انطلقت أمس أولى رحلات المناصرين باتجاه بلاد العم مونديلا، وسط أجواء احتفالية بهيجة أعادت إلى الأذهان تلك التي عاشها الشعب الجزائري قبيل وبعد مباراة أم درمان التي أعطت الجزائريين نفسا جديدا وجعلتهم يتشبثون بحلم المونديال الذي راودهم طيلة 24 سنة كاملة، حيث حجّ ما يزيد عن 250 مسافر أمس إلى مطار هواري بومدين الخارجي، وكلهم أمل في الوصول إلى أقصى القارة السمراء في أقرب وقت ممكن لمؤازرة فريقهم الشاب، متسلحين بالحماس وصانعين جوا حماسيا بهيجا، حول صالة الإنطلاق إلى قاعة أفراح بعدما تزينت بالألوان الوطنية ورددت بداخلها مختلف الأهازيج والأغاني الرياضية التي ترجمت أفراح الجزائريين لما يقارب السنة كاملة، وفي مقدمتها"وان تو ثري فيفا لالجيري"،"آلي آلي الشبكة يا لالجيري"و"معاك يا الخضرا ديري حالة". وبالرغم من أن انطلاقة الرحلة تأخرت كثيرا أمس عن موعدها الذي كان مقررا في حدود الرابعة بعد الزوال، إلا أن جموع المناصرين التي رابطت هناك لم تتأثر ولم تكترث للأمر، وإنما استثمرت وقتها في مناصرة فريقها وإبراز قدراتها في الغناء والتشجيع كل مجموعة على حدا، صانعين بذلك لوحات فنية رائعة تجاوب معها مختلف المسافرين ووقفت أمامها البعثة الإعلامية الجزائرية مطولا، والتي التقطت العديد من الصور الحصرية للمناصرين في أول خرجة رسمية لهم وهم في طريقهم إلى المونديال. ولم يكتف المناصرون بالغناء وإنما أطلقوا عددا لا يحصى من الزغاريد التي تفاعلت معها بعض المناصرات الجزائريات اللواتي كن على متن نفس الرحلة ويقدرن بحوالي 15 مناصرة أو أكثر لمشاركة فريقهم أفراحه وتحقيق حلمهن بحضور المونديال الذي غابت عنه الجزائر منذ سنوات طويلة جدا ومتابعة نجوم الجزائر وهم يتألقون على أرضية ميادين جنوب إفريقيا الكروية، كما ساعدهن في إطلاق كل تلك الزغاريد بعض المسافرات العاديات والحاجات اللواتي كن ينتظرن دورهن ورحلاتهن، مشجعات لهن ومتمنيات حظا سعيدا للناخب الوطني رابح سعدان وأشباله في أول خرجة لهم أمام فريق سلوفينيا الأحد المقبل. كما ساهمت الوزارة الوصية والخطوط الجوية الجزائرية في إفراح المناصرين على طريقتها، أين تسلّم كل مناصر ومناصرة لحظة مروره على بوابة شرطة الحدود وبعد خضوع جواز سفره للمراقبة، والتأكد من أنه يحتكم على تذاكر دخول للملعب وفيزا للرحلة، على علم وطني وكذا قميص بألوان الفريق الوطني مباشرة وحتى قبل امتطاء ظهر الطائرة، أين عمد الكثيرين إلى لبس ذات القمصان حتى يظهروا في زي واحد. وقد تمنى غالبية المناصرين الذين التقيناهم هناك، والذين جاؤوا من مناطق عدة من الوطن التوفيق لرفقاء كريم زياني في مسيرتهم نحو التأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم، مؤكدين أنهم واقفين إلى جانبهم وأنهم سيدعمونهم بكل ما أوتوا بقوة وسيناصرونهم مهما كانت الأحوال، غير مبالين بما أشيع حول تردي الوضع الأمني هناك، ولابأس إن لم يتمكنوا من اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور الثاني فالمهم هو أن الجزائر حاضرة في المونديال، والاهم أن علم البلاد سيرفرف إلى جانب عدة أعلام عالمية، وهذا المهم..عودة الألوان الوطنية إلى المحافل الدولية والمشاركة في تحقيق حلم القارة السمراء.