إستغل أنور نصر الدين هدام، أحد أبرز قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة "الفيس"، الذي يقيم كلاجئ سياسي في واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية، إدانته للتفجيرات التي هزت العاصمة الجزائرية، ليؤكد دعمه لمسعى المصالحة الوطنية، من خلال دعوته جميع القوى والشخصيات الوطنية إلى "المساهمة الفعالة في نشر جو الحوار والسلم والمضي قدما بخطوات متسارعة لبسط المصالحة الوطنية وتحويلها إلى حقيقة إجتماعية ونبذ سياسات الإقصاء والإزدواجية، وذلك مهما كانت العوائق والصعوبات". هدام ندد رسميا وعلنيا في بيان ورد للشروق، نسخة منه، وقعه بإسم الحركة التي أسسها في واشنطن، حيث لايزال مستقرا، وهي حركة الحرية والعدالة الإجتماعية في الجزائر، جاء تحت عنوان "بيان تعزية وإدانة"، أنه بغض النظر عن الجهة التي تقف وراء هذا العمل الإجرامي، "فلا يمكنها أن تخدم شعبنا بقتل المواطنين الأبرياء"، وتضمن البيان رسائل ألمح فيها أنور هدام، على أنه يجب تفعيل مسعى المصالحة الوطنية، وتجاوز كل النقائص والخلافات والإختلافات لتحقيق أدنى سلم في البلاد بإعتباره أولوية. وذهب لأبعد من ذلك، عندما شدد على ان "هذا النهج الدموي هو طريق مسدود يدل على فقدان الرشد و ضلال الفهم". وكان أنور نصر الدين هدام الناطق الرسمي للجبهة الإسلامية المحلة بالخارج سابقا والمقيم بأمريكا أعلن عن تأسيس "حركة الحرية والعدالة الاجتماعية"، وذلك للمساهمة في تفعيل عملية المصالحة الوطنية لدفن الأحقاد، وذلك في الذكرى الخامسة عشرة لتوقيف المسار الانتخابي "بعيدا عن أي حسابات أو تحركات سياسوية ضيقة من أجل وفاق وطني لترجيح التوازنات الوطنية الحالية للوصول بمسار المصالحة الوطنية إلى نهايته الصحيحة". وكان من المقرر أن يدخل الجزائر في 29 أكتوبر الماضي والإستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، لكنه تراجع، بعد أن أبلغته أطراف رفض الكشف عنها، بضرورة تأجيل عودته. يعد هذا الموقف تحولا و"تداركا" من أنور هدام الذي سبق له أن تبنى تفجيرات العقيد عميروش عام 1995 التي إستهدفت محافظة أمن ولاية الجزائر، وقال في تبرير لسقوط ضحايا مدنيين بأنه خطأ فقط في التوقيت، لكنه يعتبر القيادي الوحيد في الحزب المحل الذي أدان التفجيرات علنيا، في تأكيد على حسن نيته ومساندته لميثاق السلم ونبذه له تحت أي ظرف". نائلة.ب:[email protected]