عرفت ظاهرة اختطاف الفتيات في المدة الأخيرة بولايات غرب البلاد ارتفاعا خطيرا دفع البعض لدق ناقوس الخطير والتحذير من أخذ الظاهرة لأبعاد يصعب احتواؤها فيما بعد. وقد كانت آخر سيناريوهات الاختطاف القسري ما شهده حي سيدي البشير بوهران نهاية الأسبوع الماضي، حيث قام أربعة شبان تتراوح أعمارهم بين 24 و 28 سنة بترصد حركات إحدى الفتيات البالغة من العمر 17 سنة، ثم أجبروها على ركوب سيارة مجهولة، واقتادوها معصوبة العينين إلى مكان مهجور، وهناك أقاموا على (شرفها المسلوب) حفلة اغتصاب وحشية يصعب على الضحية كشف كثير من تفاصيلها حسب مصالح الأمن! وتكمن خطورة هذه الواقعة في أن مكان حدوثها هو حي سيدي البشير الشعبي، والمعروف بأنه مكتظ بالسكان والعائلات المحافظة.. أما التوقيت الذي اختاره الجناة الموجودون في حالة فرار، فهو في وضح النهار وأمام الملأ، ودونما اكتراث لصرخات الضحية وكأنهم يقيمون في مجتمع لوحدهم ويعيشون تحت ظلال قانون خاص! الحادثة المأساوية فتحت الباب مجددا على ظاهرة خطيرة بدأت في النمو سريعا بالمجتمع الوهراني، وهي اختطاف الفتيات واغتصابهن بشكل سافر ووحشي، وقد كانت قرية عين البيضا منذ أسابيع مسرحا لواقعة مشابهة حينما اقتاد مجهولون فتاة إلى مكان معزول وقاموا بفعلتهم النكراء دونما أن تتحرك مصالح الأمن لكشف ملابسات الحادثة! البعض يتخوف من تحول وهران إلى (قاهرة أخرى) في إشارة إلى ما شهدته شوارع العاصمة المصرية منذ أشهر حينما هجم عدد من (الصعاليك) صغار السن والشباب على بعض الفتيات والنساء لدى خروجهن لقضاء المساء في قاعات السينما والمسرح وقد كان ذلك في عيد الفطر الماضي! الظاهرة، لتم تقتصر على وهران المتهمة بأنها (عاصمة الزهو).. فقد شهدت مدينة بشار، وبالضبط حي 18 فيفري، الأسبوع الماضي حادثة مأساوية مشابهة، عندما خطف شقيقان عمرهما 18 و 25 سنة فتاة عمرها 14 سنة من أمام منزلها!!، ثم اقتاداها إلى مرآب في إحدى الفيلات الفاخرة (انتبهوا للمستوى الاجتماعي الراقي!) حيث كان شريكهما الثالث، مراهق عمره 17 سنة، قد أعد كل لوازم "الاغتصاب الجماعي"، ثم سرقوا منها كل مجوهراتها الثمينة ورموها على قارعة الطريق! ولاشك أن مثل هذه الحوادث وتكررها بشكل "عنيف" أحيانا (6 عمليات اختطاف خلال العام الماضي بمستغانم مثلا) يجعل من مسؤولية الوضع تقع على عاتق الجميع دون استثناء.. على مستوى التربية "المنحط" الذي تقدمه بعض العائلات لأبنائها المراهقين، وعلى عائلات أخرى تشجع بناتها للخروج وكأنهن محلات مجوهرات متنقلة أو (لابسات من غير هدوم!).. المسؤولية تقع أيضا على الجهات الأمنية التي سكتت أمام استفحال الخطر في وضح النهار وأمام أنظار الجميع، ربما تنتظر أن يمتد الاختطاف إلى داخل البيوت؟! قادة بن عمار