغل جديدة فيها مداخيل ومصاريف، لذا يجب على الكل أن يعرف أن هذا الاحتراف يجب أن لا يكون حكرا على وزارة الشبيبة والرياضة وإنما على جميع القطاعات. ألا ترى أن ما حصل للمنتخب الوطني يفرض على جميع المعنيين الإعادة النظر؟ أجل، هي بمثابة صفعة للبطولة الوطنية، فتجربة المحترفين واحتكاك المنتخب بالمنتخبات الأخرى علمتنا أشياء كثيرة وجعلتنا نفكر جديا في الاحتراف، وأول شيء يجب القيام به هو فتح مراكز تكوين لتأهيل اللاعبين وتصديرهم أيضا، أقول تصديرهم لأن هذا الأمر أصبح واقعا، فمثلا المنتخب البرازيلي يعتبر الأول من حيث تصدير اللاعبين وبعده المنتخب الكاميروني، وتعلم ماذا يعني التصدير؟، يعني جلب الأموال. هل بمثل هؤلاء رؤساء الأندية الحاليين يمكن تجسيد فكرة الاحتراف؟ بالنسبة لي أرى أن هناك فئتين من الرؤساء في البطولة الوطنية، الرؤساء الشرفيين والرؤساء الذين يقدمون الأموال، فبالنسبة للرؤساء الشرفيين أرى أنهم اكتسبوا خبرة كبيرة في الميدان وبالإمكان الاستفادة من خبرتهم، أما الرؤساء الآخرين فأرى أنه مع البرنامج الاحترافي فإنهم لن يجدوا ضالتهم. وبالنسبة إليك، هل أنت قادر على إدخال رائد القبة عالم الاحتراف؟ نحن حاليا نحضر برنامجنا الاحترافي، لقد شرعنا في بناء بعض المنشآت كمطعم ومركز طبي، كما شرعنا في تأهيل ملعب ثانٍ غطيناه بعشب اصطناعي، وفي هذا فقد أكد مسؤولو الفيدرالية أنهم سيمدون يد العون لكل من شرع في هذا العمل وأثبت جدارته، ونحن ننتظر هذا الدعم فقط لأن الكفاءات البشرية سواء اللاعبين أو القائمين على الكرة لا تنقص رائد القبة. لعبت رفقة مساعدي الناخب الوطني زهير جلول وكبير في أمل القبة، ما رأيك في العمل الذي يقومان به في المنتخب الوطني؟ معرفتي لزهير جلول وكبير معرفة شخصية، كانت تربطني بهما علاقة وطيدة، إذ هما من أعز أصدقائي لقد كان لهما أخلاق عاية، أعتقد أن تواجدهما في العارضة الفنية للخضر لم يأت صدفة، لقد تحصلا على شهادات كافية ولو لم ير فيهما الشيخ سعدان الكفاءة لما استدعاهما للعمل برفقته، فرحت كثيرا لهما لأنهما يستحقان ذلك. بما أنك تعرف كبير وجلول شخصيا، هل ترى أنهما قادران على إيصال الرسالة للاعبي المنتخب؟ أعلم أن اللاعبين يجدون راحتهم معهما، وكما كانا يتصلان معنا بطلاقة فإنه ليس لدي أدنى شك بأنهما يوصلان خطاب سعدان وخطابهما للاعبين بشكل جيد. كثيرون من رأى عكس ذلك؟ أجيبك بمثال، هل صايب الذي أشرف على تدريب شبيبة القبائل درّب فرقا من قبل؟! وهل كانت لديه تجربة؟!. المصريون قالوا إننا نحن من علم الشعب الجزائري العربية، ما رأيك؟ هداهم اللّه، نحن الآن علماء في اللغة، والكثير من الشعب الجزائري يتقن العربية إتقانا وكذلك اللغات الأخرى، ولو كان ما زعموه صحيحا لنطقنا الأحرف العربية خاطئة مثلهم، صراحة إن هذه الأزمة علمتني أن مستوى الكثير من المصريين الذين يدعون الحضارة منحط إلى درجة لم أكن أتصورها إطلاقا. هل لك أن تطلعنا عليها أيضا؟ عندما كنت أدرس السنة الثانية متوسط سنة 1982، بإكمالية ڤاريدي، درست عند الشيخ علي بلحاج، أتذكر أنه عند نهاية الموسم كتب لي في ملاحظات كشف النقاط ..تلميذ مجتهد لكنه يقوم بدور مهرج في القسم.. لنتحدث إليك بصفتك مدرب، لو كنت مشرفا على الخضر من هو أول لاعب تقون باستدعائه؟ رياض بودبوز، وسط ميدان سوشو الفرنسي، لاعب كبير يتمتع بإمكانات فنية وبدنية كبيرة تتلاءم مع أسلوب اللعب الجزائري. وأول لاعب تقون باستبعاده؟ الذين كان يجب إبعادهم أُبعدوا، أما بالنسبة لي فأول لاعب كنت سأقون باستبعاده هو بوعزة. ما قراءتك للاعبين الذين رفضوا الالتحاق بالمنتخب؟ أرى أن الفاف تضيّع الوقت معهم، وأفضل مثال على ذلك التجربة التي مررنا بها من قبل، على غرار بن عربية وحمداني، اللذين كثر الضجيج حولهما لكن دون فائدة. من هو اللاعب الذي ترى أنه قادر على إيقاف روني في نهائيات المونديال القادم؟ حليش. من هو اللاعب الذي يعجبك في المنتخب؟ بوڤرة ومطمور. من هو اللاعب الذي تتمنى أن تدعم به صفوف فريقك؟ لاعب وداد تلمسان بن موسى، ولاعب شبيبة بجاية زرداب. هل مشري مع فكرة تعدد الزوجات؟ نعم، فالدين الإسلامي أباح تعدد الزوجات وأرى في ذلك حكمة كبيرة. أجمل كتاب قرأته بعد القرآن الكريم؟ كتاب يروي بعض القصص وكيفية تكوين نفسك يسمى Legale des .dieux هل مشري يسمع الغناء؟ لا أحبذ الغناء، لكن أستمع إليه من حين لآخر. وما هو النوع الذي تسمعه؟ بما أنني من منطقة الصحراء فإنني أسمع الڤناوي. ختام الحديث.. أشكركم على هذه الاستضافة الطيبة، شخصيا أتمنى أن يتجسد الاحتراف من يوم غد، وآمل أن يكون رائد القبة مثالا يقتدي به في تطبيق الاحتراف في بلادنا.