سعدت مدينة مدريد بقدوم المولود الذي كان والده يعلق عليه آمال كثيرة. بدأ تعلقه بهذه المجنونة المسماة بالمستديرة منذ نعومة أظافره، وبدأت الأمور تتضح حيث أنّ أباه راهن بأن ابنه سوف تكون له كلمته الكروية. كان حلم طفولته اللعب لسيد أوروبا ونادي المدينة التي نشأ فيها، ألا وهو نادي الملوك "ريال مدريد".
بداية تحقيق الأحلام أمام ملعب الأحلام
عقب تألقه اللا معهود في دوري مدرسته، بدأ كاسياس أو كما يفضّل عشاقه تسميته "القديس" يعجب نادي القرن من قدرات هذا الحارس، مما جعله يراقبه مراقبة شديدة حتى دخل للنادي ريال مدريد في الدرجة الثالثة، وهو يحتفل آنذاك بإتمام عامه السابع فقط. منذ دخوله للنادي، سرق الأضواء كلها وكان له الأثر الأكبر لتطور مستواه، وطبعا لا نستطيع نسيان ما قدّمه له والداه من دعم مادي ومعنوي، رغم أنهم كانوا من أصحاب الدخل المحدود وبالتحديد عام 1990، وعندما كان آنذاك قد أكمل عامه الثامن تم توقيع عقد مع كاسياس ليضمن رؤساء النادي عدم خروج هذه الموهبة من النادي. لقد تكهن الجميع أنّ كاسياس سيتم فسخ عقده قريبا بسبب عامل السن لأنه كان يعد أصغر لاعب في النادي للدرجة الثالثة آنذاك، لكنه أثبت نفسه وأبهر الجميع بقدرته على حماية عرينه.
أيكر واللعب في الدرجة الثانية
بعد المستوى الأسطوري الذي قدّمه أيكر كاسياس في الدرجة الثالثة، قرر مسؤولو النادي الإسباني وبالتحديد عام 1998، دخول كاسياس لنادي الدرجة الثانية. منذ ذلك الحين بدأ كاسياس يدخل عالم الشهرة، لكنه لم يجعل الانتقادات التي توجه له من الصحف أن تغيّر ولو قليلا من مستواه، فأحس كاسياس أنه ومنذ الآن قد بدأ طريق احتراف كرة القدم وأنّ استدعاءه للعب مع النادي الثاني هو بداية الطريق الطويل الذي سوف يصل بحامي العرين إلى النجومية.
حتى كاسياس عانى من الاحتياط
بدأ كاسياس يفقد الأمل في الدخول كأساسي مع النادي الملكي، وقد صار مقعد البدلاء أنيسه ورفيقه الوحيد. اكتأب كاسياس اكتأبا شديدا، حيث لم تتح له الفرصة آنذاك وكأنه لم يكن هنالك حارس بديل اسمه "القديس". كان الاعتماد الكلي على الحارس الأساسي في ذلك الوقت، ألا وهو سيزار ساشيز حارس نادي فالينسيا الإسباني حاليا. وفي هذا العام تحديدا، استطاع كاسياس الحصول على أول ميدالية له وهي في بطولة الميرديان.
عام بداية العطش وتألق الغريم
هانحن ذا قد وصلنا إلى عام الشؤم والعطش من عدم الحصول على بطولات عام 2003، يطل علينا بكل ما فيه من حالة صعبة لنادي ريال مدريد وللاعب أيكار كاسياس، حيث يضع الجميع اللوم على ذلك الدفاع الذي لا يليق بالنادي. وفي ذلك الوقت، كان كاسياس هو الحارس.. المدافع.. الظهير وهو الحائط البشري، حيث كان مستوى الريال آنذاك في الحضيض، واكتفى بالخروج من ألسنه بالوصافة للدوري الإسباني. ولولا الله ثم كاسياس لكان الريال يعاني ولربما لم يستطع حتى خطف مقعد لدوري أبطال أوروبا. وسيم. ع