بإقصاء المنتخب الوطني من بلوغ الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا، تكون مهمة الشيخ رابح سعدان قد انتهت على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ليس لكون العقد الذي يربطه مع "الخضر" قد انتهى بل لفشله في تحقيق أحلام الجزائريين وملايين العرب في بلوغ الدور الثاني. صحيح أن المنتتخب الوطني خرج من المونديال، بأخف الأضرار لكن هذا لا يمنعنا أن نقول أن الشيخ سعدان لم يتمكن من مسايرة المونديال على أحسن ما يرام، فرغم الوجه الذي قدمه زملاء كريم زياني في مواجهتهم ماقبل الاخيرة أمام إنجلترا، إلا أن الأداء على العموم في جميع المباريات كان أقل من المتوسط وهو ما يحسب على سعدان. أخطاء سعدان لا تغتفر عكس اللقاء الثاني، ارتكب الشيخ رابح سعدان خلال لقاء أمس الكثير من الأخطاء التي أدت بنسبة كبيرة بخروج الجزائر من المونديال، منها على وجه الخصوص احتفاظه باللاعب حسن يبدة، خاصة بعد أن أشهرت في وجهه البطاقة الصفراء، والتي كان لها الأثر السلبي على أدائه، حيث ظهر ظلا لنفسه ولم يقدم أي شيء يستحق الذكر، بل أكثر من ذلك فوت على نفسه. إضافة الى يبدة الذي كان يجب على سعدان تعويضه، ارتكب خطأ فادحا بإخراجه لاعب مطمور وتم تعويضه بالمهاجم غزالالعائد من العقوبة، ورغم هذا اللاعب بات غير قادر على تحريك نفسه وكيف به تحريك خط الهجوم المنتخب الوطني، إلا أن سعدان قام بإدخاله، وهو التعويض الذي زاد من ضعف الخط الأمامي، وتجلى هذا الضعف بدخول اللاعب صايفي الذي كان بإمكانه قبل توقيع المنتخب الأمريكي لهدف الفوز، أن يصل إلى شباك المنافس بعد أن أتيحت له فرصة لا تعوض. خطا آخر يحسب على المدرب رابح سعدان، وهو عدم إدخال اللاعب رياض بودبوز الذي كان نجوم لقاء المنتخب الانجليزي، فرغم أن سعدان برر عدم دخوله بالخطة التكتيكية كونه كان يبحث عن أهداف، إلا أن ذلك لا يغفر له، ففوت على منتخبنا لاعبا كبيرا كان بإمكانه لأن يقدم الكثير لو لعب بودبوز. تلك هي من بين الأخطاء التي لا تغتفر التي ارتكبها سعدان ويجب ان يحاسب عليها. وتبخر الحلم الوردي الحلم الوردي الذي طالما راود عشاق منتخبنا الوطني في بلوغ الدور الثاني من المونديال التاسع عشر الذي تحتضنه جنوب إفريقيا، لم ولن يتحقق إثر الخسارة التي تكبدها زملاء كريم زياني عشية أمس أمام المنتخب الأمريكي العتيد. فبغض عن النظر عن النتيجة التي آلت إليها المباراة، فإن الأهم ليس أن الجزائر كانت حاضرة في هذا المونديال إلى جانب خيرة المنتخبات العالمية، لا نقول يكفينا شرفا كجزائريين أن الجزائر البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي شارك في هذا المونديال، وهذا لأول مرة منذ 32 سنة، لم يسبق وأن شارك إلا منتخبا عربيا وإسلاميا واحدا في العرس العالمي، بل كان يجب أن يمر منتخبنا الى الدور الثاني، خاصة وأن الفرصة كانت متاحة اأمام اللاعبين لتخفيف الحلم الوردي، لكن هذا لم يتحقق، وخرج منتخبنا على غرار منتخبات جنوب إفريقيا والكاميرون ونيجيريا في انتظار كوت ديفوار يوم غد الجمعة. باي باي نيلسون مانديلا انتهت مسيرة المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا، فبلغة الأرقام اكتفى الشيخ رابح سعدان بنقطة واحدة من تسع نقاط، من خسارتين وتعادل واحد، والنتيجة هي باي باي نيلسون مانديلا. مرة أخرى نقول أن الحلم الذي راودنا كجزائريين أن يتحقق في لقاء أمس لم يتجسد ميدانيا، فخرج منتخبا ليس متعادلا كما تمنيت وأنا أتابع اللقاء في أطواره الأخيرة ، بل انتهى بخسارة مرة لزملاء زياني بهدف دون رد. مشاركة سيئة حتى وإن اكتفى زملاء زياني بنقطة واحدة بتعادلهم امام إانجلترا، إلا أن الحق يقال، أن مشاركة "الخضر" في هذا المونديال كانت سلبية، على اعتبار أن النخبة للوطنية وفرت لهم الدولة كل شيء، لم توفره لجيل بلومي لا في المونديال الإسباني ولا في المونديال المكسيكي. نعم المشاركة الجزئرية كانت سيئة خاصة إذا علمنا أن المشاركة الأولى في مونديال إسبانيا عام 1982كان منتخبنا قد حصل على ست نقاط من انتصارين بفوزه على ألمانيا 2 - 1، وعلى الشيلي 3 - 2، فيما حصل زملاء بلومي في المونديال الموالي في المكسيك عام 1986 على نقطة واحدة من تعادل أمام إيرلندا بهدف لمثله. ترى كيف ستكون إجابة الشيخ سعدان بعد عودته إلى أرض الوطن، حين يسال عن تقيميه لهاته المشاركة