ثار، أمس، محمد أبو تريكة صانع ألعاب فريق الأهلي على المجلس العسكري ورفض السكوت على مجزرة "بور سعيد" التي أودت بحياة أزيد من 70 شخصا لقوا حتفهم مباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة. محمد أبو تريكة الذي تناقلت الفضائيات المصرية منذ الأربعاء الماضي تفاصيل فراره وزملائه إلى غرف الملابس وهم في حالة فزع وخوف شديدين من هول الصدمة مرددا "هذه حرب وليست كرة قدم". لقن الشهادة بنفسه لأحد مشجعي الأهلي حيث قال نجم الأهلي ومنتخب مصر لقناة الأهلي التلفزيونية "هذه ليست كرة قدم، هذه حرب والناس تموت أمامنا. لقد لقنت الشهادة لأحد مشجعي الأهلي قبل قليل". ورفض أبو تريكة رفضا قاطعا أن يجلس مع المشير طنطاوي في جلسة عقدت للاطمئنان على اللاعبين فور عودتهم من بورسعيد في المطار أو محادثته. وهو الرفض الذي ترجمه أمس الجمعة في مظاهرات حمل فيها على الأعناق وهو ينادي بمحاسبة المتورطين وكانت الفضائيات المصرية قد نقلت صورا حية من الملعب لمشجعين وهم يعتدون على سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في الأهلي. هذا الأخير أصيب بعض لاعبيه -حسب موقعه-وهم شريف إكرامي وشهاب الدين أحمد وشريف عبد الفضيل ولازالوا يعانون من إصابات متفاوتة. من جهة أخرى أفادت إحدى القنوات أن ثلاثة لاعبين من الأهلي إضافة إلى محمد أبو تريكة وهم عماد متعب ومحمد بركات وشريف إكرامي اعتزلوا احتجاجا على التقصير الأمني . وكان أبو تريكة قد عبر عن رد فعله من "المجزرة" مباشرة بعد الأحداث، حيث لم يتمالك نفسه وهو يروي ما شاهده من قتل بأم عينه واستنكر باكيا ما جرى وما تعيشه مصر، محملا المسؤولية للأمن الذي لم يوفر الحماية. وهو الأمر الذي أكده أحد عناصر مشجعي الأهلي الذي أكد أنه شاهد أبو تريكة يكاد يقبل يد عسكري حتى يتحرك هذا الأخير ويوقف العنف في ملعب بور سعيد ولكنه رد عليه "لا أوامر لدي بذلك".