تعرّض المهاجم ليونيل ميسي للكثير من الانتقادات بعد بداية النسخة الحالية من بطولة كوبا أمريكا، حيث اتهمته وسائل الإعلام وطائفة كبيرة من المشجعين بأنه لا يقدّم الأداء الكبير مع الأرجنتين كما يفعل في برشلونة، فيما وجّه إليه البعض عبارات الإهانة بسبب عدم ترديد النشيد الوطني قبل بداية كل مباراة . ومما لا شك فيه أن فشل صاحب الكرة الذهبية مع المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم ومن ثم في أول مبارتين من بطولة كوبا أمريكا (2011)، له أسباب عديدة رغم أنه بحق من أفضل اللاعبين على مستوى العالم، مما دفع العديد من أساطير كرة القدم للوقوف بجانبه ضد الهجمة القادمة من بلاد التانغو، غير أن ميسي نجح في المباراة الثالثة في قيادة منتخب بلاده الى سحق كوستاريكا، ومنح الأرجنتين ثلاث نقاط ثمينة للغاية، وتدارك ما ضيّعه في اللقاءين الأوليين. كما صرح ميسي أن من المستحيل مقارنة برشلونة بالمنتخب الأرجنتيني لعدة أسباب، كما يقول الفتى الذهبي . وسنحاول في هذا التقرير أن نستعرض الفروق بين ميسي برشلونة والأرجنتين : الانسجام مع زملائه في البارصا ليونيل ميسي في برشلونة يرى زملاءه كل يوم ويتدرب معهم على العديد من الخطط التكتيكية والمهارات الفردية والبدنية، كما أن قوة لاماسيا التي تخرّج منها ميسي إلى جانب الأغلبية من لاعبي برشلونة على غرار تشافي وإنيستا وبيدرو بيكي وفالديس، تجعلهم يملكون نفس الثقافة التكتيكية تقريبا والروح المعنوية والتفاهم، دون النظر إلى بعضهم البعض، في حين أنه يشاهد رفاقه في المنتخب الأرجنتيني مرة أو مرتين كل ثلاثة أشهر بسبب نقص التربصات والتغييرات الكثيرة التي تطرأ على المنتخب الأرجنتيني، الذي غيّر العديد من اللاعبين بداية من ريكلمي وفيرون وصولا إلى جيل لافيتزي ودي ماريا، الذي نشأ أيضا في منتخب الشباب مع ليو . الضغوطات ليونيل ميسي لا يتعرض للضغوط في برشلونة، حيث أن الجميع يقدمون له الدعم النفسي والمعنوي. كما يشعر براحة نفسية قبل المباريات حتى الصعبة منها، لأن الجميع يضعون فيه الثقة لإنقاذ الفريق، ويكون رجل التحديات الصعبة، كما سبق أن فعل في العديد من المرات، خاصة ضد أرسنال هذا الموسم أو حتى ضد ريال مدريد في كلاسيكو رابطة الأبطال. والحب الذي يجده في برشلونة ولدى مشجعي الكامب نو لا يجده في الأرجنتين، حيث يتعرض لضغوط قوية جداً من جانب اللاعبين والصحافة الأرجنتينية منذ أن تطأ قدميه العاصمة بوينس آيرس. والكل يتذكرون حادث الاعتداء وهجوم الصحافة بسبب عيد ميلاده، والليلة التي قضاها في شقته الجديدة. كما أن الضغوطات كبيرة عليه، والثقة التي يفتقدها في بعض الأحيان تكون سببا في عدم بروزه بالمستوى المعروف . نصائح غوارديولا ليونيل ميسي يحصل على المشورة المستمرة من مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا، ويتلقى التعليمات في كل وقت خلال المباريات وحتى في الأيام العادية، لأن غوارديولا يُعد صديق اللاعبين في البارصا ومن أقرب الأشخاص إلى ميسي، وكثيرا ما تصنع هذه النصائح الفرق، خاصة أن ليو يستغل فترات توقف المباراة للاقتراب من مدربه، الذي يرفع من معنوياته أيضا، بينما يُترك وحيداً في منتخب الأرجنتين مثل الذي يجري خلف السراب الذي يحسبه الظمآن ماء، لأن المدربين يتركون له الحرية دون توجيهيه لذلك، فيحتار ماذا يفعل ويجد نفسه معزولا . تشافي وإنيستا ليونيل ميسي يحصل على الدعم الكبير في الميدان في برشلونة من قِبل تشافي هرنانديز وأندريس إنيستا وسيرجيو بوسكيتس، حيث نادرا ما يعود للمساهمة في افتكاك الكرة، حيث يركز كل جهده على اللعب الهجومي وقيادة الحملات الهجومية، خاصة أن الكل يركزون عليه ويموّنونه بالكرات. كما أن زملاءه يمنحونه الحلول الهجومية ويسهلون عليه عملية الهروب من الرقابة، ولكنه يضطر للعودة إلى منتصف الميدان في المنتخب الأرجنتيني من أجل الهروب من الرقابة ولصناعة الكرات لزملائه، الذين يفشلون في ترجمتها إلى أهداف، حيث يعجز عن تسجيل الأهداف بسبب مركزه المتخلف قليلا عما هو في برشلونة بسبب الرقابة الشديدة عليه وعجز زملائه في إيصال الكرة إليه في وضعيات مناسبة، تمكنه من وضع الكرات في الشباك كما يفعل إنيستا وتشافي. ميسي معبود الجماهير في برشلونة ومنبوذها في الأرجنتين!
