قرافيولا شيريمويا وكوروسول، الباباي والسيزيقيوم كوميني.. فيجوا.. بيبينو.. فيزاليس.. كايان قوياف وفاكهة التنين، الرامبوتان وسابوتيي قوجي تامارين…هي أسماء لفواكه غريبة عن الثقافة الغذائية والاستهلاكية لأغلب الجزائريين "اقتحمت" حياتهم في الآونة الأخيرة بعضهم يستطب بها ويأمل منها المساعدة على الشفاء من أمراض مستعصية على رأسها السرطان، والبعض الأخر "يتقرّب" بها إلى نساء حوامل "لهف" قلبهن على تناول فواكه في غير موسمها، أما البعض الآخر فأثرياء شدّهم نداء البطن إليها فلبوا النداء واستجابوا لإغراءات لا يقاومها إلا من جاهد نفسه أو قلّت حيلته ولم يستطع إليها سبيلا.. والمفارقة العجيبة أن هذه الفواكه تباع برخس التراب في بلادها الأصلية، غير أنها تصل إلى المواطن الجزائري بالملايين، ما يجعل بعض العاشقين لها يكتفون بغرامات قليلة "تربط حبل ودّهم بها" أو تكون بمثابة القشة التي يتعلق بها المرضى لمواجهة أورامهم الخبيثة أو استعادة بعض المناعة والطاقة. ويفسر بعض باعة هذه الفاكهة الأمر بقلة العرض وسرعة تلف هذه المادة لحساسيتها وتأثرها بالعوامل المناخية، ما يجعل وصولها إلى بلادنا في أحسن حال مجازفة يستدرك بها الممونون الخسارة التي قد تلحقهم ويغطون بها مصاريف تنقلاتهم. ويعتبر صاحب محل "فواكه السبالة" أو كما يسمى "سبالة فروي" أنّ خوض هذا المجال بمثابة المغامرة بماله لما فيه من مخاطر وعواقب لا تحمد، سيما بالنسبة لكساد بعض السلع التي تشترى بالملايين وتضيع دون أن يقبل عليها أحد، وكشف المتحدث عن خسارة كبيرة طالت المحل في شهره الأوّل فاقت ال 10 ملايين، لكنه سرعان ما أعاد ترتيباته واستراتيجيته بما جنبه تلك الخسارة في الأشهر اللاحقة. مرضى ومتوّحمات وأشخاص على فراش الموت في رحلة بحث عن الفواكه.. ويعتبر كثير ممن تحدثنا إليهن أن وجود هذه الفواكه ببعض المحلات خدمة كبيرة تقدم سيما للمرضى والمتوحمات أو من هم على فراش الموت ويشتهون فاكهة معينة في غير موسمها، ما يجعلهم يقتنونها دون التفكير في ثمنها.. المهم هو تحقيق رغبة الأعزاء على قلوبهم. "الشروق" تحدّثت مع بعض الجزائريين الذين يقبلون على شراء هذا النوع من الفواكه واستفسرت عن الأسباب الحقيقية فوجدنا أن أغلبهم يشتريها للتداوي، سيما من السرطان، حيث بات الجميع في بلادنا يعرفون فاكهة القرافيولا التي تناهز أسعارها 8000 دج للكلغ الواحد بالإضافة إلى البابايا والشيلي رامبوتان والفرومبواز وغيرها. .. وأثرياء يقتنونها بالصناديق مقابل الغرامات المعدودة والكميات المحدودة والمدروسة التي يقتنيها المشتهون للفاكهة أو المرضى، يحط بعض الأثرياء رحالهم في هذه المحلات ويقتنون كميات كبيرة منها بشكل دوري. وفي هذا يؤكد أحد التجار أنّ بعض زبائنه الأثرياء يقتنون كمياتهم بالصناديق، آخرهم سيدة اقتنت ما يقارب الخمسة ملايين من الفاكهة، وآخر يقتني بين الفترة والأخرى تشكيلة من الفواكه يكرم بها ضيوفه وأهله تناهز أحيانا الثلاثة ملايين. وقلّل محدثنا من الدهشة التي ارتسمت على وجوهنا ووجوه كثير من الزبائن الذين كانوا بالمحل، حيث قال إنهم أناس ميسورون يمثل بالنسبة إليهم هذا المبلغ قطرة في بحر. الفايسبوك ساهم في انتشار المعلومة واستقطاب الزبائن ويتواصل العديد من المواطنين مع هذه المحلات التي تبيع الفواكه النادرة وغير الموسمية عبر الهاتف والفايسبوك الذي زاد في انتشارها، وهو ما أكّده لنا محل السبالة، حيث إنّ هاتفه لم يتوقف عن الرنين خلال تواجدنا بالمحل للسؤال عن الموقع وحجز طلبيات بعينها أو التأكد من وجودها. ورغم أنّ الغالبية يثنون على المحل وعلى الخدمة التي يقدّمها لهم، إلا أنّ الأمر لم يسلم من بعض الانتقادات