أكدت الأستاذة فريدة سكندر مختصة في الأمراض التنفسية بالمستشفى الجامعي لبني مسوس يوم الخميس أن نسبة التدخين انخفضت بصفة عامة بالجزائر في حين شهدت ارتفاعا محسوسا في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 11و14 سنة بنسبة 39 بالمائة وبنسبة 24 بالمائة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة . وقالت رئيسة مصلحة استعجالات الأمراض التنفسية بالمستشفى الجامعي لبني مسوس على هامش الأيام الوطنية ال 10 لسرطان الصدر أن "نسبة التدخين بصفة عامة انخفضت مقارنة مع سنوات الثمانيات والتسعينيات " استنادا الى تحقيق خاص بالعائلات العاصمية والمناطق المجاورة قامت به مصلحتها شمل 1350 ساكن. في حين دلت نتائج التحقيق حسب نفس المتحدثة بان "شاب من بين الأربعة أي بنسبة 25 بالمائة من مجموع العينة يتعاطون التبغ الممضوغ (بالعامية الشمة ) وان نسبة 33 بالمائة من الكبار مدمنين على هذا النوع من التبغ ونسبة 12 بالمائة من الشباب يتعاطون النوعين معا اي (السيجارة والتبغ الممضوغ )". وقالت المختصة في الاستعجالات التنفسية انه "رغم انخفاض نسبة التدخين بصفة عامة إلا انه سجل ظهوره بقوة بالأوساط الطلابية ولاسيما عند العنصر النسوي بنسبة 10 بالمائة عند فئة العمر بين 15 و24 سنة ", أما الدكتور سلطان عامر رئيس الجمعية الجزائرية لسرطان الصدر فقد دعا السلطات العمومية إلى"ضرورة الحرص على تطبيق الاتفاقية الإطار لمنظمة العالمية للصحة حول مكافحة التدخين في العالم التي وقعت عليها الجزائر في نهاية سنة 2006 ", ويرى الدكتور عامر وهو مختص في جراحة سرطان الصدر بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا الجامعي انه " لايمكن الحد من معدل الإصابات بسرطان الرئة التي يتسبب فيها التدخين بنسبة 90 بالمائة إلا بتطبيق هذه الاتفاقية ومنع التدخين بالأماكن العمومية لاسيما الإدارات والمؤسسات ". أما خبير المنظمة العالمية للصحة الأستاذ باسكال بوغي الذي زار الجزائر بالمناسبة فقد أكد أن "الجزائر تعتبر من بين ال 44 دولة الأولى التي صادقت على هذه الاتفاقية ولكنها لازالت بعيدة كل البعد عن تطبيقها في الميدان ", واعتبر خبير المنظمة الأممية أن "الدول المتقدمة نجحت في تطبيق هذه الاتفاقية والحد من التدخين بها بفضل وعي الحركة الجمعوية وتأثيرها في صنع القرار والتحسيس الذي قامت به لدى الرأي العام ", وقال أن "العديد من الدول النامية لم تسير على نفس الدرب لان المجتمع المدني لم يبلغ بعد درجة نضج الدول المتقدمة من جهة وعدم اقتناع الطبقات الساسية بخطر التدخين بعد", وحمل الأطباء مسؤولية عدم إخطار المرضى بعواقب التدخين ولاسيما عندما يسلمون شهادات الوفيات للعائلات, وينصح الخبير الاممي بوضع على هذه الشهادة نص "قتله التدخين "ولايكتفي الطبيب بتسجيل التدخين كعامل يمثل خطورة على الصحة فقط. وللتخلص والقضاء على هذه الآفة قال نفس الممثل الاممي "لابد من خلق لدى المدخن سلوك الإصرار والإرادة القوية للتخلى عن التدخين لان المدخن وغير المدخن غير واعيين وهم ضحية السيجارة ولابد من التكفل بهما لانقاذهما من الإدمان". واج/ الشروق