انتهت البطولة المحترفة لكرة القدم في طبعتها الثانية، والتي لم تختلف كثيرا عن سابقتها، وأهم شيء ميزها كان تتويج وفاق سطيف بثنائية البطولة وكأس الجزائر، وهذا على عكس كل توقعات وتكهنات المتتبعين التي كانت راهنت قبل بداية الموسم، على "فريق الأحلام" اتحاد العاصمة لحصد كل الألقاب، إلا أنه اكتفى في آخر المطاف بالمركز الثالث فقط وهذا أمام تألق شبيبة بجاية، الذي أحرز المركز الثاني المؤهل للمشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، مؤكدا للموسم الثاني على التوالي أنه أصبح طرفا قويا في معادلة البطولة الوطنية. في الجهة السفلى من جدول الترتيب، أسدل ستار البطولة بسقوط ثلاثة أندية إلى الرابطة المحترفة الثانية، وهي مولودية سعيدة، نصر حسين داي وجمعية الخروب. وإذا كانت الأمور قد حسمت منذ مدة بالنسبة للنصرية التي لم تفارق المركز الأخير إلا في الجولة ما قبل الأخيرة، فإن ضمان البقاء عرف بدوره صراعا قويا لم يكشف عن أسراره إلا في اللحظات الأخيرة من عمر البطولة، التي أنقذت مصير كل من مولودية وهران ومولودية العلمة اللذان كتب لهما عمرا جديدا بضمان بقائهما ضمن حظيرة الرابطة الأولى . وعكس الموسم الفارط الذي تطلب على الأندية جمع 37 نقطة من أجل ضمان البقاء، فإن 35 نقطة كانت كافية هذا الموسم، وهو عدد النقاط الذي تمكنت مولودية وهران من حصده. ومن دون شك فإن النقطة الإيجابية الوحيدة خلال بطولة هذا الموسم، كانت الصراع المتواصل على اللقب وهذا ما بين خمسة أندية، هي كل من وفاق سطيف، اتحاد العاصمة، شبيبة بجاية، شباب بلوزداد وأولمبي الشلف، وهو الصراع الذي استمر إلى غاية الجولة ال 29 وما قبل الأخيرة، والتي كانت فاصلة في تحديد البطل بعد فوز وفاق سطيف أمام شباب قسنطينة و انهزام اتحاد العاصمة أمام أولمبي الشلف. مستوى فني متواضع ولاعبون من "كارتون" وبالرغم من الصراع القوي والمتواصل الذي عرفته البطولة، سواء من أجل اللقب أو لتفادي السقوط، فإن المستوى الفني للقاءات كان جد متواضع ولم يرق لتطلعات عشاق الكرة المستديرة، حيث لم نشاهد هذا الموسم مباريات في المستوى، وحتى المباريات المحلية والكلاسيكية التي كانت تتسم عادة بالإثارة غاب عنها التنافس، كما تم برمجة بعضها بدون جمهور. برمجة كارثية والرابطة في قفص الإتهام ولعل أحد أهم العوامل التي أثرت وساهمت بشكل مباشر في تدهور المستوى كان سوء البرمجة التي عرفتها بطولة هذا الموسم، وهذا من خلال التأجيلات المتكررة التي قامت بها الرابطة المحترفة التي لم تحترم الرزنامة التي كانت حددتها مع بداية الموسم، وكانت في كل أسبوع تجري تغييرات على مواعيد إجراء اللقاءات وحتى الجولات. حيث راحت العديد من الأندية ضحية الأخطاء التي ارتكبتها الرابطة بسبب البرمجة السيئة والعشوائية التي لا علاقة لها إطلاقا بالإحترافية. مشاكل مالية لا تنتهي للموسم الثاني على التوالي، تواصلت معاناة الأندية المحترفة من الناحية المالية، فباستثناء اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية، الفريقان اللذان لم يعرفا مشاكل من هذه الناحية وأنهيا الموسم براحة، فإن باقي الأندية الأخرى بدون استثناء وجدت صعوبات كبيرة لضبط ميزانياتها و إنهاء الموسم. وهذا بداية من البطل وفاق سطيف الذي عاش أسابيع حرجة بعد دخول لاعبيه في إضراب عن التدريبات، نفس الشيء عاشه أيضا كل من بيت اتحاد الحراش، شباب بلوزداد، مولودية الجزائر، مولودية وهران وغيرها. أخطاء التحكيم تصنع الحدث مرة أخرى مرة أخرى، صنع التحكيم الحدث هذا الموسم ولفت الحكام النظر في الملاعب وخطفوا الأضواء بدلا من اللاعبين، وهذا من خلال الأخطاء التي ارتكبوها والفضائح التي كانوا وراءها، سيما الثنائي الدولي جمال حيمودي ومحمد بنوزة، اللذان ساهمت الأخطاء التي ارتكباها في تحديد نتائج بعض المباريات، على غرار ما فعله بنوزة في مباراة نصف نهائي كأس الجزائر بين وفاق سطيف واتحاد الحراش، و ما قام به قبله زميله جمال حيمودي، في ربع نهائي كأس الجزائر الذي احتضنه ملعب 5 جويلية بين اتحاد الحراش واتحاد العاصمة. وختم الحكم الدولي فاروق حواسنية، المهزلة بعد أن تألق بملعب عمر حمادي ببولوغين، بمنحه ثلاث ضربات جزاء لصالح اتحاد العاصمة في مباراته أمام شبيبة بجاية لحساب الجولة ال28 من البطولة. لاعبو اتحاد العاصمة ينجون من الموت في سعيدة لن يختلف إثنان بأن الأحداث المأساوية التي شهدها ملعب سعيدة، خلال المباراة التي جمعت مولودية سعيدة باتحاد العاصمة لحساب الجولة ال25 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، و الاعتداءات بالسلاح الأبيض التي تعرض لها لاعبو اتحاد العاصمة كانت النقطة السوداء في بطولة هذا الموسم. حيث دشّن مناصرو سعيدة عهدا جديدا مع العنف والشوفينية من خلال اقتحام أرضية الميدان والإعتداء على لاعبي الخصم، الذين نجوا بأعجوبة مما لا يحمد عقباه، و راح ضحية هذه الاعتداءات تسعة لاعبين من بينهم المدافع عبد القادر العيفاوي، الذي كاد أن يفارق الحياة بعد تعرضه لطعنات خنجر على مستوى الصدر. 563 هدف هذا الموسم وهجوم الوفاق الأحسن عرف الموسم الجاري تسجيل 563 هدف في 240 مباراة، والتي عرفت تألق مهاجمي البطل وفاق سطيف بتسجيلهم 53 هدفا، ونالوا لقب أحسن هجوم هذا الموسم، رغم تلقي دفاعه عددا كبيرا من الأهداف وصل إلى 40 هدفا. أما أضعف هجوم هذا الموسم فكان من نصيب جمعية الخروب، التي لم يتمكن مهاجموها من تسجيل سوى 23 هدفا. وبالنسبة للدفاع فإن شبيبة القبائل كان الأحسن هذا الموسم بعد تلقيه 23 هدفا فقط، وأما أضعف دفاع فكان من نصيب مولودية وهران ب53 هدفا.