تحدثنا في آخر لقاء لنا بنظرة على الليغا عن تسجيلات النادي الكتالوني
، وقلنا بأنه وقد تم المراد بضم غوارديولا للنجم الشيلي أليكسس سانشيز إلى منظومة البارصا، يأتي السؤال الشرعي لنظرية الإحلال والاستبدال بالقلعة الكتالونية. انضمام النجم الشيلي لم يكن خبط عشواء، وإنما جاء بحسابات دقيقة جدا ورؤية خاصة للمدرب غوارديولا بمعنى آخر، القادم الجديد يدخل في منظومة "القوارديوليزم" أي مطابقا لجينات المنظومة الكتالونية التي على رأسها المدرب القدير غوارديولا. النجم الشيلي الذي يتصف بالمهارة الفائقة، الضغط على المنافس مع إمكانية لعبه كجناح شمال أو لاعب وسط وهمي – ظاهريا فقط -، وهي الصفات الثلاث التي كان يبحث عنها غوارديولا، هذا النجم لم يتم اختياره فقط لهذه الصفات وإنما كانت هنالك معايير أخرى أكثر أهمية بالنسبة للجهاز الفني بالبارصا. هذه الصفات والمعايير الخفية هي ما سنتطرق إليه اليوم مع مقارنة هذا النجم بنجمي التسجيلات نايمار والكن أغويرو اللذان لم يكونا بعيدين عن القلعة الكتالونية.
ضم من ينسجم مع المجموعة ولا يؤثر على منظومة النجوم الموجودة
والبارصا في طريقه لضم سانشيز انتشرت بعض الإشاعات – التي لم يؤكدها النادي - تتحدث عن سر اختيار البارصا لهذا النجم ولماذا هو بالذات دون سواه من النجوم العديدة التي يمكنها الانضمام للفريق الأفضل في العالم الآن. من منطلق رؤية غوارديولا المعروفة تحدث العديد من صحافيي البارصا عن أنّ لقوارديولا فلسفة ونظرية خاصة عند تسجيل أي لاعب، وتتمثل في عدم رغبته ضم أي نجم له كاريزما قوية أو "يختلق المشاكل"، كما نقول نحن بل يذهب أكثر من ذلك وينظر لمن حوله أو المناخ الذي جاء منه. والسبب الحفاظ على المناخ الصحي والهادئ الذي يعيشه لاعبو البارصا.... إذن ما يبحث عنه غوارديولا حقيقة هو الحفاظ على تماسك وهرمونية الفريق داخل وخارج المستطيل، وهو أمر يستحق معاناة المدرب القدير في طريق البحث عن من يلاءم منظومته ويمشي على خطى المجموعة.
إيتو ذهب ضحية نظرة غورديولا لفريق الأحلام
الآن فقط تظهر أسباب "طرد غوارديولا" للعديد من نجوم البارصا الكبار بالرغم من نجاحهم الواضح مع الفريق، نقول هذا وفي الذاكرة الأسد الكاميروني إيتو وسلطان زمانه السويدي إبراهيموفتش، اللذان غادرا الديار الكتالونية رغما عنهما وفي الحلق غصة مازال طعمها يلوكه عشاق وجماهير البارصا المغلوبة على أمرها والمتيمة في نفس الوقت بكل ما هو كتالوني خاصة العبقري غوارديولا ومن خلفه الإمبراطور الخفي يوهان كرويف. للبارصا سياسة تسجيل ثابتة لا انحراف عنها: ضم من ينسجم مع المجموعة ولا يؤثر على منظومة النجوم الموجودة... هذه السياسة لا يقدر على تطبيقها سوى الفريق الكتالوني الذي يتميّز بأن أغلب لاعبيه تربوا وعاشوا في طيبة الذكر، مدرسة ماسيا.
ما بين سانشيز والنجمين نايمار وأغويرو
وبما أنّ غوارديولا يمتلك فريقا بحجم البارصا الذي يعتبر الفريق الأفضل في العالم، فإن من حقه الحفاظ على الفلسفة التي أسس عليها الفريق وأن يفرض على كل من يريد الانضمام لهذه المجموعة، أن يتصف بنفس جينات سابقيه أو مثلها على الأقل... حسب هذه النظرة، فإن نجمي تسجيلات هذا الموسم نايمار والكن أغويرو ليس لهما مكانا في ذاكرة المدرب غوارديولا والأسباب هنا عديدة.
