ألمحت وسائل الإعلام العبرية الثلاثاء إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اتخذ على ما يبدو قرار توجيه الضربة العسكرية لإيران لمنعها من الوصول إلى القنبلة النووية في أعقاب لقاءاته مع الرئيس الأمريكي وخطابه في منظمة الإيباك اليهودية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد عنونت معظم وسائل الإعلام العبرية صفحاتها بما قال نتنياهو، فهذه هارتس على موقعها باللغة العبرية تقول نتنياهو:لن ننتظر أكثر، أما يديعوت احرنوت فكتبت نتنياهو: الدبلوماسية لم تساعد، لن ننتظر وقتا أطول، أما معاريف فكتبت نتنياهو: يجب وقف إيران، لا مجال للانتظار أكثر. وفي التفاصيل، قال موقع ساحة السبت اليميني إن نتنياهو رمز بشكل واضح خلال خطابه في الإيباك انه لا يمكن السكوت على إيران أكثر، موضحة على أن تصريحاته تدل على انه اتخذ قرار مهاجمة إيران. وحسب المصادر العبرية جميعها فإن تصريحات نتنياهو تشير إلى انه بالفعل قد اتخذ قرار توجيه الضربة. وحسب المصادر فإن خطاب نتنياهو رمز بالفعل إلى هذا القرار وان هناك خشية واسعة الآن من أن تقود الضربة العسكرية إلى وضع قاتل بالنسبة لإسرائيل. وتضيف وسائل الإعلام العبرية انه وكما كان متوقعا فإن خطاب نتنياهو ركز على المسألة الإيرانية وقال "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، مشيرا إلى انه وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، كما قال "ان إسرائيل مصممة على عدم السماح لإيران من امتلاك أسلحة نووية، وان كل الخيارات مفتوحة". كما أشارت الصحف العبرية إلى أن نتنياهو أوضح أن "الأشخاص المسؤولين لا يمكن أن يتجاهلوا إيران، وانه لا يمكن المراهنة على أمن إسرائيل، طالبا من الولاياتالمتحدة وقادتها وقادة اليهود فيها عدم المراهنة على أمن إسرائيل عبر إعطاء الوقت للدبلوماسية، لأنها فشلت". وطوال كلمته، حاول نتنياهو التحذير من إيران نووية، لأنها ستكون مظلة لكل المنظمات الإرهابية كما وصفها، مشيرا إلى مجموعة من المنظمات التي لن تكون خائفة بعد حصول ايران على القنبلة النووية، وان إيران سيكون لها كلمتها بأسعار النفط، وفي كثير من الأمور في العالم. وأضاف نتنياهو إن إعطاء المزيد من الوقت للدبلوماسية يعني اعطاء المزيد من الوقت لإيران لقتلنا جميعا، حيث مايزال البرنامج النووي الإيراني يتقدم في ظل الدبلوماسية. وقال نتنياهو لن أسمح لشعبي بأن يعيش تحت تهديد السلاح النووي. وختم نتنياهو خطابه بالقول "بعض المعلقين يحاولون إقناعنا بأن المواجهة العسكرية المفتوحة مع إيران، أكثر خطورة، وأنهم يخشون أن أي هجوم قد يكون قاتلا، وأنا أقرأ تلك التقارير، ولكن يجب ألا نعطي إيران مزيدا من الوقت". وقال: "في عام 1944، دعت جهات بالولاياتالمتحدة بعدم التدخل في معتقل أوشفيتز، وأنه لا ينبغي تحرير أوشفيتز حتى لا يتضرر الأمريكيون والتحالف الدولي، ولكن الآن في عام 2012 الوضع مختلف عما كانت عليه الأوضاع في عام 1944، أن الحكومة الأمريكية المختلفة، والشعب اليهودي مختلف، اليوم لدينا دولة خاصة بنا وسنحميها". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد التقى قبل الليلة الماضية بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وتركز البحث على الملف النووي الإيراني. ولم يصدر بيان مشترك في ختام المحادثات التي استمرت أكثر من ساعتين. وصرح رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع بأن إسرائيل والولاياتالمتحدة تقفان معا في وجه إيران، مؤكدا مع ذلك ضرورة أن تبقى إسرائيل سيدة فيما يتعلق بمصيرها، وان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها. وبدوره أكد اوباما التزامه بالحفاظ على أمن إسرائيل. وكرر الموقف الأمريكي القائل أن واشنطن لن تسمح بحصول إيران على أسلحة نووية، وأنها تبقي جميع الخيارات واردة. وأوضح الرئيس الأمريكي انه لايزال هناك مجال للحل الدبلوماسي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وذكرت مصادر مطلعة على تفاصيل المباحثات بين الزعيمين أن نتنياهو أوضح للرئيس أوباما أن إسرائيل لم تتخذ بعد قرارا بتوجيه ضربة عسكرية إلى ايران. من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء أن الضغوط الممارسة على إيران تزداد فعلا، إلا أن الوقت أخذ أيضا بالنفاد. كما نقلت المصادر عن نتنياهو قوله أن الولاياتالمتحدة تتفهم موقف إسرائيل الذي يؤكد حقها في الدفاع عن نفسها بوجه أي تهديد. ووصفت مصادر في حاشية نتنياهو المباحثات مع الرئيس الأمريكي بأنها كانت جدية وايجابية. وأعرب نتنياهو عن ارتياحه من نجاح إسرائيل في وضع قضية البرنامج النووي الإيراني على رأس سلم أولويات المجتمع الدولي. والتقى نتنياهو الليلة الماضية وزير الدفاع الأمريكي ليئون بانيتا.