السلام عليكم معك محمد من جريدة "الشباك" الجزائرية مساء الخير ومرحبا بكم، كيف أستطيع أن أساعدكم؟ هل لنا بالقليل من وقتك من أجل أن تجيبنا عن بعض الأسئلة؟ بطبيعة الحال أنا في الخدمة شكرا، كيف هي أحوالك وأين هو دانيال الآن؟ بخير والحمد لله، أنا في باريس، أين سأقضي عطلتي الصيفية، بعد أن قمت بزيارة خفيفة لتونس، حضرت فيها مباراة نهائي كأس تونس وكنت إلى جانب صديقي "رشيد بلحوت" الذي أهنئه مرة أخرى على فوزه بكأس تونس . هل تابعت لقاء المنتخب الجزائري الأخير ضد المنتخب الإيرلندي؟ قبل كل شيء لا بد أن لا تنسى أن المنتخب الإيرلندي ليس منتخبا صغيرا، كما يعتقد البعض لأنه كان من المفترض أن يتأهل إلى كأس العالم وكلنا يعلم ماذا حصل له في آخر لقاء أمام المنتخب الفرنسي حين مرر "تيري هنري" كرة الهدف بيده إلى "غالاس" ولولا ذلك لكان الآن برفقة الجزائر في جنوب إفريقيا، أما بالنسبة للخضر فأنا أعتقد أنه لا داعي للقلق، لأن الناخب الوطني رابح سعدان كان بصدد تجريب اللاعبين الجدد للوقوف على مستواهم جيدا، وأظن أنه جمع بعض الأفكار عن لاعبيه، كما أنه إستفاد من منافس تشبه طريقة لعبه كثيرا الطريقة الإنجليزية . ما الذي ينقص المنتخب الجزائري في إعتقادك؟ لاحظنا من خلال المباراة بعض الأخطاء على مستوى الدفاع، حيث لم يكن رفيق حليش في يومه وإرتكب العديد من الهفوات شأنه شأن المدافع الآخر بلعيد، حيث غاب الانسجام عن الخط الخلفي للمنتخب الجزائري، وهو ما جعله يدفع الثمن بتلقيه 3 أهداف... ضف إلى ذلك، خطأ الحارس فوزي شاوشي، لأنه في مثل هذا المستوى العالي الخطأ يكلفك هدفا مباشرة، كما سجلنا غياب كلي للهجوم، إذ لم يستطع أن يشكل أية فرصة خطيرة طيلة 90 دقيقة، دون أن ننسى أن غياب بعض اللاعبين الأساسيين في تشكيلة "الخضر" كمجيد بوڤرة، كريم مطمور، حسان يبدة وعنتر يحيى، وهم من بين العناصر التي أهلت فريقهم إلى هذه المنافسة، في ظل ظروف صعبة بعيدة عن كرة القدم، وهي فرصة أمام المدرب الوطني رابح سعدان لتصحيح ما يمكن تصحيحه قُبَيل الطيران إلى جنوب إفريقيا . كيف سيكون مشوار المنتخب الجزائري في المونديال حسب رأيك؟ سيكون صعبا من الناحية النظرية، بوجود المنتخب الإنجليزي المرشح الأول للمرور إلى الدور الثاني، كما أن الجميع يرشحه للعب على اللقب العالمي، بالإضافة إلى أن الولاياتالمتحدة وصلت إلى نهائي كأس القارات بعد أن فازت على إسبانيا وخسرت بصعوبة أمام البرازيل في آخر دقيقة، وسلوفينيا تأهلت على حساب روسيا لكن كرة القدم ليست علما دقيقا، فكل شيء يبقى واردا في كل اللقاءات، ففكرة المستديرة التي تقول إن إنجلترا ستتأهل، تقول أيضا إنها قد تقصى من الدور الأول، شخصيا أعتقد أن الجزائر ستقول كلمتها في هذه المنافسة لأنها تملك كل المؤهلات للقيام بذلك. المدرب الوطني يتلقى إنتقادات واسعة هذه الأيام.. فهل ترى أنه قادر على النجاح في كأس العالم؟ يجب أن تعرف أن المنتخب الجزائري لم يلعب منذ 24 سنة المونديال العالمي، حين كان رابح سعدان مدربا للفريق الجزائري، ولم يشارك أيضا في كأس إفريقيا منذ 2004 في تونس، أين كان أيضا هو قائد الفريق، واليوم لعب "الخضر" كأس إفريقيا ووصلوا الدور نصف النهائي، وسيشاركون في البطولة العالمية، وهم مرشحون للمرور إلى الدور الثاني، أعتقد أنه هدية من السماء، فمن غير المعقول أن نحاسب مدربا لا يأتي إلا عندما تتأزم الأمور، فهو يعود في كل مرة يكون فيها الفريق في حالة سيئة ليخرجه منها، بغض النظر عن طريقته الحذرة لأن الجميع يريد أن يفوز المنتخب الجزائري بالأداء والنتيجة، وهذا مستحيل بالنسبة لفريق تكون منذ سنتين فقط وفي ظروف صعبة . من تعتقد أنه الأمثل لخلافة سعدان في المنتخب الجزائري؟ لا أخفي عنك، إن سعدان هو أحسن مدرب جزائري وعربي، لأنه لا يعرف الفشل وإنجازاته تتحدث عنه فطريقته في قراءة اللقاءات وهدوئه المحيِّر يجعل منه شخصية يصعب على أي شخص قراءتها، كما أنه يلعب دور الأب بالنسبة إلى اللاعبين الذين يحبونه كثيرا، وما حدث لمراد مغني دليل واضح على العلاقة المتينة التي تكونت في المنتخب، وأظن أن المدرب الأمثل لخلافته هو سعدان نفسه هذا أن لم يستطع "روراوة" إستقدام "كابيلو" أو"هيدينك". قمت بإجراء تربصات مع آرسن فينجير في آرسنال الإنجليزي، ما هو سبب إبتعادك عن هذا النادي؟ لا أبدا... فأنا لم أبتعد، كل ما في الأمر أني تعلمت من هطا المدرب الكبير الكثير، وحان الوقت لأطبق ما تعلمته في الميدان، لأن العمل على مستوى الشبان ليس في مستوى طموحاتي، لا أخفي عنكم أن "ارسن فينجير" علمني كيف أكوِّن من مجوعة شبان فريقا كبيرا، أستطيع أن أنافس به على الألقاب، أعتقد أنها غير موجودة في الجزائر، كما أني قمت بالعديد من التربصات في بلدان أخرى . تتحدث عن "ديل بوسكي" في "ريال مدريد"... أهذا صحيح؟ نعم فقد إستفدت من تجربة هطا المدرب القدير، الذي هو الآن مع منتخب إسبانيا لما كان في ريال مدريد، كما أنه كانت لي تجربة قصيرة في إسبانيا إلى جانب مدرب "ريال سوسيداد" رونالد رينو. بالعودة إلى "دانيال" نريد أن نعرف أن كنت ستعود إلى صربيا؟ لا أعتقد أني سأعود إلى صربيا، رغم أن الكثير من الفرق تريدني هناك، لأني عملت هناك منذ مدة ولي بعض الانجازات في بلدي، حيث دربت فريق "النجم الأحمر لبلغراد" ولعبت كأس الإتحاد الأوروبي مع فريقي "أيدوك"، وكدنا نصل إلى مرحلة المجموعات لولا أننا أقصينا وقتها، استفدت كثيرا من تجربتي مع الأندية الصربية وأنا الآن أريد أن أخوض تجربة جديدة في أوروبا ولما لا إفريقيا، لأن طموحاتي كبيرة وكبيرة جدا، ليس لها حدود فأنا أعمل باستمرار وأواصل الدراسة والأبحاث في هذا المجال الذي اعتبره جزءا كبيرا من حياتي . ما دمت لا تريد العودة إلى بلادك فأنت على اتصال مع أندية أخرى؟ نعم لدي اتصالات من بعض الأندية الفرنسية، الأسكتلندية، التونسيةوالجزائرية وهي كلها في مرحلة متقدمة لكني لم أفصل في وجهتي بعد وأنا الآن بصدد دراسة العروض. هل لنا أن نعرف أسماء هذه الأندية؟ طبعا هناك نادي "ارتس" من الدرجة الثانية الأسكتلندية، الذي إتصل بي بعض مسؤوليه إتصل على العارضة الفنية الموسم المقبل وهناك أيضا نادي "سترازبورغ" الفرنسي، الذي نزل من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة من الدرجة الأولى، وأنا أنتظر الجديد لأن رئيسه استقال من منصبه وجاء رئيس جديد، وكانت لي زيارة قصيرة إلى تونس، أين اتصلت بي بعض الأندية من الدرجة الأولى وهي "أمل حمام سوسة" و"أمل قفصة" وفريق آخر من الدرجة الثانية و جميع تلك الفرق طلبت مني انتظار عقد جمعياتها العامة وأنا الآن بصدد دراسة تلك العروض ولا أريد أن أتسرع في اتخاذ القرار . أهذا يعنى أنك لن تعود إلى الجزائر؟ لا أبدا فأنا في اتصالات دائمة ببعض الفرق لأن فريقي السابق "الموك" يريدني العام القادم مدربا له، بعد إنطلاق البطولة المحترفة في الجزائر والتي ستكون تجربة رائعة لي، لأني أعتقد أني أستطيع أن أفيده بمعرفتي في هذا المجال، كما أن هناك فريقا آخر اتصل بي منذ مدة وهو اتحاد البليدة الذي يريد هو الآخر الاستفادة من خدماتي، وأظن أني تركت مكاني نظيفا في قسنطينة، خاصة أني كونت هناك فريقا رائعا وهو شباب قسنطينة الذي عشت معه أفضل لحظات حياتي . كنت ستدرب وفاق سطيف قبل أن يخلفك "بيرنارد سيموندي" فماذا حدث؟ إتصل بي منذ سنتين رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار، لأكون في العارضة الفنية إلى جانب "سيموندي" لكن بمجرد وصولي حصلت بعض المشاكل حيث أراد هذا الأخير فرض مساعده فقررت الإنسحاب قبل أن يقيل سرار مدربه، ويطلب مني أن أكون المدرب الأول للوفاق وتختلط الأمور التي كادت تصل إلى العدالة بين بيرنارد الذي وكل محاميا ليدافع عن عقده مع الوفاق وبين الإدارة.... وكما سبق وأن قلت لك قررت الانسحاب وعدم إفتعال المشاكل، حيث اتصلت بي بعدها ثلاث فرق وهي مولودية وهران، مولودية بجاية وشباب قسنطينة الذي إخترته عن قناعة . قبل أن نختتم كلامنا ما هي أفضل ذكرى لك في الجزائر؟ كانت لي الكثير من الذكريات في الجزائر، لأني الوحيد الذي فاز بالداربي القسنطيني ذهابا مع الشباب، و إيابا مع الموك حيث أن "السنافر" هم أحسن ذكرى أحتفظ بها إلى يومنا هذا . هل من كلمة أخيرة؟ شكرا لأنكم فتحتم لي المجال لأعطي رأيي، فيما يخص المنتخب الجزائري الذي أتمنى له من كل قلبي أن يصل إلى أبعد نقطة في كأس العالم.