خلف الإنفجار الذي استهدف مبنى قصر الحكومة يوم الأربعاء المنصرم تضرر 148 مكتب بقصر الحكومة الذي يضم وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة في نفس الوقت، في حين تحطمت المكتبات والطاولات والكراسي وأجهزة الإعلام الآلي وتقطعت أسلاك الهاتف والكهرباء وقنوات صرف المياه، مما أدى إلى تجنيد عدد هائل من الشركات في مختلف التخصصات لإصلاح كل ذلك. وقد أدت قوة الضغط المندفع من الإنفجار العنيف إلى تطاير كل الملفات والأوراق تناثرها هنا وهناك داخل مكاتب مبنى قصر الحكومة. إضافة الأضرار التي لحقت بالبناية الملحقة بمبنى قصر الحكومة التي تضم قاعة محاضرات و قاعة اجتماعات، ومطبخ ومطعم لموظفي وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة، وقد بدا واضحا من خلال الأضرار التي لحقت بالمبنى أن المكاتب الأكثر تضررا هي تلك الواقعة على الواجهة الرئيسية لقصر الحكومة التي ترتفع عن مستوى الإنفجار بداية من الطابق الأول إلى غاية الطابق الثامن. حيث انهارت جدران تلك المكاتب تماما وسقطت أسقفها وشرفاتها، في حين إنهارت أسوار المكاتب الداخلية جزئيا، أقلها تضررا أصيبت بتصدعات يصل سمكها إلى عدة سنتيمترات وتطايرت طاولاتها وكراسيها ومكتباتها وأوراقها وملفات في كل مكان، وتطايرت البوابة الرئيسية لمدخل قصر الحكومة المصنوعة من الحديد قطعا وشظايا، وترك الإنفجار حفرة كبيرة قطرها مترين أمام المدخل الرئيسي حيث اصطدمت السيارة المفخخة التي كان يقودها الإرهابي الإنتحاري بسور البناية. وبلغت حصيلة السيارات التي احترقت أو تحطمت في هذه الإنفجارات بكل من قصر الحكومة و محافظة الشرطة بباب الزوار 45 سيارة، معظمها كانت متوقفة في موقف للسيارات يقع على بعد أمتار من المحافظة، أو كانت تعبر الطريق الرئيسي المار بمحاذاة المحافظة، في حين كان عدد منها يعبر محول الطرق الموجود أمام البوابة الرئيسية لقصر الحكومة. كما تخرب مبنى محافظة الشرطة بباب الزوار عن آخره ولم يبقى فيه سوى الهيكل حيث سقطت أسقف مكاتبه وانهارت جدرانه وتناثر الحطام والإسمنت المسلح في كل مكان حوله، ناهيك عن مبنى كتيبة الدرك الوطني الموجود بمحاذاته الذي لحقته أضرار بليغة كذلك ومبنى محافظة الشرطة القضائية المجاور لهما، ويبقى القول أن الخسائر المادية لا تساوي شيأ أمام الأرواح البريئة التي سقطت في هذه التفجيرات. جميلة بلقاسم:[email protected]