بيئة نايمار وارتباط أغويرو بماردونا من أهم الأسباب رفضهما
النجم البرازيلي عاش في وسط ملئ بالمشاكل وعدم الانضباط داخل وخارج المستطيل الأخضر، بينما نجد بأن النجم الأرجنتيني أغويرو به عيب كبير بالنسبة للمدرب غوارديولا، وهو نسيبه الأسطورة الحيّة مارادونا الذي لا يلتفت عندما يتحدث أو ينتقد من حوله والمثل يقول - أبعد عن الشر وغنيلو-، فبالرغم من مثالية وموهبة هذا النجم المهذب، إلا أنه خارج حسابات المدرب الكتالوني لهذا السبب وليس للمال دخل في خياره، حيث أنّ تكلفة النجمين الشيلي والأرجنتيني قريبة ولم تكن لتشكل عائقا في طريق ضمه للبارصا. إلى الآن، فإن كل ما جاء شيء منطقي ومتوافق مع الرؤية الكتالونية أو ما نعرفه بالقوارديوليزم، لكن وفي طريق الصحافة الكتالونية التي ركزت كثيرا على خلفية العيوب العديدة، سابقة الذكر، للنجمين نايمار وأغويرو وتفضيل مدرب البارصا للنجم الشيلي. جاء تساؤل أكثر شرعية من البعض: وماذا عن النجم الشيلي سانشيز... من أين أتى وماذا عن الذين كانوا وسيكونون حوله وحواليه؟. أهو نموذج مثالي وله الكاريزما التي يبحث عنها النادي الكتالوني؟ .. كلها تساؤلات منطقية من حق الجميع كشف غورها ومعرفة أولها من آخرها، فجس البضاعة كما يقولون من حق المشتري كفتح البطيخة للتأكد من أن خارجها يدل على ما بداخلها.
43 مليون أورو جعلت من ألكسيس نجما
أليكسس الذي دفع فيه البارصا حقيقةً 43 مليون أورو كاملة، لأن ال10 ملايين المذكور إضافتها حسب مردود اللاعب، هي في الحقيقة مضافة لأصل ال34 مليون قيمة التعاقد الأساسي. الأوساط الإعلامية وكعادتها تريد إقناعنا بأن البارصا ضم نجما من طينة الكبار. لا أحد يختلف في مهارة وموهبة النجم الشيلي، لكن هنالك سؤال يحيّر كثيرا: كيف لم يلفت نظرنا هذا النجم عندما التقى الماتادور بمنتخب بلاده شيلي؟ لم يلفت نظرنا أحد وأشار لوضع الحيطة والحذر من خطورة هذا النجم على المنتخب الأحمر، لم يكن له ذكر على الإطلاق ولا سمعنا بأنه من ضمن النجوم التي تنافس مثلا على الكرة الذهبية.
الصحافة الكتالانية انتقدت سياسة الريال وتناست أخطاء البارصا
لم يشر إليه أحد كأحد النجوم المرشحة للانضمام لأي فريق إسباني خلال فترة التسجيلات الصيفية، وفجأة صار اسمه على كل لسان وصار من النجوم التي لا يشق لها غبار ويماثل النجم أغويرو ويقارن حتّى بالظاهرة نايمار. بالمقابل، نست أو تجاهلت الصحافة الكتالونية ال43 مليون أورو التي دفعها البارصا لضم سانشيز لتقييم الدنيا عندما دفع فلورنتينو مليون أورو لضم النجم البرتغالي الكبير كوانتراو، أليس هذا دليل القياس بمعيارين؟ لماذا لم تنتقد هذه الأقلام نفسها الإدارة الكتالونية على تفضيلها سانشيز على النجم فابريغاس التي تدّعي ضرورة ضمه منذ أكثر من ثلاث سنوات؟. الحقيقة المرّة هي أنّ البارصا لم يقيّم النجم سيسك، كما يرغب بضمه للنجم الشيلي في الوقت الذي كان الجميع يبحث عن الطريقة التي يمكن أن يخفض بها البارصا قيمة تسجيله البالغة 40 مليون أورو، بل إن آخر العروض التي قدّمها البارصا كانت تقل عن هذا المبلغ 3 ملايين أورو فقط.
مفارقات... نجم الشيلي ليس بالنجم الذي يطابق منظومة الكتلان..!
خمس دقائق بالشبكة العنكبوتية تكفي لإثبات أنّ النجم الشيلي ليس هو بالنجم الذي يطابق النظرية القوارديوليزمية. نحن هنا لا نتحدث عن الإمكانات الفنية التي هي في الدرجة الثانية من حيث أولويات المدرب غوارديولا، وإنما نتحدث عن الجو المحيط بالنجم الشيلي والملابسات العديدة التي مرّ بها كأحد نجوم الكرة الشيلية المعروفين. في تاريخه، ما يمكن أن يسبب المشاكل للنادي الكتالوني وللمدرب غوارديولا على وجه الخصوص؟
وكيل أعمال اللاعب هو رأس المشكلة والصداع الذي سيجده النادي الكتالوني
متبني النجم ووكيله في نفس الوقت، هو رأس المشكلة والصداع الذي سيجده النادي الكتالوني في المعاملة مع كل ما يتعلق بالنجم الشيلي. فرناندو فليسيفيتش المشهور في شيلي ب"اليد التي امتصت الكرة الشيلية" أو"مصّاص الدماء" مجازا، هو وكيل أعمال سانشيز. هذه الشخصية الجدلية، لم تكن شيئا من قبل وصارت الآن من أهم وكلاء اللاعبين داخل بلده تشيلي، حيث أنّ معظم كبار النجوم تحت سيطرته وعددهم يتجاوز ال70 محترفا ، فهو وكيل النجوم سواريز، أليكسيس، أرتورو فيدال، غاري ميديل وغيرهم من نجوم المستديرة.
