كشف مصدر برلماني أن هناك وفدا برلمانيا جزائريا يستعد للسفر إلى غزة ضمن الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن القطاع والمقررة أوائل الشهر المقبل. ورفض ذات المصدر في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" الكشف عن مزيد من التفاصيل لأسباب تخصه. في حين أكد لنا مصدر آخر من البرلمان جهله بالموضوع، مشيرا إلى أن العملية ربما يتم الإعداد لها داخل دائرة مغلقة. وكانت وسائل إعلام عربية قد نقلت عن العضو المؤسس في الحملة الأوروبية، أنور الغربي، قوله ان نوابا من الجزائر والكويت والسودان واليمن والأردن قرروا الانضمام إلى رحلة التضامن. * وسينضم هؤلاء إلى الوفد البرلماني الدولي المكون من نواب من دول أوروبية مختلفة مثل بريطانيا وإيرلندا واليونان وايطاليا وسويسرا واسكتلندا وغيرها وكذلك من دول آسيا وأمريكا اللاتينية. وحسب المسؤول الفلسطيني، فقد تلقت الحملة عديدا من رسائل الدعم والتأييد من قبل برلمانيين أوروبيين وعرب للخطوة التي بادرت إليها لزيارة قطاع غزة المحاصر للسنة الثالثة على التوالي.. * وعن كيفية الدخول إلى القطاع المحاصر، كشف نفس المتحدث عن اتصالات تقوم بها "الحملة الأوروبية" ونواب أوروبيون مع الجانب المصري لتسهيل دخول الوفد، الذي سيكون أضخم وفد برلماني يزور القطاع دفعة واحدة. * يذكر أن حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني يعانون من أوضاع مأساوية داخل القطاع. وكان وفد من نشطاء حقوق الإنسان من مختلف مناطق العالم قد تحدى اسرائيل من شهور وزار غزة بحرا، حيث وقف على حقيقة الكارثة هناك. * وتتواصل الحملات الدولية لفك الحصار عن القطاع في الوقت الذي تواجه اسرائيل أزمة سياسية حادة، حيث فشلت زعيمة حزب كاديما الحاكم تسيبي ليفني في أول مهمة لها والخاصة بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، حيث قررت اللجوء إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة مطلع العام القادم. وقد استنفذت ليفني، التي تتولى منصب وزير الخارجية، شهرا من المشاورات مع أحزاب عدة دون فائدة، حيث رفض حزب شاس الديني المتطرف "12 نائبا من أصل 120 في الكنيست" ولائحة التوراة الموحدة "ستة نواب" المشاركة في الحكومة القادمة. وطلب الحزبان اللذان يعتبر دعمهما ضروريا لتشكيل أغلبية في البرلمان، الوعد بعدم التفاوض مع الفلسطينيين حول قضية القدسالشرقية التي ضمتها إسرائيل بعد احتلالها عام 1967. واعتبرت ليفني، التي تسمى "السيدة النظيفة"، "في السياسة الإسرائيلية أنها رفضت الرضوخ لمطالب الحزبين المتطرفين، لأنها لا تريد تعطيل فرص للتفاوض مع الفلسطينيين وسوريا. ويرى مراقبون أن هذا الموقف سيعزز حظوظ تسيبي ليفني، خاصة وأن آخر استطلاعات الرأي تفيد بأن شعبيتها في تصاعد منذ ان تولت قيادة حزب "كاديما" الشهر الماضي، بعد انسحاب أولمرت المتخبط في قضايا فساد. * وردا على التطورات الحاصلة في الساحة السياسية الإسرائيلية، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ان اتجاه زعيمة حزب كاديما الحاكم في إسرائيل تسيبي ليفني نحو الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة يعني تكريس فشل مسيرة التسوية والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحت ذريعة الانشغال بالانتخابات، ما نعتبره صفعة لفريق التسوية وكل المراهنين على هذا الخيار، مثلما قال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس. كما اعتبر هذا الأخير ان فشل ليفني في تشكيل حكومة إسرائيلية ائتلافية يعكس الانقسام الكبير وحالة الضعف والتراجع التي تتسم بها الساحة الإسرائيلية. * أما المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، فقد أعلن أن السلطة ستتعامل مع أي رئيس وزراء إسرائيلي ملتزم بعملية السلام. واعتبر أبو ردينة أن أي تأخير فى المفاوضات سيؤدي إلى تضييع الوقت، خاصة أن عملية السلام لازالت متعثرة وأن التغيرات فى اسرائيل والولايات المتحدةالامريكية سيكون لها تأثير على سرعة سير المفاوضات. * من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن "ما يجري في إسرائيل هو شأن داخلي. نحن لا نريد صناعة السلام مع طرف في اسرائيل نحن نريد السلام مع جميع الإسرائيليين".