نزل نبأ استقالة الناخب الوطني رابح سعدان عشية أول أمس، بردا وسلاما على أنصار المنتخب الوطني، الذين عبروا عن ارتياحهم الشديد للأمر بعدما راحوا يطالبون أكثر من أي وقت مضى بإقالة سعدان عقب تعادل الخضر في أول لقاء لهم في إطار تصفيات كأس ٌفريقيا المقبلة، أمام منتخب تنزانيا سهرة الجمعة الفارط، وقد أجرت "الشباك" استطلاعا للرأي في بعض مناطق الوطن، لأخذ آراء بعض الأنصار وانطباعاتهم حول هذا الأمر، وسارت كل هذه الآراء تقريبا في منحى واحد مع فكرة استقالة سعدان، سيما في المدن الكبرى كالعاصمة، وهران، عنابة وبدرجة أقل قسنطية وباتنة، وذلك بعدما أكدوا أن الشيخ قد اتخذ قرارا مناسبا وأن الاستقالة التي تقدم بها لدى الفاف مشروعة بما أنه عجز عن تحقيق نتائج إيجابية، في الوقت الذي راح فيه هؤلاء الأنصار يطالبون ببديل مناسب ووهو البديل الذي قالوا عنه إنه مدرب أجنبي كبير يليق بالمنتخب الوطني وقادر على قيادة الخضر إلى بر الأمان. إجماع على أنه خرج من الباب الضيق وأنه أطال في الاستقالة وأجمع هؤلاء الأنصار أن الشيخ سعدان، ورغم كل الذي قدمه للخضر بعد ثلاث سنوات من توليه منصب التدريب، أهّل المنتخب إلى كأس إفريقيا بعد أربعة سنوات من الغياب، وإلى نهائيات كأس العالم بعد 24 سنة، وبعدما أعاد للكرة الوطنية هيبتها ومجدها الضائع منذ آخر يوم تولى فيه شؤون المنتخب الوطني، إلا أن سعدان خرج من الباب الضيق ما دام أن الكل راح يطالب برحيله وينتقد سياسته التي انتهجها، في الوقت الذي كان فيه الكثيرون يتمنون أن يقدم استقالته عقب نهاية المونديال ورأت طائفة أخرى من الأنصار الجامحين على سعدان، أنه كان من الأفضل له أن يستقيل عند تأهل الخضر من ملعب أم درمان، حتى تكون لاستقالته مسك وحتى يعلق له تمثال عظيم يمجد العمل الذي قدمه، خلافا لما هو عليه الحال اليوم، لأن كل هذا العمل غطته النتائج السلبية الأخيرة سيما في مباريات المونديال، كما أن ما قدمه شيخ المدربين الجزائريين لم يرحمه من ألسنة التقنيين والأنصار والأقلام الصحفية. الأغلبية مع روراوة في إبقاء بن شيخة كحل مؤقت لا غير وفي الوقت الذي عين فيه رئيس الاتحادية محمد روراوة، مدرب المنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة، على رأس العارضة الفنية للخضر، خلفا لسعدان بشكل مؤقت، فإن الكثير من محبي المنتخب الوطني لم ترقهم هذه الفكرة رغم أنهم لم ينكروا بأن المدرب السابق للنادي الإفريقي كفء وهو صاحب دراية بالمنتخب وأبان عن أشياء كثيرة، مبدين في ذلك امتعاضهم من المدرب المحلي، وفي هذا أجمعت مجموعة من أنصار الخضر الذين استجوبناهم بحي باب الزوار، بأن بن شيخة أو الجنرال كما يلقبه التونسيون، وحتى إن تمكن من تحقيق نتيجة إيجابية في اللقاء القادم أمام إفريقيا الوسطى، فلا يمكن الاحتفاظ به، فالحل يكمن في انتداب مدرب أجنبي -حسبهم- بينما رأت طائفة من نفس الحي بأن النتيجة التي ستنتهي عليها المباراة القادمة، هي من ستحدد مصير بن شيخة، في الوقت الذي أكدوا فيه أن هذا الأخير سيحقق نتيجة تعزز حظوظ الخضر وسيؤكد أنه المدرب المناسب. تخوفات كبيرة من انتداب مدرب نكرة ويعاد سيناريو 2004 ولم يخف عشاق المنتخب الوطني تخوفاتهم من أن يتم انتداب مدرب نكرة لم يسبق له وأن حقق نتائج مع منتخب ما أو مدرب متواضع يحمل من الشهادات ما لم يتعد الإنجازات داخل المستطيل الأخضر، مثلما كان عليه الحال عقب إقالة سعدان عقب نهائيات كأس إفريقيا 2004، ولم يجن روراوة من ذلك شيئا بعدما تراجع أداء المنتخب في عهد المدرب المدرب البلجيكي وايساج والفرنسي كفالي، وهو ما يخشاه الشارع الرياضي الجزائري أن يتكرر، لكن هم على ثقة تامة بأن انتداب مدرب كبير للاعبين الجزائرين الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية سيكون في صالح المنتخب حتما.