حل المحافظ الأوروبي المكلف بالطاقة السيد أندريس بيبالغس أمس السبت بوهران، حيث سيتحادث مع وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل حول التعاون الطاقوي الثنائي، كما سيتعرض لبنود القانون الجديد للمحروقات والتدابير المتعلقة بشروط استثمار الشركات الأوروبية في الجزائر، كما سيتطرق شكيب خليل والمحافظ الأوروبي للطاقة إلى "الشراكة الطاقوية الإستراتيجية" بين الجزائر وبلدان الإتحاد الاوربي بما فيها آفاق مضاعفة صادرات الغاز الجزائري نحو أوروبا في أفق سنة 2010 (والتي تغطي حاليا 10 بالمئة من استهلاك الإتحاد الأوروبي). ويشكل قانون المحروقات و"شروط الإستثمارات الشفافة والمستقرة"، أهم المواضيع التي سيتركز حولها اهتمام المحافظ الأوروبي للطاقة الذي أكد في عدة مناسبات أنه يسعى إلى "إقامة شراكة طاقوية استراتيجية جديدة" مع الجزائر التي تعد "أحد الفاعلين الرئيسيين في السوق الدولية للطاقة وأحد الممونين الرئيسيين لأوروبا بالغاز"، حيث يسعى الإتحاد الاوروبي إلى الحصول على ضمانات بعدم قيام تحالف جديد للبلدان المصدرة للغاز على غرار تنظيم أوبك، ولكن بقيادة روسية جزائرية، هذه المرة من خلال تحالف شركتي "غاز بروم" الروسية و"سوناطراك" الجزائرية. وخلص تقرير للحلف الأطلسي الى أن روسيا التي تمد أوروبا بربع احتياجاتها من الغاز، تهدف الى جذب الجزائر وليبيا وقطر ودول آسيا الوسطى، وربما إيران، للتكتل الذي سيتمتع بقوّة هائلة في سوق الغاز العالمية. ويقول التقرير أن الحلف يعزّز موقف موسكو في علاقاتها مع أوروبا وبصفة خاصّة دول مجاورة، مثل أوكرانيا وجورجيا التي تريد موسكو إثناءها عن توثيق علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وكانت صحيفة "فاينانشل تايمز" أول من أشار الى وجود مثل هذا التقرير. وعبر الطرف الأوروبي عن مخاوفه بعد التحذير الذي أطلقه مستشارون في الحلف الأطلسي، الذين حذّروا من أن روسيا "ربما" تسعى لتكوين تكتّل لمنتجي الغاز، يمتد من الجزائر الى آسيا الوسطى لاستخدامه كسلاح سياسي في المعاملات مع أوروبا، وجاء التحذير من تشكيل منظّمة على غرار "أوبك" من الدول المنتجة للغاز بدعم من روسيا، في تقرير سرّي أعدّته اللجنة الاقتصادية للحلف وزع على الدول الأعضاء. وخلال زيارته إلى وهران والتي ستدوم يومين، سيلقي السيد بيبالغس كلمة بمناسبة الندوة الدولية الإستراتيجية حول فرص الاستثمار في قطاع الطاقة بالجزائر، كما سيجري محادثات مع ممثلي الشركات الأوروبية حول "آفاق الأعمال وأثر القوانين الجزائريةالجديدة حول المحروقات على الإستثمارات الأجنبية"، كما أنه سيتطرق خلال هذه الزيارة الأولى إلى الجزائر إلى مسألة مذكرة التفاهم التي ستحدد إطار التعاون الطاقوي الثنائي، سيما وانه نسق زيارته مع مدريد وروما حول العقود الغازية المبرمة مع الجزائر، كما سيحاول الإطلاع على ترتيبات الإتفاق الجزائري - الروسي، بعد قرار المفوضية الأوروبية التي قالت أنها ستراقب اتفاق تعاون أبرم في أوت، بين "غاز بروم" التي تحتكر قطاع الغاز في روسيا وشركة "سوناطراك" الجزائرية، خشية أن يؤدّي الى رفع أسعار الغاز في بلدان الإتحاد الأوروبي. عبد الوهاب بوكروح : [email protected]