يؤكد اللاعب الدولي السابق، لخضر بلومي، في حواره ل"الشباك" أن مشاركة المنتخب الوطني في المونديال كانت مشرفة إلى حد بعيد، بغض النظر عن النقائص التي لمسها العديد من المتتبعين، خاصة على مستوى الخط الأمامي، مضيفا أن هذه النقطة بالذات يجب أن يدرسها المدير الفني الذي سيشرف على العارضة الفنية مستقبلا. بداية، ما هو تقيمك لمشاركة المنتخب الوطني في المونديال؟ على العموم يمكن القول إن مشاركة المنتخب الوطني في المونديال الإفريقي كانت مشرفة إلى حد بعيد بغض النظر عن الإقصاء من الدور الأول، لأننا كنا قادرين على التأهل لو غامرنا في الهجوم، كما أن الخضر كشفوا عن إمكانات كبيرة مكنتهم من التألق أمام المنتخب الأمريكي والإنجليزي بأرمادة من لاعبيه، في نفس الوقت كان بإمكاننا أن ننهي المواجهة الأولى التي جمعتنا أمام المنتخب السلوفيني لصالحنا لو اعتمدنا على خطة هجومية ولو استثمرنا طاقات لاعبينا في الخط الأمامي. نفهم من كلامك أن الخسارة أمام المنتخب السلوفيني هي التي أقصتنا من الدور الأول؟ إلى حد بعيد فإن تنهزم أمام فريق كان بإمكانك أن تخرج من مواجهته بكامل الزاد، هذا يعني أنك قلّصت من حظوظك في التأهل من كل الجوانب، خاصة وأن كل المؤشرات كانت توحي قبل انطلاق المونديال على أهمية هذه المواجهة التي اعتبرها العديد مصيرية في تحديد هوية المنتخب الذي يمر إلى الدور الثاني، بحكم أن المنتخبين الآخرين يمتلكان إمكانات كبيرة، وعلى الورق كان صعب التغلب عليهما، لكن ما أظهره رفاق المتألق بوڤرة أكد أن لا شيء يقف أمام الإرادة والجرأة. ماذا تقصد بالجرأة؟ شيء واضح أن تدخل مباراة ولا تغامر في الهجوم كأنك دخلت وأنت تريد أن تقلل الأضرار لا أقل ولا أكثر، خاصة وأنك تمتلك أسماء بإمكانها أن تصنع الفارق على غرار بودبوز الذي يمتلك إمكانات من شأنها أن تعطي إضافة طيبة. تقصد أن الناخب الوطني رابح سعدان كانت تنقصه تلك الجرأة من أجل المغامرة في الهجوم؟ لا لم أقصد هذا لأن المهاجمين الذين نمتلكهم في المنتخب لم يظهروا إمكانات كبيرة على غرار غزال وجبور، لكن الأجدر هو أننا نذهب إلى منافسة من هذا الحجم ونحن مدعمين بخط أمام من شأنه أن يزعزع استقرار دفاع المنتخبات التي واجهناها، وهناك عدة لاعبين من شأنهم أن يعطوا إضافة. العديد من المتتبعين أجمعوا على أن زياية كان يستحق مكانة ضمن كتيبة سعدان، هل تتفق مع ذلك؟ من دون شك زياية لاعب موهوب ويمتلك إمكانات كبيرة تتماشى مع الطريقة التي يلعب بها منتخبنا الوطني الذي يعتمد على الجناحين والفتحات وقوة ابن ڤالمة في الكرات الرأسية كان سيصنع الفارق. لكن زياية هو من رفض دعوة الناخب الوطني للمشاركة في التربص؟ صحيح أنه رفض الدعوة، لكن لا يجب أن تمر هذه الأمور بتلك الطريقة السهلة التي مرت عليها قضية زياية، كان مطلوب من المسؤولين المعنيين الجلوس معه وحثه على التراجع عن الفكرة. أثارت قضية استقالة سعدان العديد من الردود بين مؤيد ومعارض للفكرة،أين أنت من ذلك؟ لا يمكنني الخوض في مثل هذه الأمور لأنها ليست من صلاحياتي، فإن كان سعدان عن حق يريد استقالة فلا أحد يمكنه أن يعارض ذلك لأنه المعني الأول بالأمر والعكس يتوقف على ما يريده الرجل الأول في الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة لأنه المسؤول الأول عن إدارة منتخبنا الوطني. لكن الأخير أشار في تصريحاته إلى أنه لم يتخذ أي قرار قبل الإجتماع بروراوة.. هل هي إشارةإلى رغبته في إكمال المشوار؟ قلت إنه هو الذي صرح بذلك إذا هو المخول له لإجابتك على هذا السؤال بالذات، لكن الأمر الذي يمكنني أن أشير إليه هو أنه من الطبيعي أن يؤجل اتخاذ أي قرار إلى غاية الإجتماع برئيس الإتحادية من أجل عرض تقريره المفصل عن كل ما قام به في الفترة السابقة ومن ثمة الحديث عن مستقبله مع التشكيلة الوطنية. في حال ترسم خبر استقالة سعدان، من ترشح أن يكون أحسن بديل؟ ليس المهم من يكون خليفته، سواء كان مدربا محليا أو أجنبيا، لكن الأهم هو ما سيقدمه للمنتخب الوطني، وهل يمكن له أن يقود المنتخب بصفة سليمة، ويعمل على استدراك سلبيات المحاربين وبالخصوص العجز الذي نعاني منه على مستوى الخط الأمامي. نفهم أن المدرب الذي سيقود الخضر سيكون مجبرا على اصطياد مهاجمين صرحاء؟ من دون شك.. منتخبنا يعاني على مستوى هذا الخط ولعل النتائج التي حققها الفريق في المواجهات الأخيرة تعكس ذلك، ولعل النقاط التي يجب أن يركز عليها المدير الفني للخضر هي الخط الأمامي، ومحاولة تكوين فريق يحسن اللعب والتسجيل.