كشف الاتحاد الأوروبي عن مخاوفه مجددا من تشكيل كارتل جزائري - روسي للغاز مشابه لمنظمة أوبيب يمكّن شركات البلدين من التأثير السلبي على الاستهلاك الأوروبي، باعتبارها الممون الرئيسي للسوق الأوروبية من هذه المادة الطاقوية. هذا القلق يأتي تبعا لإبرام بروتوكول اتفاق بين الجزائروروسيا في بداية الأسبوع المنصرم. وقال المحافظ الأوروبي للطاقة أوندريس بيبالغز في تصريح إعلامي نهاية الأسبوع الماضي، إن إبرام الجزائروروسيا اتفاقا حول الغاز أمر مقلق ومن الضروري - حسبه - أن تقدم الدولتان شرحا عن نيتهما من الاتفاق. ويقصد المسؤول الأوروبي مذكرة تفاهم وتعاون في مجال الطاقة التي أبرمها وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل ووزير الصناعة والطاقة الروسي فيكتور خريستانكو يوم الأحد من الأسبوع المنصرم. وينص الاتفاق على ضمان متابعة المشاريع المشتركة في جميع مراحل مشاريع المحروقات وتشمل التنقيب والإنتاج والتسويق والنقل. وتأسف السيد بيبالغز من عدم تحصل الاتحاد الأوروبي عن أية معلومة حول اتفاق البلدين الجزائروروسيا، لكنه أنهى حديثه بعدم وجوب إثارة الفزع في الوقت الراهن. المخاوف الأوروبية متأتية من كون البلدين يحتكران نصيبا معتبرا من السوق الأوروبية، فروسيا تلبي 25 بالمائة من الطلب الأوروبي للغاز، في حين أن الجزائر لها نصيب بنسبة 10 بالمائة من تلك السوق. تكتل الدولتين في مجال تصدير الغاز بمقدوره أن يؤثر على سعره في السوق الأوروبية، علاوة على إمكانية استعمال المادة الطاقوية ذاتها في إطار ضغوطات سياسية، مثلما قامت به روسيا بداية العام الماضي، في صراعها مع أوكرانيا أو ما عرف بأزمة الغاز الروسية الأوكرانية التي أثرت سلبا وبشكل محسوس على تزويد بلدان أوروبية من الغاز. وقرر حينها الاتحاد الأوروبي تنويع مصادره من الغاز والتوجه جنوبا في هذا المسعى، وتأتي الجزائر كخيار جنوبي مفضل، إضافة إلى روسيا والنرويج. وقد نشر في الصيف الماضي، الحلف الأطلسي تقريرا أعلن فيه عن تقارب سوناطراك والشركة الروسية غاوبروم في مجال الغاز وغذى ذلك التقرير حينها مخاوف الأوروبيين الذين طالبوا الجزائر بتوضيحات حول المسألة، كونها مرتبطة مع الاتحاد الأوروبي باتفاق شراكة. سليم بن عبد الرحمان: [email protected]