أكدت مجموعة من البنوك والمصارف العربية العاملة في الخليج العربي أن الفرصة جد مواتية بل وممتازة للدخول إلى السوق الجزائرية بعد أن حققت هذه الأخيرة درجة متقدمة من الانفتاح والاستقرار خلال السنوات الأخيرة، مضيفة إن الفرصة التي توفرها السوق الجزائرية لا يمكن مقارنتها على المستوى العربي خاصة البنوك الإسلامية التي تلقى استحسانا وقبولا في الجزائر بشكل عام بما تقدمه من منتجات مصرفية إسلامية، مما دفع هذه الأخيرة إلى العمل على تعزيز مكانتها في الجزائر حيث أصبح هناك العديد بمساهمة من رأس المال العربي. وتعود 7 من كل 10 طلبات اعتماد تقدم للبنك الجزائر لبنوك عربية، وهناك عدد من البنوك الخليجية والعربية ستنطلق مع بداية 2007 في النشاط الفعلي في الجزائر متحفزة بالنجاحات الضخمة التي أتاحتها السوق الجزائرية للبنوك العربية والأجنبية السباقة لاقتحام السوق وعلى رأسها بنك البركة الذي تملك الحكومة الجزائرية رأس ماله مناصفة مع مجموعة دلة البركة، وسجل مؤخرا دخول مصرف السلام الإماراتي إلى الجزائر برأس مال قدره 100 مليون دولار مما يجعله أهم بنك في الساحة مباشرة بعد البنوك العمومية التي تملكها الدولة والتي تراقب حوالي 90 بالمائة من الساحة في الجزائر، حيث ترى هذه المصارف أن الساحة مهيأة الى أبعد الحدود في الجزائر لا سيما بعد تعديل كل التشريعات وجعلها متوافقة مع أحدث القوانين العالمية في هذا المجال، إلى جانب تحقيق استقرار في الأوضاع الأمنية بشكل عام. وستنطلق خلال هذه السنة حوالي 10 بنوك عربية وأجنبية في النشاط في الجزائر ومنها بنك السلام الإماراتي وبنك فرنسا بنك اللبناني بالإضافة إلى بنوك مغربية وتونسية ومصرية وبحرينية وإسبانية، كما ستعرف السنة الجارية افتتاح أول فرع للبنك البريطاني "أش.اس.بي.سي" من خلال فرعه في دبي الذي يسير عمليات البنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو من اكبر المجموعات البنكية في العالم. وقال العديد من المحللين أن هناك فجوة كبيرة بين عرض المنتجات المالية والطلب عليها في الجزائر، حيث تتوفر الجزائر حاليا على وكالة بنكية لكل 28 ألف شخص وهو ما يكشف الحاجة الماسة الى وجود المزيد من البنوك في الجزائر التي تعد سوقاً مضمونة في هذا المجال. ويضيف هؤلاء إن الصعوبات التي تواجه المصارف في بداية عملها بحكم دخولها سوقا جديدة، سرعان ما تزول مع الوقت، حيث أثبتت التجربة أن بنوك القطاع الخاص حققت نجاحات غير مسبوقة في الجزائر وهناك بنوك حققت 42% نسبة فوائد على رؤوس الأموال الخاصة، وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بما تحققه البنوك في منطقة الخليج إذ لا تتجاوز نسبة العوائد 10%. عبد الوهاب بوكروح: [email protected]