على الصفحة الفايسبوكية التي ترى أن الأسعار مبالغ فيها، مقارنة مع ما هو موجود في أوروبا أو في دولها الأصلية. التين بمليونين و"الفرومبواز" بمليون ونصف و"الرامبوتان" بمليون ناهزت أسعار بعض الفواكه التي اعتاد الجزائريون تناولها في موسمها بأثمان في متناولهم حدود المعقول، فبعد أن كان سعر التين لا يتعدى 200 دج في موسمه بلغ لدى البعض الآن حدود المليونين، وغير بعيد عنه بلغ سعر التوت البري أو ما يعرف ب"الفرومبواز" المليون ونصف المليون، وعلى نفس المنوال سارت فاكهة الرامبوتان التي بلغت عتبة المليون، ناهيك عن فواكه أخرى على غرار القرافيولا التي تراوحت بين 7000 و8000 دج/ كغ. طلبيات لولايات الجنوب والدفع عن طريق الحساب الجاري وتقطع هذه الفواكه كيلومترات عديدة من الشمال إلى الجنوب والعكس صحيح، حيث تستقطب محلات بيع الفواكه النادرة على قلّتها مواطنين من مختلف مناطق وولايات الوطن، وأكد لنا صاحب محل "سبالة فروي" أنه أرسل طلبيات إلى ولايات عديدة شرق الوطن وجنوبه على غرار ولايات قسنطينة وميلة وبجاية وأدرار وبشار، بعد اتصالات بلغته من هؤلاء المواطنين كانوا في أمس الحاجة إليها على أن يسدد الزبون المبلغ عند استلامه البضاعة عبر الحساب الجاري الذي يرسله إليه عبر رسالة نصية خاصة. وأوضح المتحدث أنّ الأمر يتوقف على الثقة الموضوعة بين الطرفين، حيث تبدأ في البداية بأول تعامل يثبت فيه حسن النية وبعدها تمد جسور الثقة والتعامل بينهما. فوائد سحرية للفواكه.. تختلف الفوائد العديدة من فاكهة لأخرى، حيث تستخدم الجرافيولا لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا والطفيليات، بما في ذلك داء الليشمانيا، وهو مرض تسببه طفيليات تنتقل عن طريق لدغة ذبابة الرمل وكذلك لعلاج السعال وبالأخص السرطان، كما أنّها تستخدم للتسبب بالقيء وإفراغ الأمعاء، أمّا البعض فيستخدمها للاسترخاء. وتعد من أهم الثمار المستخدمة في مكافحة الأورام الخبيثة مثل داء السرطان، حيث أثبتت الدراسات والتحاليل المخبرية أنّ بعض أجزاء ثمرة الجرافيولا قادرة على محاربة وقتل بعض أنواع سرطان الثدي والكبد. وتُعتبر وعاءً يحتوي على عدد من المواد الكيميائية التي قد تكون مضادة لمرض السرطان وفعالة بطريقة تقضي عليه في أجسام البشر، فهناك دليل واضح على أنّها تمنع الخلايا السرطانية من التخلص من المضادات الحيوية والأدوية المضادة للمرض، وهكذا تساعد الجرافيولا الأدوية على العمل بشكل أفضل وأكثر إيجابية وفعالية، إضافة إلى أنّ بعض أنواعها تساعد على التخلص من الخلايا السرطانية بشكل مباشر وتتلفها بدون الحاجة إلى أدوية. كما تعد الأناناس والبابايا التي تتميز بحلاوة الطعم أفضل فاكهة لعلاج سوء الهضم والحماية من الجلطات القلبية، حيث يحتوي الأناناس على البروملين وتحتوي البابايا على البابين وكلاهما يساعد على هضم البروتينات. أما التين فينشط الكبد ويقويه ويقضي على تضخم الطحال ويعالج البواسير، في حين أنّ الفراولة تبيض الأسنان وتحمي من الإصابة بمرض السرطان والبرقوق يحسن عملية الهضم ويخفّف أوجاع الروماتيزم وينشط الدورة الدموية. اسبانياوألمانياوفرنسا كوت ديفوار ومالي.. من هنا "تصبّ" الفواكه تتعدّد الوجهات التي تصب منها الفواكه الغريبة في بلادنا، حسب نوع الفاكهة ومناخها الذي تترعرع فيه. وحسب ما أكّده لنا بعض التجار فإن فرنساواسبانيا تعدّان الوجهتين الأساسيتان اللتين تزودان أغلب الوطن بالإضافة إلى ألمانيا وهذا بالنسبة للدول الأوروبية ناهيك عن بعض الدول الإفريقية على غرار كوت ديفوار والنيجر ومالي. وغالبا ما يتم الاعتماد على بعض الموردين الخواص في هذا المجال، حيث يتم التفاوض على السعر مسبقا.