"هدفي ضد فلامينغو كان استثنائيا ولم أدرك روعته إلا بعدما أعدت مشاهدة اللقطات المعادة"
تتغير هيئة نايمار عندما يضع الحذاء الرياضي جانبا ويرتدي بدلة الحفلات الفاخرة، إذ تغيب صورة الصبي المشاغب القادر على مراوغة مدافعي الخصوم وإبهار جماهير الساحرة المستديرة بحماقاته وشطحاته الجنونية، وتظهر حينها صورة اللاعب الرزين رغم صغر سنه، والمدرك لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه . وقد بدأ النجم البرازيلي الواعد في الاستعداد لأولى مشاركاته في أم البطولات قبل موعد كأس العالم في البرازيل سنة 2014، بعدما تلقّى الدعوة للمشاركة في قرعة التصفيات التمهيدية إلى جانب شخصيات بارزة من عالم الساحرة المستديرة، من قبيل رونالدو وزاغالو وكافو . وقد كان نايمار مصحوبا في هذه المناسبة برفيقي دربه في الأماريلينيا باولو هنريكي غانسو ولوكاس، وهي الفرصة التي استغلها موقع الفيفا من أجل الحصول على حوار حصري معه، تحدّث فيه عن استعدادات البرازيل لأم البطولات وعن المسؤوليات الملقاة على عاتقه داخل السيليساو، إضافة إلى المقابلة المرتقبة بين برشلونة وسانتوس نهاية هذا العالم في مسابقة كأس العالم للأندية .
أصبحت جزءا من كأس العالم المقبلة المرتقبة في البرازيل في 2014 قبل ثلاث سنوات من بدايتها، بعدما شاركت في قرعة التصفيات التمهيدية، فكيف كانت هذه التجربة؟
صراحة، لقد كنت سعيدا للغاية بالمشاركة في قرعة التصفيات التمهيدية. كما أن سعادتي كانت أكبر ومضاعفة، لأن المرحلة النهائية من المونديال المقبل ستجري في بلدي، وهذا شرف كبير لي ولكل الشعب البرازيلي الذي يعشق كرة القدم حتى النخاع. وأنا سعيد جدا بهذا الأمر خصوصا في ظل وجود أسماء مثل رونالدو وكافو وزيكو وغيرهم .
كوبا أمريكا كانت أول مشاركة لك في المنافسات الرسمية مع منتخب الكبار، فهل كنت تتوقع مواجهة السليساو لكل هذه الصعوبات؟
في الحقيقة كنا ننتظر أن نواجه مثل تلك الصعوبات، لأن جميع المنتخبات تلعب مباراة العمر وتضاعف مردودها عندما يتعلق الأمر بمواجهة البرازيل، فكل الأندية التي تلعب أمامنا تحاول دائما التراجع والاعتماد على الهجمات المضادة، وهذا أمر منطقي، لكن يتعين علينا الآن معالجة هذا المشكل وتعلّم طريقة تمكّننا من التغلب على هذا النوع من المنافسين، وإيجاد طريقة تمكّننا من إبطال مفعول خطتهم، لكن قبل ذلك يجب علينا الاستعداد ذهنيا لهذه الأمور، لأن هذا الأمر سيسمح لنا بالتأقلم وحماية أنفسنا من المفاجآت في المستقبل .
