بعد أن كان الأولياء يصطحبون أبناءهم الصغار إلى المدارس خوفا من ظاهرة الاختطاف وخاصة الاغتصاب التي أطلت علينا منذ بداية العام الجديد، قد يجبرون هذه المرة على اصطحاب بنات الثانوية وحتى الجامعيات في ذهابهن ورواحهن .. وقد تزامن ارتفاع بارومتر الاختطاف مع إضراب المدارس والثانويات والجو الربيعي الذي شهدته مدن الشرق الكبرى وهي قسنطينةوعنابةوسطيف منذ نهاية شهر فيفري وبداية شهر مارس ، وقد عادت ظاهرة اختطاف الفتيات القاصرات وتحويلهن إلى أماكن مهجورة ومجهولة، ثم اغتصابهن بطريقة وحشية وأحيانا بالتداول والتناوب، فيما بين أفراد العصابة، لساعات طويلة من الزمن، بصورة رهيبة ومخيفة للغاية، إذ لم يعد يمر أسبوع واحد، من دون أن تسجل المصالح الأمنية من درك أو شرطة، عبر إقليم ولايات شرق البلاد، حادثة من هذا النوع، وأخذت القضية أبعادا خطيرة، عندما أصبح مرتكبوها من شريحة المراهقين الذين لاتتجاوز أعمارهم 20 سنة في أغلب الأحيان، وأغرب ما في القضية، أن المختطفات من الضحايا، عادة ما يكن من فئة القاصرات، أو من تلميذات الطور المتوسط والثانوي دون سن السادسة عشرة. ومنذ نحو 15 يوما الأخيرة، وقفت المصالح الأمنية لولايتي الطارف وعنابة، على عدة قضايا من هذا النوع، إذ سجل اختطاف فتيات قاصرات من قبل مراهقين، قاموا بممارسة فاحشة الزنا في حقهن، مما عرضهن لفقدان عذريتهن، جراء تعرض الضحية إلى اعتداء جنسي متتالٍ من عدة جهات وفي وقت زمني قصير، مما يجعل منها بعد ذلك، في وضعية المحبطة نفسيا وجنسيا، إلى درجة تكره فيها كل ما له علاقة بالرجل حتى ولو كان زوجها مستقبلا، أو العكس تماما، كأن تصبح للضحية ميولات جنسية خطيرة، بعد أن تحس أنها فقدت شرفها، فتتحول بذلك إلى عاهرة بأتم معنى الكلمة مادامت قد فقدت أعز ما تملك، ونظرا لخطورة القضية وخطورة أبعادها سن المشرع الجزائري، في قانون العقوبات، أحكاما قاسية في حق المتورطين في مثل هذه القضايا، إذ يعاقب بالحبس النافذ ما بين ال5 إلى 15 سنة نافذة، كل من تعرض بالاعتداء الجنسي باستعمال العنف أو الخطف وتحت طائلة التهديد في حق الجنسين سواء أكان ذكرا أم أنثى، وتشدد العقوبة كلما كانت الطريقة أخطر وكلما كانت الضحية في سن مبكرة. لكن عديمي الضمير، أعادوا هذه الظاهرة بقوة إلى واجهة الجرائم التي اكتسحت الشارع الجزائري مؤخرا، إذ سجلت ولاية الطارف، وقوع ثلاث حالات من هذا الصنف، راحت ضحيتها 5 فتيات قاصرات تعرضن للاغتصاب بصورة وحشية، بكل من بلديات بن مهيدي والبسباس والشط وكلها بلديات محسوبة على عنابة رغم وجودهن في ولاية الطارف، وهي الحالات التي نجحت مصالح الأمن وكذا عناصر الدرك في تفكيك شفرتها والإطاحة بالمتورطين فيها، وهم في الغالب مراهقون في العشرينيات من العمر، وبولاية عنابة المجاورة، التي انتشر فيها الجنس بقوة خاصة بالنسبة لأصحاب الشقق والسيارات مهما كان نوعها أو حجمها، والقيام بجولة قصيرة في أحد الشوارع المعروفة، أو المرور عبر إحدى الاقامات الجامعية للبنات، وفي أغلب الأحيان، ليس شرطا أن تتجول بقدر ما تجد مكانا مناسبا لتركن فيه سيارتك، وتنتظر راغبات المتعة الجنسية يمتطين السيارة لوحدهن، والمؤسف أنه رغم كل هذه المظاهر المشينة، مازال هناك، من يجد رغبة ولذة، في اختطاف قاصرات والتلذذ باغتصابهن بعد إبعادهن عن منازلهن، كما حدث بحر الأسبوع الفارط بكل من سيدي عمار وعنابة، عندما تعرضت أربع قاصرات للاختطاف والاغتصاب من قبل مراهقين، نجحت مصالح الأمن في وضع يدها عليهم، وأكيد أن العدالة ستأخذ حقها منهم، وستقتص للضحايا وعائلاتهم، لكن الأكيد أيضا أن مثل هذه الحوادث لن تنسى بمجرد أن ينطق القاضي بالحكم في حق المجرم، بل ستعيش مع الضحية لسنوات طوال وربما إلى آخر العمر.. وسجلت في المدينةالجديدة علي منجلي بولاية قسنطينة حادثة اختطاف غريبة حيث تم استدراج شابة في العشرين من العمر مساء الخميس الماضي، وبمجرد محاولتها معرفة من طلبها وكان يقود سيارة غولف داكنة اللون حتى جرها بقوة وأدخلها السيارة التي كان بها شخص آخر، واختفت المخطوفة عن الأنظار. واشتكت طالبة جامعية بذات المدينةالجديدة من محاولة اختطاف عندما كانت عائدة مساء إلى غرفتها بالإقامة الجامعية حيث حاول رجلان إقناعها بامتطاء سيارة رباعية الدفع لأجل التحدث معها، وعندما امتنعت حاول جرها ففلتت بأعجوبة دون أن تعرف هوية الفاعلين.. أما في ولاية سطيف فقد تحولت رحلة استجمامية قادت تلميذات إلى الموقع الأثري جميلة إلى كابوس حقيقي لعائلتها التي افتقدتها على مدار 24 ساعة، ليتبين أنها ضحية اختطاف وحشي من ثلاثة شبان قاموا بتهديدها بالخناجر وجروها بالقوة نحو الغابة المجاورة للمكان الأثري وتداولوا عليها في بيت مهجور بالقوة والتهديد، وتم تحرير الطفلة التي لم يزد عمرها عن 16 عاما في حالة نفسية وبدنية في منتهى التعقيد، وتم القبض على شابين من الخاطفين وبقي الثالث في حالة فرار، وهي الحادثة التي هزت الولاية وأعادت إلى الأذهان ما عاشته ولاية سطيف من اختطاف للأطفال منذ ثلاث سنوات وكان الهدف في ذلك الوقت طلب الفدية.. لكنها الآن من آجل المتعة السادية فقط.