وصلت عناصرنا الوطنية إلى مطار نورمبورغ الألماني، عصر أمس، على الساعة الرابعة مساء حسب التوقيت المحلي، بعد أن شدت الرحال من العاصمة الفرنسية باريس، وكانت الجماهير الجزائرية حاضرة في استقبال المنتخب الوطني، حيث تنقلت بأعداد معتبرة من المدن القريبة من نورمبورغ للترحيب برفقاء بوڤرة ومساندتهم وتحفيزهم على بذل مجهودات أكبر، من أجل تشريف الألوان الوطنية في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، لكن ورغم أن أمن مطار نورمبورغ قام بتحضير رواق مخصص للترحيب بالخضر، إلا أن الناخب الوطني رابح سعدان، فضّل تهريب أشباله وعدم إخراجهم من المخرج المخصص لهم، حيث استعملت الحافلات لنقلهم مباشرة من داخل المطار نحو مقر الإقامة ومنعهم من ملاقاة الأنصار. وتنقل أنصار الخضر بقوة إلى مطار نورمبورغ، حيث حضروا أنفسهم منذ مدة للترحيب بالعناصر الوطنية خاصة وأنهم شاهدوا الجالية الجزائرية في سويسرا وهي تتمتع بأخد الصور مع لاعبي المنتخب، ولازمتهم في تربص كران مونتانا لفترة طويلة، لكن وإن كانت أعدادهم معتبرة إلا أنهم اصطدموا بمفاجأة لم يكونوا ينتظرونها، وهي عدم تمكنهم من ملاقاة أشبال الشيخ سعدان، إذ اكتفوا بمشاهدتهم عن بعد وهم يخرجون عبر حافلات خاصة تابعة لفندق إقامة الخضر بمعسكر نورمبورغ، بعد القرار الذي اتخذه الطاقم الفني للمنتخب رفقة الاتحادية الجزائرية، والقاضي بإبعاد التشكيلة عن ضغط الأنصار وعدم تكرار ما فعلوه في تربص سويسرا، وأعرب الكثير من أنصار الخضر، عن استيائهم مما حدث، وأثاروا العديد من علامات الاستفهام عن السبب وراء منعهم من ملاقاة الخضر، خاصة أن الفرصة لن تتكرر دائما وتعد كذلك مهمة قبل مونديال جنوب إفريقيا. التغطية الأمنية لاستقبالهم لم تكن كبيرة لم تخصص السلطات المحلية لمدينة نورمبورغ، تغطية أمنية كبيرة، ورأت في الحدث أمرا عاديا ومجرد وصول منتخب وطني إلى ترابها، وهو ما يبدو جد عادٍ ولا يدعو إلى القلق، وتم تجهيز سيارة إسعاف وسيارة درك وسيارتين من القنصلية الجزائرية، بالإضافة إلى أمن المطار الذي كان مجهزا لتغطية خروج الخضر، لكن في الأخير تم إخراج رفقاء بوڤرة عبر حافلات الفندق دون المرور على الأنصار وهو ما أغضب الكثير. سعدان راوغهم.. بوادر تربص مغلق تتضح وخسارة إيرلندا قلبت الأوضاع راوغ الناخب الوطني، رابح سعدان، الجماهير الجزائرية المقيمة في ألمانيا، ففي الوقت الذي كان فيه الجميع يترقب الترحيب بالمنتخب في مطار نورمبورغ، هرّب سعدان أشباله في حافلات قادتهم مباشرة إلى الفندق، واتضحت بذلك بوادر تربص مغلق مادام أنه الأخير قبل المونديال، ومن دون شك أن خسارة الخضر أمام إيرلندا مؤخرا بدبلن، بثلاثية كاملة، كانت وراء اتخاذ سعدان لمثل هذا القرار بإبعاد لاعبيه عن ضغط الأنصار وحماسهم، كما أنها نبهت الشيخ وجعلته يغير نظرته، بعد أن كان متساهلا مع الأنصار في تربص سويسرا، ويرى سعدان أن الأمور الجدية والتحضير في معسكر مغلق أكثر إفادة لتصحيح الأخطاء وعدم تكرار ما حدث في كران مونتانا، والذي اعتبره الكثير رحلة استجمام، ويعول الطاقم الفني للمنتخب الوطني، على آخر معسكر تحضيري من أجل إيجاد الحلول وتشكيل مجموعة قادرة على تقديم وجه مشرف في المونديال، خاصة أنه لم يعد يفصلنا عن أول لقاء سوى 13 يوما. الانضباط، الجدية في العمل وعدم الانسياق وراء الحماس تحضيرا للإمارات يعول الناخب الوطني رابح سعدان، على تربص نورمبورغ لتعديل الأمور وتصحيح الأخطاء وإعطاء نفس جديدة والخروج من المعنويات المنحطة بعد الخسارة أمام إيرلندا، وذلك لن يكون إلا انطلاقا من العمل الجاد والانضباط وعدم الانسياق وراء الحماس الجماهيري والشروع في التركيز لما هو قادم، خاصة وأن الأمور لن تكون سهلة وخصوم الخضر لن يتنازلوا عن نقاط مبارياتهم وهم كذلك يرغبون في التأهل إلى الدور الثاني، وتعد هذه النقاط أحد المفاتيح التي يركز عليها سعدان قبل مواجهة الإمارات السبت المقبل، ودون أن ننسى أيضا الخطة التكتيكية وبناء التشكيلة المناسبة لخوض غمار أول مباراة أمام سلوفينيا.