يكشف الجناح الطائر للمنتخب الوطني نذير بلحاج في هذا الحوار أسرار مغامرتهم المونديالية، ويتحدث بالتفصيل عن أجواء المباريات والأسباب التي حالت دون مرورهم للدور الثاني، كما يؤكد رضاه عن المردود الذي ظهر به المنتخب الوطني الذي يتوقع أن يكون أقوى مستقبلا بعد أن اكتسب اللاعبين الخبرة اللازمة، كما يتحدث بتحفظ كبير عن العروض التي وصلته ويؤكد أنه ليس حرا في تحديد وجهته المستقبلية، ورغم هذا لمّح لإمكانية احترافه في البطولة الإيطالية بعد حصوله على عرض رسمي من ناديي لازيو والانتير روما الإيطاليان.. كيف تقيّم مشاركة المنتخب الوطني في المونديال؟ أظن أنها مشاركة مشرفة استفدنا منها كثيرا بالرغم من أننا لم نوفق في المرور إلى الدور الثاني، وهو الهدف الذي كنا نصبوا إلى بلوغه، ولكن عموما لم نخيب ولم نقصر وربما عامل الخبرة رجح كفة منافسينا على حسابنا. ألا تظن بأنكم ضيعتم فرصة الذهاب إلى أبعد الحدود في هذه المنافسة؟ في الحقيقة كرة القدم ليست علما دقيقا.. صحيح كان بإمكاننا المرور للدور الثاني وتحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، كما كان بالإمكان أن نخرج من المنافسة دون أن نحصل على أي نقطة، ولا يخفى عليكم أننا منتخب شاب وجل زملائي استفادوا كثيرا من هذه التجربة وبإمكانهم المشاركة في المونديال المقبل وأظن أننا سنكون أقوى مستقبلا. قبل العودة للحديث عن مشاركة المنتخب الوطني في المونديال.. علمنا أنك مطلوب في عدة أندية أوروبية كبيرة.. هل يمكن أن تحدثنا عن العروض؟ في نهاية الموسم كل اللاعبين تكون بحوزتهم عروض.. لا يمكن أن أنكر بأني مطلوب في عدة أندية، لكني لا أرغب في الحديث عن أمور غير رسمية.. وصراحة هناك مناجري هو المخول له التفاوض مع الأندية، علما أني مازلت مرتبط مع بورسمورث ولست حر في تحديد وجهتي المستقبلية. هل هذا يعني أنك ترغب في البقاء ببورسمورث؟ بصراحة اللاعب الطموح يأمل دائما في بلوغ الأحسن بغية تطوير إمكاناته والوصول إلى أعلى المستويات، وعندما قلت أني مازلت مرتبطا مع فريقي بورسمورث لا يعني أني أرغب في البقاء، بل لكي أوضح الأمور فقط، باعتبار أن النادي الذي يرغب في التعاقد معي يتعين عليه إقتناء وثيقة تسريحي أولا، ثم أن سقوط بورسمورث للدرجة الثانية لا يخدمني، وتحويلي لناد آخر من شأنه أن يعود بالفائدة علي وعلى بورسمورث الذي يعاني من أزمة مالية. ولكنك لم تذكر أسماء الأندية التي تريدك.. هل يمكن أن نعرفها؟ صدقني أرفض استباق الأحداث والصحافة دائما تدخل في أعماق التأويلات، ولكن حسب ما أكده لي مناجيري، فإن هناك بعض العروض الرسمية إلى حد الآن، الأول من لازيو والأنتير روما وكذا من مانشيستر سيتي. وماذا تفضل من جملة العرضين.. هل البقاء في إنجلترا أو الإحتراف في إيطاليا؟ في مثل هذه الوضعيات الأمور تخرج عن نطاقي، فالفريق الذي بإمكانه إقتناء وثيقة تسريحي والإستجابة لمتطلباتي سأوقع له.. وعموما كلا الناديين كبيرين ولا يرفضان في أي حال من الأحوال.. وبصراحة أميل أكثر لعرض أنتير روما. وهل يمكن أن نعرف بالضبط متى ستحسم وجهتك المستقبلية؟ أظن أن الأمور لن تطول كثيرا لأن فترة التحضيرات ستبدأ قريبا ويهمني معرفة الفريق الذي سألعب له حتى أكون مرتاحا نفسيا، سيما وأننا تعبنا كثيرا هذا الموسم. لنعد للحديث عن المونديال.. علمنا أنكم لم تستحسنوا مكان إقامتكم المركزي في دوربان.. هل هذا صحيح؟ في البداية كل شيء كان على أحسن ما يرام والفاف أحسنت الإختيار باعتبار أن مكان إقامتنا هادئ ويحتوي على كل مسببات الراحة والإسترجاع وقريب جدا من مركز إيغو الذي كنا نتدرب فيه، والمشكل الوحيد الذي جعلنا نطلب تغيير مكان الإقامة هو أننا سئمنا الأوضاع بعد مكوثنا لمدة طويلة في نفس المكان، ونقلنا انشغالنا للناخب الوطني وللرئيس روراوة الذي وعدنا بإيجاد الحلول اللازمة في حال تأهلنا للدور الثاني، لكن للأسف الشديد لم نتأهل. الكثير من المتتبعين يجزمون أن الجزائر ضيعت التأهل للدور الثاني بعد انهزامكم أمام سلوفينيا.. ألستم نادمون على هذه المباراة؟ صحيح هزيمتنا أمام سلوفينيا لم تكن منطقية وكنا الأقرب للفوز، وكان بإمكاننا الفوز بالمباراة الأولى، لكن خطأ واحد كلفنا الهزيمة، لا أرى أنه يوجد أي داع للندم، لأننا فعلنا كل ما في وسعنا ولم نقصر والحظ لم يسعفنا، بالإضافة أنه لا جدوى من الندم حاليا مادام أن ما حدث قد حدث ولا يمكننا تغييره، علينا فقط حفظ الدرس والحرص على عدم تكرار نفس الأخطاء مستقبلا. أداؤكم كان رائعا أمام إنجلترا.. ما سر الإرادة التي لعبتم بها؟ لو تتذكرون قبل هذه المواجهة أكدنا أننا سنقف الند للند أمام الإنجليز وأنا شخصيا قلت لا أحد يرشحنا أمام إنجلترا، ولكننا سنحدث المفاجأة ونقول كلمتنا وهو ما حدث بالضبط، وهذا لا يعني أننا منحنا هذه المباراة أهمية أكثر من المباريات الأخرى، بل أننا خضنا كل المواجهات بنية الفوز وبنفس الإرادة والعزيمة. وماذا عن مباراة الولاياتالمتحدة الأمريكية؟ كانت مباراة مجنونة بالحق، صحيح تلقينا فيها هدفا قاتلا، لكن أظن أننا قدمنا عرضا لائقا رغم الهزيمة وكان بإمكاننا الفوز بالنظر للفرص الهجومية التي أتيحت لنا وكل ما يمكنني تأكيده الآن أننا سنعود بقوة مستقبلا والجزائر بهذا المنتخب ستبقى دائما في الواجهة وحاضرة في المحافل الدولية. زميلك مبولحي تألق بشكل لافت في هذه المواجهة.. ما تعليقك؟ آه.. صحيح مبولحي تصدى ببراعة لعدة محاولات وكان حارسا أمينا، لقد أكد أنه جدير بحمل ألوان المنتخب الوطني، وهذا لا يمنعنا أيضا من التأكيد أن شاوشي وڤاواوي وبدون مجاملة أيضا حارسان من الطراز الرفيع. لم تسجلوا أي هدف في المونديال.. بماذا تفسر العقم الهجومي؟ أولا أرفض رفضا مطلقا تحميل المسؤولية للمهاجمين فقط، بل المسؤولية نتحملها جميعا، يجب أن نعترف بأن لدينا مشكل في الهجوم ولكن الآن نعرف جيدا نقاط قوتنا وضعفنا، ويتعين علينا إيجاد الحلول اللازمة لأننا نهدف لأن نكون أقوى مستقبلا. إلى حد الآن لم يتضح بقاء سعدان من عدمه على رأس العارضة الفنية.. ما هو موقفك من هذه القضية؟ أولا لا أحد يمكنه إنكار العمل الكبير الذي قام به المدرب سعدان على رأس العارضة الفنية، وحسب رأي بقاؤه يضمن الإستقرار، لكن بالمقابل أنا لاعب في المنتخب ويتعين عليً التعامل مع أي مدرب ترى الفاف أنه قادر الإمساك بزمام العارضة الفنية. كيف تتصور المنتخب مستقبلا.. وما هي أهدافك الشخصية؟ أعتقد أن المنتخب نضج وسيصبح أكثر قوة وصلابة وتماسكا مستقبلا، وسنخوض المنافسات المقبلة بنية التتويج، فلقد اكتسبنا الخبرة اللازمة، أما بالنسبة لأهدافي المستقبلية، فباعتباري لاعب طموح أتمنى أن أوفق في الحصول على عرض يليق بمقامي ويسمح لي بتطوير إمكاناتي وبتشريف بلدي لأواصل العطاء للمنتخب الوطني.