بعد التحقيق الدقيق المعمّق والإستغلال الجيد للمعلومات، تمكن عناصر الدرك الوطني لكتيبة العامرية ولاية عين تموشنت من تفكيك شبكة دولية مختصة في تجارة المتفجرات والألغام المضادة للأفراد كانت تبيعها لصيادي السمك، حيث تمكنت ذات العناصر إثر هذه العملية من حجر 85 لغما مضاد للأفراد و50 صاعقا كهربائيا و40 مترا من الفتيل البطئ الاحتراق يستعمل للألغام، مع توقيف 5 متورطين فيما يبقى الممون الرئيس بالألغام في حالة فرار. تعود حيثيات القضية الى يوم 18 12 2006 في حدود الساعة الخامسة مساء، حيث وردت لكتيبة الدرك بالعامرية معلومات مؤكدة تفيد بوجود شخص ببلدية العامرية يحوز على كمية من المتفجرات وبعد الإستغلال الجيد للمعلومات الواردة والتأكد من صحتها تنقلت ذات العناصر إلى منزل المشتبه به، مستعينين بالكلاب البوليسية الخاصة بالدرك الوطني المدربة على كشف المتفجرات، وبإذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة العامرية، تمّ تفتيش بيت المدعو "ب، ه 39 سنة" بطال، له سوابق عدلية، حيث تم اكتشاف داخل دورة المياه متفجرات (TNT) تقدر ب75 لغما مضادا للأفراد وزن الواحد منها 107غ، أي بوزن إجمالي قدره 8 كيلوغرام من صنع فرنسي. كما تمّ ضبط 50 صاعقا محفوظا داخل علبة ثقاب ذو أبعاد 7.5 من نوع أحيتر وبيك فورد من صنع فرنسي كذلك وبعد التحقيق المطول مع الموقوف، تبيّن أنه كان يستلم البضاعة "الألغام" من الرأس المدبر المدعو "ش. ب" 46 سنة، يمتهن مهنة بحري، معتاد الإجرام، الساكن ببلدية بوزجار، حيث كان الموقوف الأول صاحب المنزل يقوم بتخزين الألغام وما تعلق بها من أدوات التفجير، ثم يعيدها إلى المدعو "ش. ب" بمبلغ متفق عليه. ومن خلال مواصلة التحري حول نشاط هذا الأخير ببلدية بوزجار، تمكن المحققون من التعرّف على الممون الرئيسي "أ. م" الساكن بتلمسان الذي يوجد الآن في حالة فرار، حيث كان هذا الشخص يقوم بجلب الألغام المضادة للأفراد من المغرب، متسللا عبر الحدود ليدخلها إلى التراب الجزائري ويقوم بتسويقها مع شركائه بالمنطقة الذين يستعملونها في الصيد. كما وقد قام عناصر الدرك بتفتيش مسكن مشبوه آخر كان له علاقة بالشبكة، إذ تمّ العثور على 4 لفات من الفتيل البطيء الخاص بالألغام طوله 10 أمتار و10 ألغام مضادة للأفراد مع كمية من المسحوق الأسود غير قابلة الإشتعال بالإضافة إلى حجرتين من مادة براقة كانت مخبأة بكيس بلاستيكي يرجح أنها تساهم في عملية التفجير أثناء الصيد، وخلال لحظات تفتيش المسمى "ج. ي" حيث أخت المشكوك فيه صاحب البيت من إخفاء المتفجرات ورميها خارج المنزل، تهرّبا من المسؤولية، كما أفاد التحقيق كذلك إلى توقيف المدعوين "ج. ط" 32 سنة الساكن ببوزجار، والمدعو "م. ج" 37 سنة، الساكن بعين تموشنت كونهما قاما بشراء المتفجرات من عند المدعو "ش. ب" قصد إستعمالها في الصيد، وعليه، تم تقديم جميع الموقوفين مساء أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة العامرية للنظر في قضيتهم. س" كسال