منصبي الحقيقي اللعب على الجهة اليمنى وفي وسط الميدان كشف صانع ألعاب المنتخب الوطني ونادي "سوشو" الفرنسي، رياض بودبوز أن الخسارة التي مني بها "الخضر" على يد الغابون ما هي إلا تعثر يلحق بأي منتخب، ولكن أسف اللاعب الوحيد كان كما قال لموقع CNN بالعربية، للجماهير التي تنقلت إلى الملعب وعادت خائبة نتيجة الوجه الشاحب الذي كشفت عنه التشكيلة الوطنية. وقال بودبوز عن التجربة التي كانت له مع المنتخب في بطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، إنها سمحت له بكسب خبرة إضافية وبالتعلق أكثر بوطن أجداده، وأن مشاركته في المونديال عززت أكثر من قيمته وسط زملائه في نادي "سوشو"، الذي يلعب معه في بطولة الدرجة الأولى الفرنسية. كيف تسير الأحوال في ناديك سوشو؟ كما تعلمون لقد لعبنا مباراة قوية أمام نادي ليل الذي يعد من أحد الفرق المتنافسة على اللقب وعدنا بتعادل ثمين وهو ما أعتبره نتيجة جيدة بالنسبة لنا. مقارنة بالموسم الفارط ما الذي تغير في سوشو هذا الموسم؟ أعتقد أن الأمور في سوشو هذا الموسم أحسن بكثير من الموسم الفارط الكل واع بما ينتظره ويسعى لأن يكون في المقدمة، وأنا متأكد من أن الأمور تسير على أحسن ما نحطط له. مدرب ناديك كشف أن الفريق يعاني من نقص الإنسجام في الهجوم، ما قولك؟ لا أخفي عليكم أنني لا أتفاهم كثيرا مع زميلي موبيدو على عكس غيدارو الذي وبمجرد لمسه الكرة أفهم ما الذي سيفعله بالكرة، سأعمل على استدراك الأمر في التدريبات وخلق الإنسجام فيما بيننا. وعن الخطة التكتيكية الجيدة التي اعتمد عليها المدرب في المباراة الأخيرة؟ بالنسبة إلي، فإن هذه الخطة تساعدني كثيرا فكما تعلمون فقد أقحمني المدرب على الجهة اليمنى ومن تم أدخل في الوسط، وهذا هو منصبي الحقيقي، الآن ما علينا أن نحسن تطبيق هذه الخطة كما ينبغي الحال. وماذا عن المباراة القادمة أمام باريس أنجرمان؟ علينا تحقيق نقطة واحدة على الأقل هذه المباراة التي من دون شك ستعتمد على الصراعات الفردية، إنها مباراة صعبة لكلا الفريقين ومن سيتحكم في مجرياتها سيخرج غانما. لو نعود إلى اللقاء الأخير الذي كان لك مع ناديك "سوشو" في افتتاح البطولة الفرنسية ضد "أفنيون"، فقد غيرت كامل معطيات اللقاء بمراوغاتك وتمريراتك، فما سر تألقك؟ أنا لاعب أحب كثيرا المراوغات، كما أعرف جيدا أن الجماهير تتمتع بالفنيات واللعب الإستعراضي، ولهذا فإن كانت لدي هذه المهارة فلماذا أحرم الجمهور من التمتع بها، خاصة وأنه يحب مثل هذه الأمور ويتفاعل معها كثيرا.. لكن هذا لا يعني أنني أعتمد عليها في كل اللقاءات، علما أنه لا يجب الإكثار منها، حتى وإن كانت لازمة في بعض المرات، فإنك تضطر لنزعها. لعبت مباراة كبيرة أمام الغابون، ولكن النتيجة كانت مخيبة، هل هي نتيجة التعب أم قلة التنسيق فيما بينكم؟ بالنسبة للاعب محترف هذه الأمور لا نفكر فيها أصلا، خاصة لما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني وبالجزائر فحتى التعب يزول والإرهاق لا يكون، فنحن وبعد أن بدأنا مرحلة الجدية في أنديتنا تحضيرا للموسم الجديد، أصابنا بعض التعب، وهذا ما ظهر بوضوح مع بداية المباراة، خاصة وأن اللقاء كان في أول يوم من رمضان، ومع فترة الصيام في النهار، أعتقد أنها أثرت بعض الشيء علينا وعلى كل حال، النتيجة في نظري لم تكن تهمنا كثيرا أمام الغابون بقدر ما كان يهمنا الأداء والتنسيق وكشف مستوى جيد لأنصارنا. لكن الجمهور الجزائري لم ير كرة جميلة تعكس أنكم منتخب مونديالي؟ في مثل الظروف التي لعبنا فيها المباراة، والغيابات الكثيرة التي كنا نشتكي منها من دون شك وجد معها المدرب الوطني صعوبات في ضبط الأمور، ونحن بدورنا أيضا وجدنا أنفسنا في حالة من عدم التوازن خاصة مع بداية اللقاء والهدف المباغت الذي سجلته علينا الغابون، لا شك جعلنا نفقد بعض الشيء من تركيزنا، ونلعب بنوع من التسرع أما المنتخب المونديالي، فإذا ما لم نشتغل ونجتهد ونعمل بجد فأكيد صورة المونديالي لن تبقى حاضرة وسنفشل في تشريفها إذا ما واصلنا بهذه الطريقة في اللعب. إذن هل الخلل في سعدان أم في خطته؟ الخلل ليس في المدرب الوطني، فهو يقوم بعمل كبير وأنا شخصيا أتشرف بالعمل معه وأن أكون ضمن التعداد الذي يحمل الألوان الوطنية، لكن المشكلة أو الخلل يكمن بحسب نظري، في التوزيع التكتيكي للاعبين، والرغبة من الجميع في تجسيد الثقة والمسؤولية التي يضعها فينا المواطن، وإذا ما حضرت الرغبة وشعر كل لاعب بالمسؤولية فإن كل التحديات ستزول أمامنا، مثلما كان عليه الحال في دور التصفيات المؤهلة إلى كأسي العالم وأمم أفريقيا. ما تعليقك إذن على الخسارة أمام الغابون؟ هي خسارة بكل صراحة قاسية ولم نكن ننتظرها أصلا، خاصة وأننا كنا نتمنى أن نلاقي فيها أنصارنا بفوز نجسد به اعتزازنا وفرحتنا بملاقاتهم.. فالغابون ركزت في طريقة لعبها على الهجمات المرتدة، وهذا ما نجحت فيه، على العكس منا، حيث ضيعنا فرص كثيرة.. أتمنى أن نكون قد استفدنا من هذه الدروس، قبل أن ندخل معترك تصفيات كأس أمم إفريقيا، ومباراة تنزانيا التي تنتظرنا مع بداية شهر سبتمبر المقبل. كيف ستكون التحضيرات لتنزانيا بالنسبة إليكم؟ في الحقيقة ليس من السهل أن تحضر لمباراة كبيرة وقوية أمام منتخب تنزانيا، الذي علمنا أنه يملك لاعبين أغلبهم ينشطون في البطولات الأوروبية، وتقول إنك في ظرف قصير جاهز لها.. كما أنه لقاء يحتاج لوقفة تحليلية من الأنصار والتفاف قوي من الجميع حول المنتخب، لأن نتيجة اللقاء مصيرية، وتتحدد على ضوئها نقاط كثيرة. ستواجهون في المجموعة الرابعة أيضا المنتخب المغربي، كيف ترى هذا، خاصة وأن المباراة ستكون على شكل داربي مغاربي؟ هي بكل تأكيد ستكون داربي مغاربي، خاصة بين منتخبين يعرفان بعضهما البعض جيدا، فضلا على هذا فإن أغلب أصدقائنا في فرنسا هم مغاربة، يعني حتى حينما جرت القرعة وأوقعتنا مع المغرب، ومن ذلك اليوم والناس يتحدثون عن اللقاء، وهي فرصة أقول فيها إن المباراة ستأتي لتؤكد صدق العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمعنا بأشقائنا المغاربة، ومن يفوز ويتأهل سنناصره ونشجعه. تعد أصغر لاعب في المنتخب، وأصبحت في وقت وجيز المدلل رقم واحد، هل يزعجك هذا الأمر أم يزيدك فخرا؟ بالعكس يعجبني كثيرا ويجعلني في نفس الوقت أفرح بأن يطلق علي لقب "مدلل الخضر"، ولو أنني أرى أنها مسؤولية كبيرة، لاسيما لما نعرفه في أن اللاعب حينما يخطأ في مراوغة وتأخذ منه الكرة، إذا ما أفرط طبعا في المراوغات، فإن الدنيا كلها تنقلب عليه، وهذا ما أدركه بشكل جيد وأحتاط له في كل مباراة. لقد قدمت مستوى جيد في أول مباراة أمام "أفينيون" رغم تعبك، فهل نتوقع المزيد من هذه الميزات ل"بودبوز" في هذا الموسم مع البطولة الفرنسية؟ هي في الحقيقة التعب مع التحضيرات أكيد يكون في أي نادي، وحتى النتائج لا يجب النظر إليها من أول جولة، صحيح أنه كانت لنا بداية موفقة بعض الشيء بإحرازنا التعادل أمام "أفينيون" وأنا أحسن بكثير من الناحية البدنية، ولكن عن البطولة أقول إنه لا يجب الحكم من أول جولة، فالموسم طويل وشاق وأتمنى أن نتحسن مع مرور الجولات إن شاء الله.