قررت قوات الجيش، التي تقوم بعملية تمشيط بجبال أميزور بولاية بجاية، نصب محتشدات ونشرها على مستوى عدّة نقاط بغابة "السبت أقديم"، حيث تتحصن الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ويرجح أنها تضم أمراء وقياديين، ونفت مصادر أمنية مسؤولة أمس ل"الشروق"، أن يكون توقيف العملية العسكرية بصفة مؤقتة، مرتبط ب"مفاوضات" تكون قوات الأمن قد باشرتها مع الإرهابيين لتسليم أنفسهم. وقالت هذه المصادر، إن "قوات الجيش لم تعلق أو تجمد أو توقف عمليتها العسكرية بأميزور"، خاصة بعد أن سجل هدوء في الأيام الثلاثة الأخيرة، وتوقف الاشتباكات وأضافت أن قوات الجيش، لجأت في المرحلة الأخيرة من العملية، الى نشر عناصرها على محيط المخبأ الرئيسي، وتركز حاليا على العمل الميداني برّا، بعد تدمير عدّة ملاجئ في سلسلة عمليات القصف في الأيام الأولى من العملية، ولم تستبعد مصالح الأمن أن يكون الإرهابيون قد تحصنوا في زوايا آمنة، لم يصلها القصف، مختبئين هناك، يترصدون غفلة أفراد الجيش، خاصة ليلا للهروب وخرق الطوق الأمني، حيث فسرت توقف الإشتباكات بتراجع الإرهابيين، وتفاديهم تضييع الذخيرة "وهو ما يفسر نفادها أو قرب ذلك، ولذلك يتجنبون اليوم المواجهة". في حين، تشير مصادر أمنية أخرى، قريبة من العملية إلى أن الإرهابيين أصبحوا مؤخرا يطلقون رصاصات "طائشة" في اتجاهات مختلفة، لتحديد تواجد أفراد الأمن "في محاولة لاكتشاف ثغرة ومنها استغلالها والفرار"، مما دفع قوات الجيش إلى نصب محتشدات قارة على منافذ تعتقد أنها مسالك تحركات هؤلاء الإرهابيين للفرار، وأكدت مصادرنا أن الإرهابيين الذين يتحصنون بالمخبإ الرئيسي، هم قياديون في التنظيم وأمراء، مستندة إلى أن أغلب جثث الإرهابيين التي تمّ انتشالها بعد القصف والاشتباكات ويخضعون حاليا لتحديد الهوية، كانوا يشكلون درعا لهؤلاء "الأمراء"، كما يكشف المخبأ "المحصن" تواجدهم، على خلفية أنه مجهز ومهيأ لقادة التنظيمات الإرهابية. حيث مكن القصف من تدمير مخزن للأسلحة وورشة لصناعة المتفجرات، تمّ استرجاعها في هذه العملية المتواصلة، وموازاة مع تمركز قوات الجيش، تتواصل عملية فتح المسالك وتمشيط الغابة التي تعد أحد أهم معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث امتدت العمليات العسكرية الى مناطق بني كسيلة، أكفادو، وفناية في شكل طوق لمعاقل التنظيم الإرهابي المحاصر منذ أسبوعين، وأسفرت عن القضاء على العديد من الإرهابيين أبرزهم الأمير صهيب ومساعديه الإثنين باعتراف اللجنة الإعلامية لتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، إضافة إلى توقيف عدد منهم، وإصابة آخرين بجروح واسترجاع كمية من الأسلحة والمعدات، إلى ذلك أشارت مصادر قريبة من العملية، أن المخبأ الرئيسي عبارة عن نفق يقود إلى عدّة منافذ، ولذلك تمّ تطويقه من جميع الجوانب قبل تنفيذ الهجوم عليه، وإحباط أية محاولة فرار، وكانت قوات الجيش قد دعت في أولى أيام العملية، الإرهابيين إلى تسليم أنفسهم قبل تنفيذ القصف، وسجل توقيف 5 إرهابيين لم تؤكد مصادرنا إن سلموا أنفسهم أو تمّ توقيفهم في الاشتباكات. نائلة. ب