تشارك الجزائر ممثلة في وزير الصناعة وترقية الاستثمارات حميد طمار في المؤتمر المصرفي العربي الذي يبدأ أشغاله اليوم بالقاهرة تحت عنوان "دور المصارف في تمويل المشاريع الاستثمارية العربية" حيث سيلقي كلمة حول الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تمت مباشرتها في الجزائر وفرص الاستثمار بها· ويناقش المؤتمر الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية على مدار يومين عدة قضايا مرتبطة بالمصارف ودورها في تحفيز الاستثمار وسبل تحديث القطاع المصرفي في الدول العربية، والاستفادة من الخبرات الأجنبية في تقديم خدمات ومنتجات مصرفية جديدة كي تصبح قادرة على منافسة البنوك العالمية التي تسعى للدخول بقوة في الأسواق العربية· ويشارك في المؤتمر عدد من وزراء المالية والاقتصاد العرب ومحافظو البنوك المركزية العربية ورؤساء البنوك والمصارف العربية وعدد كبير من رجال الأعمال· وسيبحث المشاركون في هذا اللقاء أيضا "دور المصارف العربية في توفير المناخ اللازم لتحفيز الاستثمار المحلي والخارجي" وتنسيق أدوار الحكومات والقطاع الخاص لتحقيق ذلك · وستكون الاستثمارات فيما بين الأسواق الدولية والأسواق العربية ضمن جدول أعمال المؤتمر الذي سيبحث سبل تعزيز العلاقة القائمة بين الكيانين إلى جانب موضوع "الصيرفة الإسلامية" ودورها في تنمية الاستثمار· وكان رئيس اتحاد المصارف العربية السيد عدنان يوسف قد أشار في تصريحات صحفية إلى أن القطاع المصرفي العربي "سجل نموا كبيرا خلال الأعوام الأخيرة وصل إلى نحو 28 بالمائة العام الماضي وأصبحت أرصدته الإجمالية تمثل أكثر من 123 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية مجتمعة"· وأوضح أن مجموع ميزانيات البنوك العربية مجتمعة وصلت حوالي 2 تريليون دولار حتى نهاية العام 2007 فيما بلغ عدد البنوك العربية نحو 470 مصرفا عربيا مضيفا أن هذه المصارف تدير أكثر من 1.66 تريليون دولار من الأرصدة وتمتلك قاعدة ودائع تقدر بحوالي 4،951 مليار دولار وتعمل بقاعدة رأسمالية في حدود 159 مليار دولار· يذكر أن المؤتمر المصرفي العربي لعام 2007 كان قد عقد في نوفمبر بقطر تحت شعار "رؤية عربية للقمة الاقتصادية: بماذا يوصي المصرفيون ورجال المال والاستثمار" وخصص مؤتمر عام 2006 الذي احتضنته بيروت لبحث موضوع إعادة اعمار لبنان· وتوجد المصارف العربية حاليا في أحسن أحوالها بفعل تراكم السيولة النقدية لاسيما بدول الخليج بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط· وهي مدعوة اليوم أكثر من أي وقت سبق للاضطلاع بمهمتها الأساسية وهي تمويل الاستثمار بالبلدان العربية التي مازالت من اضعف الدول المستقطبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة· وشهدت الجزائر في السنوات الأخيرة اهتماما ملحوظا من طرف البنوك العربية التي أصبحت تمثل نسبة معتبرة من إجمالي البنوك الأجنبية العاملة ببلادنا، لكن حجم حصتها في السوق المالية الجزائرية مازال ضعيفا مقارنة بالمصارف الفرنسية على سبيل المثال·