من المنتظر أن تشد مباراة الجزائرإنجلترا أنظار كل المتتبعين، طالما أنها أكثر من حاسمة بالنسبة للمنتخبين اللذين سيسعيان وبشتى الوسائل إلى تفادي الخسارة أو الإنهزام، لإبقاء حظوظهما كاملة في المرور إلى الدور الثاني وبالأخص للخضر الذين سيودعون حتما المونديال في حال الخسارة، إلا أن أكثر ما سيشد الإنتباه هما حارسا المنتخبين، فوزي شاوشي وروبرت غرين اللذين تميزا بخطأيهما الفادحين اللذين كلفا منتخبيهما التعثر في أول خرجة. تلقيا صدمة واحدة وسط أنصار المنتخبين ولعل الشيء المؤكد أن القاسم المشترك بين أنصار المنتخبين هي تلك الصدمة التي خلفتها الأخطاء التي ارتكبها كلا الحارسين في وقت كان من الممكن للمنتخبين الفوز في المباراة الأولى، وليس هذا وفقط، بل الأكثر من ذلك هو أن مصير الحارسين بدا مشتركا باعتبارهما وعقب تعثر منتخبيهما لم يجدا من حل سوى طلب الإعتذار من زملائهما، في خطوة تؤكد الشعور بالمسؤولية أو بالأحرى الشعور بالذنب لإدراكها الخطأ الفادح الذي ارتكباه غرين أمام أمريكا وشاوشي مع سلوفينيا. شاوشي سيبقى أساسيا لدى سعدان وكابيلو يتريث بخصوص غرين ويبقى العامل المشترك بين هذين بين الحارسين هو رد فعل المدربين، إذ لم عمد كلا من كابيلو وسعدان على تجديد الثقة في حارسيهما في خطوة المراد منها رفع معنوياتهما، تحسبا للقاء القادم الذي يعد حاسما. إذ كان سعدان أكد في ندوته الصحفية التي عقدها عقب أول مباراة أن شاوشي سيبقى الحارس الأول، إذ أثنى كثيرا على قدراته، معتبرا إياه أحسن حارس في الجزائر، وقال سعدان: "أجدد ثقتي في شاوشي ولن أغيره إلا إذا طلب عدم اللعب أمام إنجلترا وفي هذه الحالة لن أغامر به"، وهو تصريح الثقة الكبيرة التي يحظى بها الحارس شاوشي من طرف المدرب. في حين أن كابيلو وإن لم يفتح النار على حارسه، إلا أنه فضل التريث في اتخاذ قراره بخصوص إقحامه من عدمه أمام الخضر بعد التحدث إليه طبعا. الزملاء ساندوهم رغم كل شيء النقطة الأخرى التي يتشابه فيها الحارسان هو أنهما تلقيا مساندة مطلقة ليس من مدربهما وفقط وإنما من كل زملائهما، إذ لا أحد من لاعبي المنتخبين حملهما مسؤولية الإخفاق، حيث قال قائد منتخب إنجلترا ستيفان جيرارد "روبرت غرين مر بفترة صعبة، لقد تلقى هدفا بطريقة ساذجة، لأنه اعترف بخطئه في غرف الملابس وأنا متأكد أنه سيكون الحلقة المهمة في اللقاءات القادمة، حيث كان صد كرة حاسمة في الشوط الثاني ما يؤكد قوة شخصيته". وفي السياق نفسه أكد قائد الخضر عنتر يحيى قائلا "نحن تشكيلة متضامنة فيما بيننا ولا أحد فينا حمل المسؤولية للحارس شاوشي وعلى عكس ذلك فقد سعينا جاهدين للرفع من معنوياته والتأكيد له أنه الأحسن". قلة الخبرة سبب في أخطائهما ولا يعود استدعاء الحارس روبرت غرين إلا سنة 2004، ولعب أول مباراة له سنة 2005 أمام كولومبيا.. واحتدم الصراع مع الحارسين دافيد جامس وجو هارت، ليحظى في نهاية المطاف بثقة المدرب كابيلو الذي أقحمه أساسيا أمام إنجلترا، على اعتبار أن دافيد جامس لم يدرك إبعاده، إلا قبل 5 دقائق من ركوبه الحافلة التي أقلت المنتخب الإنجليزي إلى الملعب. شاوشي بدوره حديث العهد بالمنتخب الوطني، وكان في كل مرة ينتظر التفاتة من المدرب رابح سعدان الذي اضطر لاستدعائه بالنطر إلى إمكاناته الكبيرة سنة 2008، ليفجر كل إمكانته شهر نوفمبر 2009 في تلك المباراة الفاصلة. سيلتقيان بنفس الشعار والتعادل الأحسن لهما ويبقى من المهم التأكيد أن كلا الحارسين سيلعبان مباراة العمر هذا الجمعة للتكفير عن ذنبهما، وهو ما يجعل منهما واجهة المباراة القادمة طالما أن كل العدسات ستكون موجهة إليهما ولن يغفر ذنبهما إلا في حالة ما انتهت المباراة بالتعادل 0/0. يذكر شاوشي من مواليد 5 ديسمبر 1985 ببرج منايل وطوله متر و92، في حين روبرت غرين من مواليد 18 جانفي 1980 طوله 1متر و89.