صائد النجوم الذي يمتص دماء كل من يقع في طريقه
صائد النجوم الذي يمتص دماء كل من يقع في طريقه، استطاع تسجيل النجم أليكسيس وهو في عمر ال16 ربيعا، واحد من أكبر المواهب التشيلية "أرتورو فيدال" وهو لم يتجاوز ال18 ربيعا والذي جنى من ورائه الكثير بعمل عقودات التصوير والتلفزة الشخصية للنجم الموهبة. صار البوابة المشرعة لأي نجم تشيلي يرغب في اللعب بأوروبا. عيبه الأكبر هو سيطرته التامة على موكليه من اللاعبين، حيث أنه كوكيل لنجم البارصا الجديد يقوم بشراء معداته الرياضية ومباشرة التعاقدات التلفزيونية والدعائية المتعددة، كما أنه المسؤول عن حساباته البنكية.
الصحافة التشيلية تعرف تماماً وفضيحته من قبل
أمام البارصا، وكيل صعب المراس لا يهادن ولا يتلاعب في حقوقه. إحدى صحف تشيلي نشرت من قبل بأنه وفي حالة دفع أي فريق 40 مليون دولار لتسجيل النجم سانشيز فإنه وحسب اتفاق مسبق. عام 2006، بيّن فليسيفيتش ونادي أودينيسي سينال الوكيل 18 مليون دولار يكون نصيب اللاعب نصفها. أمام القضاء فسّر الوكيل الأمر بأن موكله سانشيز لم يكن لديه حساب بالعملة الصّعبة أو المحلية، لذلك اضطر لوضع المبلغ في حسابه الخاص. حينها كان فليسيفيتش في شراكة مع أحد وكلاء لاعبين اسمه "تاياريكو" الذي اشتهر في قضية تزوير جوازات بعض اللاعبين، وهو نفس الشخص الذي فتح عليه بلاغ بالمحكمة مطالبا بمبلغ مليون ونصف مليون دولار ليتخلى له عن شراكته في "فيبرا ماركتينق"، كما أنه استطاع "الزوغان" من قضية تقليد إمضاء اسم نجمه سانشيز في أحد العقود السابقة.
ملخص سريع للرجل الأكثر التصاقا بنجم البارصا الجديد
هذا ملخص سريع للرجل الأكثر التصاقا بنجم البارصا الجديد، فماذا عن النجم نفسه؟. للاعب جوانب سلبية عديدة، لكن وكالعادة لم تذكرها نفس الأوساط الصحافية التي أكثرت من الحديث عن عورات الآخرين ولم تترك لهم جنبا ينامون فيه. للنجم تصرفات هوجاء كانت ستكلفه الكثير. عام 2007م، صدم اللاعب امرأة بسيارته من نوع "النيسان" قبل أسبوع واحد من دهسه بسيارته لأحد الصبية الصغار، وهو في طريقه لملعب للاشتراك في مباراة دولية بين منتخب بلاده ومنتخب باراغواي. أمّا عن مغامراته العاطفية، فيكفي أنه وهو في بلده تشيلي، خرج بطريقة ما من ورطة علاقته مع ثلاث عارضات أزياء في نفس الوقت – فالون، روكسانا مونيز وأرييلا مديروس-. كما اشتهر بالعدد الكبير من حراس الأمن الذين يحيطون به أين ما كان.
صار كل من ينضم للنادي الكتالوني هو المثالي وغيرهم ولا شيء؟
تساءل الصحافي الكبير "توماس رونسيرو"، عن تخيلنا لمورينيو يتناقش مع نسيب أغويرو الأسطورة مارادونا، وأشار إلى أنّ الاثنين من أصعب وأكثر المدربين كاريزما وربما تقوم الدنيا ولا تجد لها مطرحا، إذا ما جاء النجم أغويرو للقلعة البيضاء وتدخل مارادونا بطريقة أو أخرى في الشأن الفني مع المدرب مورينيو. هكذا صرّح البعض في الشأن المدريدي قبل إتمام الصفقة أو الاتفاق عليها حتّى؛ أهنالك إشارة أوضح مما يقول روبين أوريا؟ .... أصار كل من ينضم للنادي الكتالوني هو المثالي وغيرهم من النجوم "أي كلام"؟.