هذه الدورة لم تكن مثالية بالنسبة لك لكنها كانت مليئة بالجوانب الإيجابية أيضا، أليس كذلك؟ نعم، هذا صحيح، فدورة الأرجنتيني لم تكن مثلما كنت أتوقعه قبل الدخول فيها، لكن مشاركتي فيها كانت مفيدة لي، لأن ذلك سيساعدني في المستقبل بعد الخبرات التي اكتسبتها في هذه البطولة طوال مسيرتي الكروية، خاصة أنها كانت أول مشاركة رسمية لي مع المنتخب، لكنها كانت فرصة لي من أجل تعلم الكثير من الأمور، خاصة أن كل لاعب معرّض لمواجهة بعض الصعوبات في البداية، لكنه يتأقلم معها بمرور الوقت. ألا تعتقد أن عشاق السيليساو يتناسون في بعض الأحيان سنك وسن أقرانك من اللاعبين الشباب، ويحمّلونكم ما لا طاقة لكم به؟ نعم هذا صحيح، وهذه مسألة حقيقية نعيشها في المنتخب، لأن هذا الجيل من اللاعبين بذل جهدا كبيرا خلال دورة كوبا أمريكا الأخيرة، وكان طموحه كبيرا من أجل التتويج بها وإدخال الفرحة على قلوب أبناء الشعب البرازيلي. كما أن التشكيلة كشفت عن قدرات هائلة، لكن المسؤولية الملقاة على عاتقنا كانت كبيرة جدا ولو أنها عادية بعض الشيء في مثل هذه الحالات، لذلك نطالب أنصارنا بالوقوف بجانبنا ومساندة هذه التشكيلة الشابة، لأن لاعبينا شبان ويفتقدون للتجربة اللازمة، كما أنهم في بعض الأحيان لا يتحملون حدة الضغط المفروض عليهم، لكننا بدأنا نتأقلم مع هذه الضغوط والوضعيات الخاصة. وعلى كل، الجميع في المنتخب مصممون على تدارك خيبة الأمل الأخيرة والاستعداد جيدا لكأس العالم المقبلة 2014، خاصة أنها ستُجرى فوق ميداننا، وهذه فرصة مناسبة لنا من أجل الظفر باللقب. لنتحدث عن فريقك سانتوس، كيف تصف لنا هدفك الخالد ضد فلامنغو؟ هل بإمكانك استحضار تفاصيل تلك العملية؟ كان هدفا جميلا وسيبقى خالدا في ذاكرتي مهما حييت، لأنها كانت من بين اللحظات الجميلة والنادرة التي عشتها في مسيرتي الكروية. أما عن كيفيته فأتذكر أني بدأت العملية في الجهة اليسرى، حيث نجحت في البداية في مراوغة لاعبين من المنافس بسرعة كبيرة، ثم مرّرت الكرة نحو بورخيس، الذي أعادها إليّ بطريقة واحد، اثنين، فقمت حينها بمراوغة المدافع الثالث والرابع وأسكنت الكرة في الشباك بعدما وجدت نفسي في وضعية مناسبة. وصراحة، فقد كان هدفا جميلا، وسعادتي كانت عارمة لأن الهدف أحرزته في بيتي الثاني، وهو ملعب فيلا، الذي بدأت فيه مسيرتي الكروية، وبالتالي فقد كان أمرا رائعا بالنسبة لي. وحتى أكون صريحا معكم، ففي تلك الأثناء لم أصدق ما حدث لي وأدركت روعة الهدف بعدما أعدت مشاهدته من جديد في اللقطات التلفزيونية. ذاع صيت الجيل الحالي لفريق سانتوس بفضل الألقاب، فهل تعتقد أن الكتيبة قادرة على الحفاظ على الفلسفة ذاتها في نهائيات كأس العالم للأندية باليابان في حالة مواجهة برشلونة؟ الأمور ستكون صعبة وأكثر مما نتوقعه، لأن مواجهة برشلونة ستكون أمرا معقدا للغاية، خاصة أنه الفريق الأفضل في العالم ويمر بفترات زاهية بالنظر إلى قوّته الهجومية وهجومه الفتاك. وصراحة، هذا النوع من المباريات لا يحتاج للخطط التكتيكية في نظري، لأن هذا الأمر لن يفيدنا بقدر ما يفيدنا أداء واجب الصلاة ودعاء الله طويلا، ثم دخول المباراة ومواجهة قدرنا (يضحك)، ستكون مهمتنا معقدة جدا ونحن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
في السنوات الأخيرة كل الفرق التي ألحقت الهزيمة ببرشلونة هي تلك التي تراجعت للدفاع واعتمدت على الهفوات والهجمات المضادة حتى عندما يكون لديها الكثير من النجوم، فهل تعتقد أن سانتوس سيواجه برشلونة بهذه الطريقة؟ لا، سنلعب كرة قدم حديثة، وسنطبق طريقة لعبنا المعتادة والتي عُرفنا بها في السنوات الأخيرة. وأؤكد لكم أننا سنتمتع باللعب وسنطبق أسلوبنا العادي، فهذه هي فلسفتنا في الكرة ولن نقوم بتغييرها من أجل مواجهة ذات تسعين دقيقة فقط، لكن رغم ذلك أعترف أنه يتعين علينا في البداية تجاوز موقعة مهمة للغاية وخطيرة في الوقت ذاته قبل التفكير في النهائي أو في برشلونة، فنحن نريد بلوغ مباراة النهائي بطبيعة الحال، وإذا واجهنا برشلونة فإننا سنلعب معهم الند للند، ونهدف للإطاحة بهم رغم أنهم أفضل فريق في العالم. لكن هناك أندية أخرى علينا تجاوزها والإطاحة بها. رؤوف. ب/ عن موقع الفيفا