ليونيل ميسي يُعد القائد العظيم لجماهير برشلونة التي لا تتورع عن تحيته في كل مكان، حيث لا يتوقف الأنصار عن التهليل والإشادة به وجعله أسطورة حقيقية والأعظم في تاريخ برشلونة، بينما ترحب به الجماهير الأرجنتينية بالشتائم والاعتداء عليه في الشوارع، كما حدث قبل بداية كوبا أمريكا، عندما تعرّض للضرب من أحد المشجعين على رأسه قبل أن يلوذ بالفرار وتوجيه الاتهامات له على غرار عدم ترديده النشيد الأرجنتيني وإقامة السهرات والحفلات الماجنة رغم أن ميسي معروف بانضباطه الشديد وابتعاده عن مثل هذه السلوكات. رداءة أرضيات الميدان ليونيل ميسي يخوض مواجهاته على ملاعب عشبية من الدرجة الأولى مع برشلونة، حيث اعتاد على الكامب نو وحتى الملاعب الإسباينة والأوروبية، بيد أننا نراه يقع ويتعثر في الملاعب الأرجنتينية التي تشبه حقول البطاطا، والتي هي غير صالحة لكرة القدم على الإطلاق، دون أن ننسى أنها تفسد جميع الخطط التكتيكية وتحركات الكثيرة ومراوغاته، خاصة أنه لاعب يعتمد على الجانب الفني والمراوغات، لأن ليو لاعب غير قوي بدنيا كرونالدو أو روني، بل يعتمد على الفنيات التي تستلزم أرضيات جيدة، وهو ما لا يجده في المنتخب الأرجنتيني. ميسي يجد من يعوّضه في برشلونة
ليونيل ميسي في برشلونة عبارة عن لاعب واحد فقط ولا يتحمل خسارة النادي الكتلوني عند حدوثها أو حين يكون بعيدا عن مستواه، بسبب التعب أو الرقابة يجد لاعبا آخر يصنع الفارق كبيدرو أو فيا وحتى بويان، في حين أنه (11) لاعبا في المنتخب الأرجنتيني، وهو مطالَب بحمل الفريق على كتفيه حتى الدقيقة (90)، ويتحمل كامل المسؤولية عند الخسارة وكأنه يلعب بمفرده وليس مع 10 لاعبين آخرين! خطة 4/3/3 ليونيل ميسي يلعب في برشلونة على خطة محددة، وهي (4/3/3)، في حين أن الخطط تتغير في المنتخب الأرجنتيني في كل مباراة وعند تغيير كل مدرب، الأمر الذي يجعله يفشل في بناء خطط جديدة في عقله الباطني. كما أن ذلك يؤثر عليه. وكثيرا ما حاول المدربون بناء خططهم حول لاعب واحد لا أن ذلك لا يحدث مع ميسي. الخلافات في المنتخب ليونيل ميسي على علاقة جيدة مع زملائه في برشلونة ويشاطرهم العديد من الآراء، حيث يشكلون عائلة واحدة ويجد تضامنا كبيرا وتأييدا واسعا، فيما يتعرض للتهجم من مواطنيه في المنتخب الأرجنتيني. وخير شاهدٍ على ذلك عبارة "الأحمق" التي وجّهها له المدافع نيكولاس بوديسو بعد المباراة ضد كولومبيا، وقبلها الإشاعات حول علاقته بتيفيز.