تتواصل معاناة المواطنين على مستوى مختلف ولايات الوطن، جرّاء الإضطرابات الجوّية التي خلّفت خسائر معتبرة أبرزها غلق الطرقات وصعوبة التنقّل، وفيضان الوديان على المجمّعات السكنية المجاورة، فيما لحقت بالفلاّحين أضرار معتبرة حوّلت فرحتهم إلى صدمة، انعكست أيضا على أسعار الخضر والفواكه بالأسواق. ظلت، الإثنين، العديد من الطرقات مغلقة في وجه حركة المرور ببجاية، بسبب السيول والأوحال التي غمرت الطريق الوطني رقم 12 الذي يربط بجاية بتيزي وزو وذلك بمنطقة واد غير، في حين شلّت حركة السير على الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية بالعاصمة لليوم الثاني على التوالي، بعد ما غمرت السيول الطريق الأحادي بمدخل منطقة القصر، كما صعبت السيول من استعمال الطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بين بجاية وسطيف، وذلك بمنطقة أبوداو، كما غمرت السيول أيضا الطريق الوطني الساحلي رقم 24 بمنطقة بني كسيلة، فيما عرف الطريق الوطني رقم 75 بين بجاية وسطيف مرورا بأميزور ازدحاما مروريا بعد ما اضطر مستعملو الطريقين الوطنيين رقم 12 و26 للدوران عبر أميزور من أجل الالتحاق بوجهتهم، ونفس الوضعية عاشتها منطقة إرياحن. وقد علق، ليلة الأحد إلى الاثنين، المئات من المسافرين عبر العديد من المحاور إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، فيما عرفت أغلب الخطوط بالولاية أزمة نقل حادة. من جهة أخرى، عاش سكّان المناطق المحاذية للوديان على غرار واد أقريون وواد زيتونة وواد الجمعة وكذا واد الصومام وغيرها، على أعصابهم بعد فيضان هذه الأخيرة، إذ قضى أغلبهم ليلة سوداء خوفا على حياتهم، كما اشتكى سكان بلدية ذراع القايد من انقطاع التيار الكهربائي. وأحصت مصالح الحماية المدنية 50 تدخلا، منها إجلاء 20 شخصا كانوا على متن شاحنة بمسلك فلاحي ببلدية "وادي غير" و10 أبقار عالقة بوادي بمنطقة "رميلة". كما تسبب تساقط الأمطار الأخيرة على ولاية عين الدفلى في تعطيل نشاط بعض الفلاحين بمختلف مناطق الولاية مع تسجيل خسائر، حيث ذكر بعض الفلاحين أنّهم واجهوا صعوبات في جني البطاطا بسبب تعذّر دخول العمّال والمركبات للحقول، كما تعطّلت عمليات غرس الطماطم الموسمية بالمناطق المعروفة بإنتاجها على غرار العبادية وشمال المنطقة الغربية، وإلى ذلك تسببت سرعة الرياح وقوتها في تخريب بعض البيوت البلاستيكية بمنطقة تاشتة شمال غربي الولاية، هذا وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية تحسن الأوضاع الجوية ابتداء من ظهر اليوم الثلاثاء على مستوى ولاية عين الدفلى لترتفع درجات الحرارة تدريجيا، وهو ما يعتبر عاملا مهما ومساعدا للفلاحين على مواصلة نشاطهم الفلاحي بشكل أحسن. بتيارت تمّ تسجيل حالات انقطاع الكهرباء في بعض البلديات مثل عين الذهب التي دامت 12 ساعة في ظل تدخلات مستمرة لفرق التدخل التي كثفتها سونلغاز لتصليح الأعطاب. كما أدى انسداد البالوعات إلى تشكل برك وأحواض عبر كثير من الطرق اهترأت لسوء الإنجاز وغياب الصيانة كما هو الحال لطرق عاصمة الولاية. وفاة شيخ اختناقا بغاز التدفئة وبولاية الجلفة، توفي مساء الأحد، شيخ يبلغ من العمر نحو 60 سنة اختناقا بالغاز ببلدية دار الشيوخ، إذ لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة داخل محل لبيع الأواني المنزلية المتواجد بحي 104 سكن وسط مدينة دار الشيوخ، إثر استنشاقه لغاز أحادي أوكسيد الكربون المنبعث من طابونة تعمل بقارورة غاز البوتان، وقد تدخل عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية من أجل تحويل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الجلفة، من جهتها فتحت مصالح الأمن تحقيقا حول أسباب الحادث. هذا وضربت زوابع رملية ولاية الوادي وولايات جنوبية أخرى، منذ بداية الأسبوع، تسببت في قطع عدة طرقات، وكبدت الفلاحين خسائر جسيمة، وأحدثت شللا في عديد القطاعات الرئيسية كالبناء والأشغال العمومية التي تضررت كثيراً، إضافة لتذبذب حركة النقل بين البلديات، واضطراب نشاط التجارة وغيرها. وذكر شهود عيان أن الرمال قطعت طريق "الوادي – تقرت" في عدة نقاط، وباتت تهدد مستعملي المركبات، ولم تتدخل السلطات المعنية لفك العزلة عن هذا الطريق، أو باقي الطرق الداخلية الحيوية، مثل الطريق الرابط بين بلدية الرباح ودوار الماء، وطريق جامعة -الوادي، وأيضا طريق البياضة -الطريفاوي – الدبيلة، والطريق الرابط بين بلدية ورماس وعاصمة الولاية، وطريق الرقيبة نحو مفترق جامعة، وغيرها من الطرق التي زحفت عليها الرمال دون تدخل السلطات المعنية. وتوقفت ورشات البناء كليا منذ أسبوع، إضافة لتعثر حركة النقل بين البلديات والقرى، وتحول عواصم البلديات إلى مناطق معزولة بسبب عزوف كثير من أصحاب الحافلات عن الحركة. أما قطاع الفلاحة فنال نصيب الأسد من موجة الزوابع، حيث حطمت الرياح العاتية مئات البيوت البلاستكية من الحجمين الكبير والصغير، وإتلاف عديد المحاصيل الحقلية المزروعة، كمحصولي البطيخ والقمح اللذان يميزان هذه الفترة الزراعية في مناطق حاسي خليفة، الرقيبة، المقرن، قمار، ورماس، بن قشة، الدبيلة وغيرها. ضياع طفل بسبب العواصف في صحراء الوادي شهدت صحراء المخاليع بالوادي، الأحد، الواقعة بين بلديات المقرن، وبن قشة، والطالب العربي، حادثة ضياع طفل في السابعة من عمره، وحسب أهل الضحية وهم من البدو المتنقلين، فإن ابنهم خرج صباحا للّهو وقت انشغالهم، ليختفي بعدها بسبب كثافة الغبار المتطاير والرؤية الضعيفة، حيث لم يجد طريق العودة للخيمة، ودون أن يوجد له أثر في الصحراء، ليقوموا بإبلاغ السلطات وذويهم للبحث عنه، على إثرها سارعت فرق الدرك الوطني وأعيان من البدو للبحث عن الطفل الضائع، وتم العثور عليه تائها في الخلاء، سالما، على بُعد كلومترات من موقع عائلته، في فترة المساء. وليد.ع