نظمت، أول أمس، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "ايناق" جلسة نقاش حول الأدب النسوي وإشكالات الكتابة عند المرأة، بحضور كل من الصحفية نصيرة بلولة، الباحثة فاطمة أو صديق ومسؤولة النشر ب "ايناق" السيدة نوارة حسين، الملاحظ حول هذه الندوة أنها نقاش طبق الأصل للندوة التي احتضنها نفس الفضاء العام الماضي بنفس الوجوه ونفس الحضور، وقد اقتصر النقاش والمدعوات على الوجوه المفرنسة فقط، وكأن الجزائر تفتقر إلى كاتبات باللغة العربية. المشاركات في الندوة أدرنا النقاش بعقلية "سوق النساء"، أين تحوّل الكلام إلى حوار الطرشان بين الثلاثة على المنصة، فيما بقيت القاعة تتفرّج إلى أن تدخل أحد الحضور من الرجال طبعا ليعيد الكلمة للقاعة. أما مستوى الأسئلة التي طُرحت، فبقيت محصورة في الإشكالات التقليدية التي ما تزال تبحث في جوهر المصطلح، والبحث عن شرعية الأقلام النسوية والأسباب التي تجعل الكاتبات يكتبن بأسماء مستعارة، وهي تقريبا نفس الأسئلة التي ناقشها الحضور العام الماضي في نفس التوقيت وبنفس المنشطين وفي نفس المكان، وربما العام ما قبل الماضي، وهو نقاش يعكس بصدق مستوى النظرة والحدود التي بلغتها عندنا النخبة النسوية في البحث عن الأسئلة الجوهرية، ففي الوقت الذي أحدثت فيه السعوديات ثورة في معرض الرياض وهن خلف الحجاب. لم تستطع نساؤنا المتحررات تخطى حدود المصطلح والبحث عن أسماء شرعية لأقلامهن، فقد تحدثت نوارة حسين عن رفضها المطلق لمصطلح الأدب النسوي في سياق تساؤلها عن الأسباب التي دفعت بهذا النقاش إلى الواجهة، فيما تغيب أو تُغيّب الأشكال الإبداعية الأخرى. أما الباحثة فاطمة أو صديق، فعادت في قراءة سُسيولوجية إلى أعمال يمينه مشقرا ومليكة مقدم، مستعرضة النضال التاريخي للنساء في هذا المجال، فيما فضّلت الصحفية نصيرة بلولة أن تدخل لسؤال الكتابة عبر الصحافة لتستعرض تاريخ المهشمات في الجزائر. الجلسة التي اختتمت كما بدأت بأن تفرقت المجتمعات بنفس قناعات العام الماضي، تأكيد الدور النسوي في مجال الإبداع ورفض مطلق لمصطلح الأدب النسوي، لتبقى الأسئلة الأخرى نائمة إلى حين. زهية منصر :[email protected]