أعرب الأمين العام للمنظمة الوطنية المجاهدين السعيد عبادو عن "اسنكاره الشديد" بشأن ما تردد عن استيلاء عدد من الفرنسيين على مقرات هيئات ومؤسسات عمومية بحجة امتلاكهم لوثائق تعود إلى فترة الاحتلال، واستغرب عبادو حدوث مثل هذه الظاهرة في وقت توجد فيه الجزائر وقد تحررت من براثن الاحتلال الفرنسي. وقال عبادو في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" إنه "في الوقت الذي تطالب فيه الجزائر، فرنسا بالاعتذار عن الجرائم التي ارتتكبتها في حق الملايين من الجزائريين طيلة 132 سنة، مع ما يترتب عن ذلك من تعويضات،انقلبت الآية وتكرس العكس، يتحول الضحية إلى جلاد". وشدد المتحدث على أن "الفرنسيون محتلون وهم مطالبون بالتعويض". وبشأن ما تردد عن امتلاك فرنسيين لوثائق ملكية تعود للمرحلة الاستعمارية، لم يتردد عبادو في التأكيد على أن مثل هذه الوثائق لا يمكن الاعتداد بها، لأن "كل من جاءت بهم فرنسا إلى الجزائر في الفترة الاستعمارية يعتبرون محتلين يفقدون كل حقوقهم بمجرد إعلان الاستقلال"، مضيفا بأنه المسالة من الناحية القانونية تنطوي على الكثير من المغالطات التي يجب على القانونيين ورجال القضاء الانتباه إليها بحذر، حيث تساءل المتحدث عما إذا يحق من الناحية القانونية للشخص الذي ترك أملاكه طواعية لمدة زمنية فاقت الأربع عقود، ثم يعود إليها فجأة مطالبا بحق ملكيته، هذا إذا أخذنا المسألة من الناحية القانونية الصرفة. لكن الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين يصر على أن تعالج هذه القضية في إطار سياسي بحت، يتم فيه مراعاة الآثار المترتبة عن احتلال قارب عمره القرن والنصف. وهنا يؤكد أيضا عبادو أن من يطالبون اليوم باسترداد أملاك فقدوها في الجزائر غداة الاستقلال، عليهم اللجوء إلى من أتى بهم إلى بلاد غير بلادهم، وهي فرنسا التي مكنتهم بغير وجه حق من السطو على أملاك الجزائريين. السعيد عبادو وإن شدد على ضرورة عدم التعليق على قرارات العدالة الجزائرية مهما كانت حيثيات القضية، إلا أنه استغرب صدور قرارات تعطي الحق لمعمرين سابقين وأقدام سوداء، عادوا في وقت ينعم فيه الجزائريون بالحرية، ليجردوهم من ممتلكاتهم، وهو الموقف الذي قال إنه "تحفظي ومبدئي" ما دام أنه لم يبلغ رسميا بشيء من هذا القبيل من قبل المتضررين. وفي هذا السياق، استغرب المسؤول الأول على الأسرة الثورية، عدم إبلاغ المنظمة الوطنية للمجاهدين بمثل هذه الانتهاكات، ولم يتردد في القول بأنه لو كان على علم بالأمر، لتدخل لدى المسؤولين في الدولة، ولقام بكل ما في وسعه لحماية الأملاك الوطنية، عمومية كانت أو خاصة من أي تهديد، مطالبا الجهات المتضررة أو المهددة بضرورة إبلاغ المنظمة بكل جديد في هذا الاطار. محمد مسلم: [email protected]